دعت الحكومة في تشيلي لإصلاح أمن المناجم التي تمثل 15.5% من إجمالي ناتجها الداخلي.
سانتياغو: اعرب اديسون بينا، احد العمال الثلاثة والثلاثين الذين انقذوا من منجم سان خوسيه، عن امله quot;في ان لا يحدث ذلك مجددا ابدا لا في بلدي ولا في اي بلد اخرquot;، مذكرا بضرورة تعزيز سلامة العمل في المناجم التي جعلت منها حكومة تشيلي احدى اولوياتها.
وقد دعت الحكومة في الاسابيع التي تلت حادث الخامس من اب/اغسطس، الى اصلاح الامن في هذا القطاع الذي يمثل 15.5% من اجمالي ناتجها الداخلي واكثر من نصف صادراتها (اكثر من ثلاثين مليار دولار، 22 مليار يورو) السنة الماضية.
وستتم مضاعفة الميزانية لتبلغ 56 مليون دولار (40 مليون يورو) ومضاعفة عدد المفتشين ثلاث مرات ليبلغ 45 مفتشا... لنحو 174 الف عامل موزعين على نحو 3500 شركة. وتشيلي هي اكبر منتج عالمي للنحاس مع ثلث العرض العالمي كما تنتج ايضا الذهب والفضة والزنك.
ويقتضي الاصلاح ايضا مراجعة الجهاز الوطني للجيولوجيا والمناجم (سرناخيومين) وتوصيات لجنة خبراء لاعادة النظر في القوانين الحالية في مجال سلامة المناجم. وقال الرئيس سيبستيان بينييرا الاربعاء بعد انتهاء عملية انقاذ الثلاثة والثلاثين عاملا quot;لن نسمح في المستقبل ان نعمل في هذه الظروف التي تفقتر الى السلامة والانسانية كما كان الحال في منجم سان خوسيه وفي العديد من الاماكن الاخرىquot;.
وقد قال لدى خروجه من المستشفى مساء الخميس بعد انتهاء عملية الانقاذ بقليل quot;تعين علينا ان نعيش هذه الفاجعة وان نكاد نموت كي يهتموا الان بالجانب المتعلق بالسلامةquot;. وكان منجم سان خوسيه يعتبر عاديا من حيث الحجم المتوسط (150 عاملا) والقدم لانه يجري استغلاله منذ اكثر من 110 سنوات وهو مهمل في مجال السلامة.
واتهم مقربون من عمال المنجم وقدمائهم الادارة بالافراط في استغلال المنجم وتجاهل تحذيرات العمال الذين كانوا يقولون انهم يسمعون quot;دوياquot; في المنجم في اشارة الى انه يكاد ينهار. وقال بينا quot;وماذا كانوا يقولون للعمال؟ لا، اذهب مع ذلك الى المنجم حتى ان كانت التلة تدويquot;.
وروى ريتشارد فيارويل من على فراشه في المستشفى انه عندما حاول العمال الثلاثة والثلاثون العالقون عقب الانهيار، الخروج من منافذ التهوئة العمودية quot;كانت السلالم لا تصل الا الى ارتفاع معينquot;. لكن هناك ما هو اسوأ بكثير من سان خوسيه. وفي الاسابيع التي تلت الحادث زار مراسل فرانس برس في المنطقة نفسها مناجم تييرا اماريا المستغلة موسميا والتي لا تخضع كثيرا الى الانضباط وحيث يعمل العمال الموسميون غالبا بدون حماية.
والى جانب المجموعات العملاقة التي تجري الاشادة بامنها، مثل بي.اتش.بي بيليتون واكستراتا او باريك، تسجل في المناجم الصغيرة اغلبية القتلى ال31 الذين سقطوا هذه السنة في مجمل المناجم التشيلية. وبالفعل، يجهد رجال السياسة التشيليون في الفصل بين اصحاب المناجم quot;الجيدينquot; وquot;السيئينquot; لكنهم غالبا ما يقرون بشيء من العجز.
وقال وزير المناجم لورانس غولبورن الاسبوع الماضي quot;كما لا يمكننا ان نضمن عدم وقوع حوادث سير، فانه لا يمكننا ايضا ضمان تفادي (حادث منجمي) بمزيد من الاجراءاتquot;. ولدى عودته الجمعة الى منزله، دعا العامل فلورنسيو افالوس احد العمال الثلاثة والثلاثين، اصحاب المناجم في تشيلي الى الاستثمار في موضوع السلامة. لكنه لم يبد آمالا كثيرة، مؤكدا ان quot;رسالتي الى العمال هي الانتباه الى انفسهم بانفسهمquot;.
التعليقات