نفى عبد ربه استعداد السلطة الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل على أي شكل تريده مقابل دولة فلسطينية بحدود 67.

رام الله: نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ما نقلته صحيفة (هأرتس) على لسانه من أن المنظمة مستعدة للاعتراف بإسرائيل على أي شكل تريده مقابل خريطة أميركية لدولة فلسطينية بحدود 67 بما فيها شرقي القدس.

وكانت تصريحات عبد ربه أمس قد فجّرت عاصفة احتجاجات في الساحة الفلسطينية.

وانتقدت حماس هذه التصريحات على لسان عدد من قيادييها أبرزهم نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر الذي طالب بمحاكمة عبد ربه لخيانته الحقوق والثوابت الفلسطينية.

وقال الكتور أحمد الطيبي عضو الكنيست عن الحركة العربية للتغيير: laquo;فوجئت بهذا التصريح كما ورد في (هآرتس) وهو تصريح غبر مبررraquo;. وقال الطيبي لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;: laquo;ولكي أكون واضحا.. فلا أحد مخول بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ودولة قومية للشعب اليهودي، لأن هذا الاعتراف يكرس المكانة المنقوصة أصلا للعرب في إسرائيل (عرب الداخل) ويلغي حق العودة (للاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأمم المتحدة 194 لعام 1948) ويكرس أيضا الرواية الصهيونية على حساب الرواية الفلسطينيةraquo;.

وأضاف الطيبي أن laquo;الفصائل الفلسطينية ليست مطالبة ولا مخولة باتخاذ مثل هذا الموقف. نحن لا نريد أن نكون طرفا مشاركا على طاولة المفاوضات، كما لا نريد أن يكون أي تصريح أو موقف من أي طرف، على حسابناraquo;.

وتابع القول laquo;منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل.. والاعتراف يضم الحدود والسيادة ولا يضم الهوية والتعريفraquo;. ودعا الطيبي منظمة التحرير laquo;للاستمرار في رفض مطلب نتنياهو التعجيزي، خاصة أن القراءة للخريطة السياسية والحزبية في إسرائيل، تؤكد أن هذه الحكومة لن تقترب من الاعتراف بحدود 1967raquo;. واختتم الطيبي بالقول laquo;وحتى محاولات رمي الكرة في الملعب الإسرائيلي يجب أن تكون حذرة ومحسوبةraquo;.

وتعرض عبد ربه لهجمة عنيفة على تصريحاته. وطالب النائب جمال زحالقة، عضو الكنيست عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، عبد ربه laquo;بالاستقالة فورا، وإذا لم يفعل ذلك، على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إقالته من منصبه كأمين لسرهاraquo;، وقال: laquo;لا يحق لعبد ربه أو غيره أن يبيع حقوق الفلسطيني في الداخل، وأن يتنازل عن حقوق اللاجئين في الشتات، وأن يمنح شرعية فلسطينية لذلك عبر الاعتراف بإسرائيل كدولة يهوديةraquo;.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن التصريحات المنسوبة لعبد ربه لا تمثل منظمة التحرير، وأضافت في بيان: laquo;إنها تتناقض مع مواقف المنظمة والقوى الوطنية والإسلامية ولا تعبر عن المنظمةraquo;. وأكدت أن laquo;هذه المواقف وتداعياتها، ما هي إلا تعبير عن حالة الإفلاس السياسي والانهيار أمام إملاءات الاحتلال ومخططاته لتفتيت الساحة الفلسطينية وتصفية قضية فلسطينquot;.

ولكن الادارة الاميركية وصفت موقف عبد ربه بالخطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنها اكدت ضرورة تبادل المطالب بين إسرائيل والفلسطينيين في اطار المفاوضات المباشرة بين الجانبين وليس عبر وسائل الاعلام ..