قال عزوز بكاك، الوزير السابق في حكومة دومينيك دوفيلبان، quot;إن الاتحاد من أجل حركة شعبية اعتنق الفكر اللوباني منذ مدةquot;، معلقا على دعوى كريستيان فانيست، النائب البرلماني عن اليمين الحاكم، للتحالف مع اليمين المتطرف.


الوزير الفرنسي السابق عزوز بكاك

فاجأ كريستيان فانيست، النائب البرلماني عن اليمين الحاكم، quot;الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot; ، الطبقة السياسية الفرنسية و معها جميع المتتبعين الفرنسيين بدعوته إلى التحالف مع اليمين المتطرف ممثلا في الجبهة الوطنية ، مبررا ذلك بأن الجبهة، المعروفة بعدائها للمهاجرين، ستتحول إلى حزب عادي كباقي الأحزاب في حال تسلمت مارين لوبان القيادة بدلا من أبيها.

وحاول هذا النائب المنتسب إلى الخط المتصلب في الحزب الحاكم، والذي ينضوي تحت تيار quot;اليمين الشعبيquot;، إقناع المحيطين به من زملائه في الحزب، لحثهم على هكذا تحالف، بتبرير أن quot;الخصم السياسي الحقيقي لهم لا يوجد على اليمينquot;، مستلهما، حسب رده، أفكاره من التجربة الإيطالية الحالية.

و سارعت بعض رموز اليمين الحاكم إلى إدانة مثل هذه المواقف، لكن بشيء من الليونة، كما جاء في تدخل لفرانسوا كوبي، رئيس الفريق البرلماني للاتحاد من أجل حركة شعبية quot;في الجمعية الوطنيةquot; قائلا quot;إن اليمين المتطرف تزداد شعبيته عندما لم يكن اليمين في الموعد.quot;

و دعا كوبي، وهو أحد أبرز المرشحين لخلافة أكزافيي برترون على رأس الحزب الحاكم، و لديه طموحات رئاسية، اليمين الحاكم إلى قطع الطريق على اليمين المتطرف quot;بشغل كل الفضاءات الممكنة بدلا من عقد تحالف مع أناس لا نتقاسم معهم مجموع أفكارهمquot;، على حد تعبيره.
و ذهب بعض الأصوات إلى أبعد من ذلك في الرد على كريستيان فانيست، لاسيما كاتبة الدولة في الشباب و الرياضة ذاتالأصول السينغالية رحمة ياد و الوزير السابق إيف جيكو اللذان طالبا بعدم بقائه في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وبالتالي شطبه نهائيا من صفوف الحزب.

مارين لوبان ترفض أي تحالف مع الحزب الحاكم
من جهتها، استبعدت مارين لوبان المرشحة الأولى لخلافة أبيها على رأس الجبهة الوطنية، أن يحدث تحالف بين الجبهة و الاتحاد من أجل حركة شعبية، معلقة على ذلك بقولها quot;نحن لا نوجد هنا لأجل أن يوظفونا كعكازاتquot;، في إشارة إلى منتخبي اليمين الحاكم الذين أطلقوا مثل هذه الدعوة بغاية الحفاظ على مقاعدهم في الانتخابات المقبلة، حسب قراءة المرأة الأولى في اليمين المتطرف الفرنسي.

الوزير السابق عزوز بكاك: التحالف قائم منذ مدة
ويعتقد عزوز بكاك، الوزير السابق في حكومة دومينيك دوفيلبان، quot;أن الاتحاد من أجل حركة شعبية اعتنق الفكر اللوباني منذ مدةquot; نسبة إلى الزعيم القومي اليميني الفرنسي quot;لوبانquot;، وquot;التحالف بين الاثنين هو قائم منذ 2007quot;، مضيفا في تصريح خاص بإيلاف، quot;أن الهجرة خصوصا تلك القادمة من إفريقيا استعملت كصنارة لأجل صيد أصوات ناخبي اليمين المتطرفquot;.

وقال وزير تكافؤ الفرص السابق quot; الفرنسيون ملّوا من السياسة، و سيصوتون بكثافة لحساب اليمين المتطرف في انتخابات 2012quot;، مستطردا أن quot;الإسلام سيكون في قلب النقاش السياسي خلال هذه المحطة السياسيةquot;، كما أعطى تخميناته الخاصة به لنتائج الانتخابات القادمة بفوز اليمين المتطرف ب 30 بالمائة من الأصوات ومروره، بالتالي، إلى الدور الثاني.

مهاجرون يلمسون تقاربا فكريا بين اليمين الحاكم و اليمين المتطرف
يشعر غالبية المهاجرين بميل اليمين الحاكم في أفكاره، خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الهجرة والإسلام، إلى الخط الإيديولوجي لليمين المتطرف. واستطلاعات الرأي التي تجرى حول رأي ناخبي الاتحاد من أجل حركة شعبية بخصوص التحالف مع الجبهة الوطنية، تزيد من ترسيخ هذا الشعور لديهم.

و في هذا السياق، كشف استطلاع للرأي، أجري لحساب مجلة quot;لونوفيل أوبسرفاتورquot;، أن ثلث ناخبي حزب أكزافيي برترون، أي الاتحاد من أجل حركة شعبية المعروف اختزالا ب quot;أو إم بيquot;، هم مع تحالف تنظيمهم السياسي مع حزب الجبهة الوطنية، الذي بنى quot;أمجادهquot; السياسية على التصغير من شأن المهاجرين و إلصاق كافة مشاكل المجتمع الفرنسي بهم.

أمال الصالحي، وهي مهاجرة مغربية تعمل مسؤولة تجارية في مطار شارل ديغول في باريس، عبرت لإيلاف عن هذا الإحساس الذي يسود لدى العديد من المهاجرين حول الفرق بين هاتين القوتين السياسيتين المهمتين يمينا بالقول، quot;إنه حتى في حالة حدوث تحالف فسوف لن يغير في واقع الحال أي شيء، على اعتبار، تضيف أمال، quot;اليمين الحاكم لطالما لعب بنفس أوراق اليمين المتطرف عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين و الهوية الوطنية و الإسلامquot;.

ولهذه الشابة التي درست العلوم السياسية رأيها في مستقبل الاتحاد من أجل حركة شعبية، حيث اعتبرت أن quot;شعبيته ازدادت تدهورا مع الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرةquot;، و ستضعه quot;رئاسيات 2012 المقبلة أمام امتحان حقيقيquot;، تحدد نتائج آفاق هذا التكتل اليميني الذي يعد اليوم أول قوة سياسية في المشهد الحزبي الفرنسي.
كريستيان فانيست هو نائب برلماني عن الدائرة العاشرة في الشمال، عمل مدرسا للفلسفة، عرف بمواقفه المستفزة تجاه مجموعة من القضايا المجتمعية الفرنسية كالمثلية الجنسية، مطالبته بتطبيق حكم الإعدام في حق المتورطين في عمليات إرهابية، كما كان من مدعمي قانون نزع الجنسية الفرنسية عن المتهمين في اغتيالات رجال الأمن أو الدرك من مزدوجي الجنسية.