أعلن أوباما للقادة الجمهوريين أنه يأمل في التوصل إلى أرضية للتفاهم معهم بعد فوزهم الكبير في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية التي نظمت الثلاثاء في الولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما اتصل بجون بينر الذي سيصبح على الأرجح رئيسا لمجلس النواب، وبميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ.


واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك أوباما إنه ينتظر بفارغ الصبر العمل مع جون بينر الذي سيصبح على الأرجح رئيسا لمجلس النواب، وبميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ومع الجمهوريين quot;للتوصل إلى أرضية تفاهم ودفع البلاد قدماquot;. من جهته، قال مكتب بينر إن الزعيم الجمهوري quot;أجرى محادثة قصيرة لكنها لطيفة مع أوباماquot;.

وأضاف المكتب في بيان أن بينر quot;أكد أنه كان دائما صريحا ونزيها مع الرئيس في الماضي وسيكون كذلك في المستقبلquot;. وتابع قائلا إننا quot;بحثنا في طريقة العمل معا والتركيز على أولويات الأميركيين وهي خلق وظائف وخفض النفقاتquot;.

مجلس النواب جمهوري ومجلس الشيوخ ديموقراطي

يذكر أن الجمهوريين انتزعوا الأغلبية في مجلس النواب لكنهم فشلوا في السيطرة على مجلس الشيوخ إذ حصل المرشحون الديمقراطيون على 51 مقعدا حتى الآن من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ بينما لم يتم حسم ثلاثة مقاعد.

وبذلك بات الكونغرس منقسما بين مجلس شيوخ ديموقراطي ومجلس نواب جمهوري. فقد نجح الجمهوريون في السيطرة على مجلس النواب الأميركي، وحصلوا حتى الآن على 238 مقعدا مقابل 182 مقعدا للديموقراطيين، مع بقاء 25 مقعداً غير محسوم. وتوجه هذه النتائج ضربة إلى مشاريع أوباما الإصلاحية قبل عامين من انتهاء ولايته.

نائب جمهوري يعلق على النتائج

وقد قال الجمهوري جون بينر الذي سيصبح على الأرجح رئيسا لمجلس النواب في الكونغرس الأميركي، إن الناخبين أبلغوا الرئيس باراك أوباما أن عليه quot;تغيير توجهاتهquot;. وقال بينر الذي بدا عليه التأثر بعد استعادة الجمهوريين سيطرتهم على مجلس النواب quot;نأمل أن يحترم الرئيس أوباما إرادة الشعب ويغير توجهاته ويتعهد بتحقيق التغييرات التي يريدهاquot; الأميركيون.

ويفترض أن ينتخب بينر في يناير/ كانون الثاني رئيسا لمجلس النواب خلفا للديموقراطية نانسي بيلوسي التي دافعت بشراسة عن برنامج أوباما. وقد شغلت بيلوسي منصب رئيس مجلس النواب أربع سنوات.

ووفق النتائج الأولية التي أوردتها شبكات التلفزة الأميركية، فقد فاز في انتخابات مجلس الشيوخ، كل من:

الجمهوري دان كوتس عن ولاية إنديانا، والجمهوري جيم ديمينت عن ولاية ساوث كارولينا، والجمهوري راند بول في ولاية كينتاكي، والديموقراطي بات ليهي عن ولاية فيرمونت، والجمهوري روب بورتمان عن ولاية أوهايو، والجمهوري كريس كونز عن ولاية ديلاوير، واالجمهوري ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا والجمهورية كيلي آيوت عن ولاية نيوهامشير.

كما فازت الديموقراطية باربرا ميكولسكي في ولاية ميرلاند لتعود من جديد لتحتل منصبها في هذه الولاية. أما في ولاية ديلاوير فرجحت الاستطلاعات فوز المرشح الديموقراطي كريس كونز على مرشحة حركة quot;حفل الشايquot; كريستين أودونول.

تراجع حماسة الناخب الديموقراطي

من جانبه، قال جون زغبي رئيس مؤسسة زغبي انترناشيونال لاستطلاع الرأي العام إن الأسباب التي جعلت الناخب الديموقراطي أقل حماسة للمشاركة في هذه الانتخابات هي السياسات التي اعتمدها الرئيس خاصة على الصعيد الاقتصادي، وأضاف الزغبي quot;يقول البعض ولا سيما من الجانب الأكثر ليبرالية في الحزب الديموقراطي إن الرئيس كان خجولا ولم يتمكن من الذهاب بعيدا، أما في الجانب الديموقراطي المعتدل فكان البعض يقول: سمعنا من بعض الناخبين منيتحدث عن إنفاق مليارات الدولارات ولكن أين هي عائداتها؟ وأين هي عائدات الاستثمارات؟ وأين الوظائف الجديدة؟ لذا فإن خيبة الأمل على الجانب الديموقراطي، جاءت على مستويينquot;.

وعما إذا كان الرئيس أوباما سيتمكن من العبور في انتخابات عام 2012 إلى فترة رئاسية ثانية على غرار ما حصل مع الرئيس كلينتون سابقاً قال زغبي quot;هذا ما سنراه، سنرى ما إذا كان الرئيس أوباما يتمتع بالمهارات ذاتها التي تمتع بها الرئيس كلينتون، لا شك في أن الرئيس أوباما ذكي، ولكنه يفتقر ربما إلى بعض الميزات التي يمتلكها الرئيس كلينتون، ولكن مهما يكن فان الرئيس أوباما لن يتمكن من العودة إلى الحكم في العام 2012quot;.

من جانبها، قالت هيام نوّاس الخبيرة السياسية في واشنطن في تقييمها لنتائج اليوم الانتخابي إن مشكلة الإدارة الأميركية الحالية هي في عدم إيصال الرسالة الواضحة للناخب الأميركي. وقالت نوّاس، إنه لا يمكن اعتبار نتائج الانتخابات مؤشرا للاستحقاق الرئاسي لعام 2012.