أكد مصدر مطلع في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن دبي تسعى إلى التعاقد على شراء عدد من أجهزة الكشف الحساسة التي بمقدورها اكتشاف المتفجرات عن بعد مهما كان حجمها ونوعها، رغم امتلاكها تقنيات أمنية عالية، إضافة إلى حرصها سنوياً على استضافة معرض quot;إنترسكquot; للأمن.


توفيق السيد من دبي: أكد مصدر مطلع في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن دبي تسعى للتعاقد على شراء عدد من أجهزة الكشف الحساسة التي بمقدورها اكتشاف أي نوع من المتفجرات عن بعد مهما كان حجمه ونوعه ، رغم امتلاكها تقنيات أمنية عالية، إضافة إلى حرصها سنوياً علي استضافة معرضquot;إنترسكquot; للأمن الذي يعد من أكبر معارض العالم في قطاع الأمن والسلامة خارج أوروبا ، والمقرر انعقاده يناير القادم، إضافة إلى انعقاد معرض ومؤتمر الأمن الدولي الذي يتم تنظيمه سنويا في أبو ظبي، غير أن دبي فضلت التبكير بشراء تلك الأجهزة بعد الواقعة الأخيرة التي عرفت باسم الطرود الناسفة والتي كانت تستهدف تفجير عدد من المواقع داخل الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن دبي تمكنت من اكتشافها وإبطال مفعولها بعد أن تلقت معلومات من دول غربية تفيد بأن هناك شحنة خرجت من اليمن في اتجاه دبي عبر دولة قطر ويحتمل أن يكون بها quot;شيءquot; وفقاً لضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي الذي أعلن أن الساعات القادمة سيكون للإمارات فيها دور كبير في كشف المتورطين بالطرد المفخخ، مؤكداً أنه لولا التقنية المتقدمة الموجودة لدى شرطة دبي لما تم اكتشاف المواد المتفجرة.

وأعلن خلفان مساء أمس أن المعلومات التي حصلت عليها شرطة دبي ستكشف تفاصيل الواقعة و الغموض المسيطر على الحادث وتقود إلى الفاعلين.

وفي تصعيد أمني شددت دبي فور اكتشافها الطرد المفخخ ، رقابتها على جميع رحلات الطيران القادمة إليها من مختلف عواصم ومدن العالم بشكل هادئ لا يفقدها دبلوماسيتها في التعامل مع القادمين إليها خاصة السائحين منهم ، إلى جانب ذلك حرصت على تشديد رقابتها الأمنية على جميع موانيها باستخدامها أجهزة كشف تعمل على رصد أي جسم غريب يمكن أن يشتبه فيه.

تشديد الرقابة على الرحلات الجوية والموانئ البحرية في دبي

وتحرص دبي على تشديد الرقابة على الرحلات القادمة إليها من صنعاء ، خاصة بعد اكتشاف السلطات اليمنية طرودا أخرى مفخخة لم يعلن عن قبلتها المتجهة إليها ، ما دعا الجهات الأمنية إلى اعتقال عدد من الموظفين في مطار صنعاء ، ما زالت تتحفظ عليهم تحت رهن التحقيقات.

وفي سياق متصل تلقى الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتصالا هاتفيا من جون برينان مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب أعرب خلاله عن شكر بلاده وتقديرها للجهود المتميزة التي بذلتها السلطات في دولة الإمارات وإحباطها المخطط الإرهابي بالعثور على الطرد المفخخ المخبأ على متن طائرة في مطار دبي.
ونقل برينان خلال الاتصال الهاتفي تقدير الرئيس الأميركي باراك أوباما لدولة الإمارات لما أبدته من تعاون كبير في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي مواجهة واضحة مع قوى الإرهاب العالمية ، تعكس وجهة النظر الإماراتية، دعت نشرة quot; أخبار الساعة quot; التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبو ظبي إلى اتخاذ أكبر قدر من التنسيق والتعاون الدولي للتصدي لقوى الإرهاب وتحت عنوان quot; التعاون الدولي في مواجهة الإرهابquot; تم التأكيد أن الأمر الإيجابي في المواجهة مع الإرهاب خلال الفترة الأخيرة هو النجاح في الكشف عن الكثير من العمليات الخطرة التي كان يتم الاستعداد لتنفيذها خاصة تلك التي كانت موجهة إلى بنى تحتية في الولايات المتحدة وأوروبا من محطات مترو وفنادق وغيرها .. لكن الجانب الآخر من الصورة يشير إلى أن قوى الإرهاب بعد سنوات طويلة من الحرب العالمية الشرسة ضدها ما زالت قادرة على التخطيط والعمل والتحرك على مساحة العالم كله ومستمرة في السعي نحو أهداف كبيرة توقع خسائر ضخمة على المستويين البشري والمادي.
وأضافت النشرة أنه من الواضح أن هذه القوى التي تعرّضت لضربات قوية خلال السنوات الماضية تريد أن تعود إلى الساحة مرة أخرى بعمل كبير ومؤثر يلفت النظر إليها ويستحوذ على الاهتمام الإعلامي الدولي ومن ثم تثبت من خلاله أنها ما زالت قادرة وحاضرة ولديها إمكانات المواجهة من تخطيط وعناصر بشرية وغيرها .. مؤكدة أن ذلك يجب أن يكون محفزا على مزيد من التعاون الدولي لمواجهة المخططات الإرهابية خلال الفترة المقبلة.

وأشارت إلى أنه بعد تسع سنوات من انطلاق الحرب العالمية على الإرهاب في عام 2001 ما زال الطريق طويلا وما زالت المواجهة تحتاج إلى الكثير من الجهد والتخطيط والتعاون لأن الأمر يتعلق بعدو عنيد من ناحية ومتلوّن ومتغير وغير مرئي من ناحية أخرى ولذلك فإنه لن يكون بمقدور العالم كسب الحرب معه إلا من خلال تعاون فاعل بين دوله ضمن حرب ممتدة وطويلة الأمد وشاملة في الوقت نفسه ، فقد ثبت خلال السنوات الماضية أن الإرهاب يجعل من الكرة الأرضية كلها مجالاً لنشاطه وأن الجميع مستهدف بخططه وعملياته الخطرة، وإذا كان يركّز في بعض الفترات الزمنية على بعض المناطق دون الأخرى فإن ذلك يكون لأسباب تكتيكية موقتة دون أن يتوقّف عن مراقبة الأوضاع في المناطق الأخرى والتفكير فيها من أجل إيجاد ثغرة أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو حتى بيئية يمكنه الدخول منها إليها والتمركز فيها.