أثارت حادثة نجع حمادي غضب الأقباط في ألمانيا ونظموا مسيرات منددة بمقتل ستة أقباط بعد مهاجمة كنيسة جنوبي مصر.
برلين: نظم اتحاد اقباط المهجر في نهاية الاسبوع في المانيا عدة مظاهرات جابت عدة مدن المانية هامة ، احتجاجا علي حادثة نجع حمادي التي راح ضحيتها ستة من الاقباط وأحد المسلمين من حراس الكنيسة التي هاجمها بعض المسلحين في جنوب مصر عشية انقضاء قداس ليلة الميلاد المجيد، واطلقو النار بشكل عشوائي علي المصليين فأردو ستة قتلي وعشرة مصابين، هذا ولم يمض وقت طويل حتي وقع منفذو الهجمات في قبضة رجال الامن المصري، وهم رهن الاعتقال الان وسيمثلون امام القضاء المصري في وقت لاحق.
ففي شتوتجارت احتشد عشرات الاقباط المصريين وبعض المتضامنين معهم وسط المدينة ، رافعين الشعارات التي تندد بعملية القتل وشعارات تقول quot;اوقفوا المذابح ضد الاقباط في مصرquot; ،هذا وقد شارك اسقف ولاية quot;بادن فيرتمبرجquot; فرانك اتوفريد ـ في المظاهرة والقي كلمة تميزت بتوجيه عبارات حادة الي الحكومة المصرية طالبها فيها بوقف كل اشكال التميز ضد اقباط مصر، ومن ثم ضمان امنهم وحريتهم ، ووقف الاعمال الاجرامية علي حد تعبيره ضد المسيحيين ، ومناهضة الجماعات التي تمارس الاضطهاد ضد الاقباط كما طالب بحرية بناء الكنائس في مصر وبتدخل وزير الاوقاف المصري لضمان حرية عقيدة المسيحيين من الاضطهاد.
من ناحية اخري حصلت ايلاف علي البيان الاعلامي الذي تم توزيعه في شوارع شتوتجارت وفيه حدد اقباط المهجر مطالبهم من الحكومة المصرية التي لخصوها في بنود تقول : يجب احترام حقوق الانسان والحرية الدينية لدي الاقباط ، لاإجبار علي الاسلام ، لا للعقوبات علي الذين يتحولون الي الديانة المسيحية من المسلمين ، يجب ان تكون هناك عقوبة فعالة للتجاوزات ضد المسيحيين، كذلك يجب وقف الحملات المناهضة للمسيحيين في المدارس ووسائل الاعلام المصرية ، يجب ايضا حزف خانة الديانة من بطاقات الهوية المصرية وكافة الوثائق الاخري ، يجب ان يتم تفعيل المساوة بين الاقباط والمسلمين في وظائف الدولة ، يجب كذلك ادماج القبطية كمنهج علمي في المدارس والجامعات ، واخيرا وحدة القانون الذي ينظم بناء المساجد والكنائس وحرية ترميم الكنائس في اي وقت .
اما في مدينة دوسلدورف فقد تجمع عدد من الاقباط الذين يعيشون فيها ، واكتمل عددهم الي اكثر من مئتي شخص قبل ساعة الظهر ومع انتصاف النهار شقوا طريقهم من امام مبني البلدية الي وسط المدينة وقد رفعوا شعارت تقول:quot; لا لظلم الحكومة المصرية quot;ـ لماذا الصمت ؟ اوقفوا انتهكات حقوق المسيحين ـ وعلي طول الطريق كانوا يوزعون النشرات الاعلامية التي ضمنوها مطالبهم من الحكومة المصرية وحالوا كسب تعاطف الشارع الالماني معهم ، وعلي هامش المظاهرة القيت الكلمات التي طالبت بوقف الاغتيال والقمع المنهجي المنظم ضدهم ،وقد تضامن معهم في المظاهرة جماعات آرمنية في المانيا.
احد المسلمين المصريين الذين شاهدو المظاهرة تحدث الي ايلاف عن انطباعاته عن المظاهرة بقوله :ان حادث نجع حمادي يقع حتي بين المسلمين انفسهم وتقع حوادث في اوروبا مشابهة عندما يطلق شخص مخبول النار علي اي اناس وفي اي شارع او متجر اوحتي مدرسة، لكن هذه المظاهرات وهذه المطالب التي قراتها انما تكرس الانفصال بين المسلمين والاقباط ومعروف تاريخيا انهم يعيشون في وئام وسلام جنا الي جنب مع المسلمين في مصر ، ولكن ربما اوضاع مصر الداخلية والسياسات الغير حازمة من الحكومة المصرية قد ساعدت علي اشتعال الفتن في المجتمع!
هذا ومن المعروف انها ليست المرة الاولي التي تحدث فيها اعمال عنف بين مسلمين ومسيحيين في جنوب مصر ورغم ان هذا الامر بات يشكل صداعا للحكومة المصرية الا ان معالجته من جانب الحكومة يشوبها القصور فهي اغلب الاحيان تحاول التخفيف من حدة الاحتدام بين الطرفين وتعزي دائما اعمال العنف الي اعمال فردية غير مسئولة ، الا ان الامر سرعان ما يتكرر من جديد جدير بالذكر ان الحادثة الاخيرة وقعت علي خلفية تغرير مسيحي بفتاة مسلمة وقيامة باعتصابها ورغم انه قيد الاعتقال الان ،الا ان تاخير الحكم قد ساهم في الحادثة الاخيرة خاصة وان جنوب مصر معروف عنه الاخذ بالثار .
نسبة الاقباط الارثوذكس في مصر تصل الي 10% من نسبة السكان البالغة 80 مليون نسمة ، في المانيا الكنيسة الارثوذكسية القبطية المصرية تضم في عضويتها 6 الاف عضو ويقوم برعايتها المطران الانبا ديميان.
التعليقات