حذّر أوباما من أن الجمهوريين لو فازوا في انتخابات الكونغرس المقبلة سيعودون بالبلاد أشواطًا للوراء.
_________________________________________________________

واشنطن: حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الناخبين الأميركيين من أن منافسي حزبه الديمقراطي من الجمهوريين الذين يسعون للسيطرة على مجلسي الكونغرس في الانتخابات المقررة في الثاني من الشهر المقبل سيعودون بالبلاد أشواطًا إلى الوراء في ما يتعلق بالإجراءات التي تم اعتمادها بعد معارك كثيرة مع الجمهوريين بشأن قانون الإصلاحات المالية.

وأضاف أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي أن التعهدات التي أطلقها أعضاء الحزب الجمهوري حول نيتهم إلغاء القوانين المالية الجديدة ستشكل انتكاسة كبيرة للمستهلك الاميركي، وستعود بالبلاد إلى نظام مالي على شفا الانهيار، شبيه بفترة الركود الكبير الذي شكل أخطر انتكاسة اقتصادية في تاريخ البلاد في الماضي.

وتابع أوباما أنه ومن دون وجود مراجعة اقتصادية تقوم على أسس حماية صلبة للمستهلكين الأميركيين فإن الاقتصاد الأميركي بشكل كامل سيوضع في خطر، وذلك لن يكون في مصلحة أسواق وول ستريت ومين ستريت المالية، ولن يكون في مصلحة المواطنين الأميركيين أيضًا.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن قانون الإصلاح المالي الذي استطاع تمريره بصعوبة على الرغم من رفض غالبية الجمهوريين له مكرس لإيقاف أي صفقات سرية أو مغامرات مالية متهورة تعود بالبلاد إلى النظام المالي والضريبي المتساهل الذي كان السبب في الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في عهد الإدارة السابقة.

واتهم أوباما الذي يخوض حملة لدعم مرشحي حزبه لانتخابات الكونغرس الجمهوريين بأنهم وقفوا متفرجين، في حين كان هو يعمل على إنقاذ الاقتصاد من ركود ثان عظيم، وهم يعتمدون أجندة تقدم نفسها على أنها تتخذ موقفًا محافظًا، فيما هي ليست كذلك، بل إنها أحدثت تغيرًا جذريًا تسبب بعجز قياسي وبالفوضى في البورصة ودمّرت الاقتصاد الأميركي تقريبًا.

جاءت تصريحات أوباما هذه قبل نحو عشرة أيام من انتخابات الكونغرس، التي سيصوّت خلالها الناخبون على كل مقاعد مجلس النواب الأميركي، وعلى37 مقعدًا في مجلس الشيوخ، ويتوقع حصول الجمهوريين على مغانم كبيرة في هذه الانتخابات، قد تقودهم إلى السيطرة على مجلس النواب على الأقل.

وفيما دعا زعيم الجمهوريين السيناتور جون بويهنر إلى إلغاء قانون الإصلاح المالي، غير أن تنفيذ هذا الأمر قد يكون مستبعدًا حتى وإن سيطر الجمهوريون على الكونغرس لأن أوباما لا يزال يمتك حق النقض وإيقاف أي قرار قد يحاول الجمهوريون تمريره بهذا الخصوص.

وينظر المراقبون إلى انتخابات الكونغرس على أنها تشكل نوعًا من الاستفتاء الشعبي على أجندة وسجل أوباما، فيما ستشكل خسارة مرشحي الحزب الديمقراطي، مثل زعيم الديمقراطيين هاري ريد المرشح عن ولاية نيفادا أمام الجمهوري شارون أنغل، ضربة كبيرة لأوباما وحزبه. كما إن المرشحة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا باربرة بوكسر تواجه منافسة قوية من الجمهوري كالري فيورينا.

وفي تجمع انتخابي في جامعة بولاية كاليفورنيا اعتبر أوباما أن هذه الانتخابات هي الاختيار بين السياسات التي انحدرت بالبلاد إلى الفوضى التي تعانيها الآن وتلك التي يمكن أن تخرجها منها والاختيار بين الماضي والمستقبل والخوف والأمل وبين التراجع والتقدم.

والتقى أوباما خلال جولته أيضًا بالحشود في لوس أنجلوس في كاليفورنيا، معتبرًا أن أبراهام لنكولن أول رئيس جمهوري للبلاد ما كان سيمتلك الفرصة للفوز بالرئاسة لو أنه رشح نفسه في العصر الحديث، وتساءل بصراحة quot;هل تتخيلونه قادرًا على الحكم مع هؤلاء القومquot;.

وأضاف أنهم يتمسكون بالأفكار البالية نفسها في إشارة إلى سياسات إدارة بوش السابقة. وفي حال فوز الجمهوريين بـ39 مقعدًا نيابيًا ستعود لهم الغالبية في مجلس النواب بعد أربع سنوات من سيطرة الديمقراطيين عليه. ويعتبر المحللون هذه المهمة سهلة بالنسبة إليهم، حيث يرون أن هناك تسعين مقعدًا غير مضمونة من أصل 435 في المجلس وفي مجلس الشيوخ يحتاج الجمهوريون للفوز بعشرة مقاعد إضافية، لكن يتوقع أن يفوزوا بما بين ستة إلى سبعة مقاعد.