سخرت صحيفة الغارديان من مذكرات بوش وكاتبها، حينما نشرت مقالاً على لسان صاحب المذكرات.


واشنطن: تعمد الصحافي البريطاني جون غريس، الصحافي بجريدة الـ laquo;غارديانraquo; البريطانية، اضفاء روح الفكاهة وربما السخرية عند التطرق الى مذكرات الرئيس الاميركي الاسبق جورج دبليو بوش الصادرة مؤخراً، إذ اعتمد مقال الصحافي البريطاني على الحديث بلسان بوش وكان الاخير يتحدث عن مذكراته.

ويقول الصحافي على لسان بوش: quot;في آخر ايام رئاستي فكرت مليا في تدوين مذكراتي. واقترحت على كارل روف (كبير مستشاريه للعلاقات العامة) أن أترك الكتابة نفسها لشخص قادر على صياغة جمل مفهومة، وأن أركز فقط على أحداث رئاستي التي تصورني بشكل ايجابي.

كان التوقف عن تعاطي الكحول هو أصعب قرار اتخذته في حياتي. ولكن أقرب الناس اليَّ توسلوا اليَّ بألا أفعل ذلك. راحوا يصيحون في وجهي: laquo;فكر في ما أنت مقدم عليه يا جورج. إذا عدت الى وعيك فستصبح رئيسا وتدمر حياة عدداً غير متناه من الناس. اصنع معروفا في الجميع وابق على حالك، سكّيرا عاجزا عن الوقوف على قدميهraquo;. ولكن يسعدني ان اقول ان الوحيدين الذين لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم هذه الأيام هم الجنود العائدون من أفغانستان.

ولقد أحسست بالفخر عندما نصّبني أبي حاكما لتكساس. وخلال ولايتي تمكنت من بناء ملعب جديد لفريق (البيسبول) laquo;تكساس رينجرزraquo;، وتسنى لي أيضا إعدام رقم قياسي من المساجين المختلين عقليا. ولم تكن لي أي طموحات الى منصب الرئيس الأميركي الى أن تلقيت أمراً إلهياً بأن لي واجبا يتعين عليَّ تأديته من أجل وطني.

قلت لأبي: laquo;ولكن يا بابا، لا فكرة لي على الإطلاق عن مسألة الرئاسة هذه. لا أعلم ما يجب عليَّ فعلهraquo;. فرد علىَّ بالقول: laquo;لهذا السبب تحديدا فأنت الشخص المناسب. اغلق فمك وعيَّن أصدقائي في المناصب العليا وكل شيء سيكون على ما يرامraquo;. سألته: laquo;ماذا إذا خسرت الانتخاباتraquo;؟ فقال: laquo;لا تخف. أخوك جيب سيدبّر نتيجة الانتخابات في فلوريداraquo;.

حس فكاهي عال

ومع أنني أتمتع بحس فكاهي عال، فقد عجزت عن الإتيان بأية نكتة في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر. وبعد انهيار البرجين في نيويورك تيقنت من أن جهة ما تهاجمنا لكني لم أعلم ما هي. عندها قالت لي كوندي (رايس): laquo;إنها القاعدةraquo;! فقلت لها: laquo;آل قاعدة؟ أهذا شخص يمت بصلة القربى لآل غورraquo;؟ وهزت كوندي رأسها.

لم اسمع من قبل بأي إرهابيين إسلاميين يعشقون تدمير الأشياء، لكنني لم أنسهم من يومها. وأعلنت على التلفزيون: laquo;لا مجال للإرهاب ضد أمتناraquo;. ولمن لا يفهمون هذا، دعني أشرحه بالعبارة التالية: laquo;سننهال ضربا على عجزة هؤلاء الباكستانيينraquo;!

كان أو من اتصل هاتفيا هو رئيس الوزراء توني بليرز (يقصد بلير). وقال لي: laquo;بريطانيا معكم على طول الطريق، جورج. وبهذه المناسبة فأنا اعشق بنطلون الجينز الذي ترتديه وأيضا حذائي الكاوبويraquo;. هذا هو نوع الدعم الذي أحبه. وقد صار تيري (يقصد توني) بلير من يومها واحدا من الكلاب الصغيرة المدللة الأكثر ولاءاً لنا، وعلى الناس أن يمتنعوا عن معاملته وكأنه حيوان متوحش.

سرعان ما اتضح لنا ان غزو افغانستان وتنصيب حكومة فاسدة لا يكفي في الحرب ضد الإرهاب (يكتبها turrur بدلا من terror)، ولهذا توجب علينا غزو عراقستان. ويلومني الناس على laquo;الووتربوردينغraquo; (الإيهام بالإغراق)، ولكن دعني أقول إن هذا الأسلوب نجح في الحصول على معلومات منعت ارتكاب فظائع عديدة وإن فشلت في منع غزو عراقستان نفسها. ويحز في نفسي نوعا أن تقديرات استخباراتنا عن اسلحة الدمار الشامل كانت خطأ.

عراقستان تغرق بالفوضى

يحز في نفسي ايضا أنني أعلنت أن المهمة أُنجزت وعراقستان تغرق في الفوضى. لكنني فخور بأننا أحللنا الديمقراطية والقيم المسيحية في هذا الجزء من العالم. وإذا ارتُكِبت أخطاء هنا، فهي حتما من صنع شخص آخر. ودعوني أيضا أقولها واضحة وهي انني فكرت مليا في نشر الديمقراطية والقيم المسيحية في إيرانستان وسوريا وفرنسا أيضا.

وقد كان أكثر ما آلمني خلال رئاستي هو وصفي بأنني عنصري لأنني امتنعت عن تقديم المساعدة لأولئك القوم السود بعد إعصار كاترينا. هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. الواقع هو انني امتنعت لأنهم كانوا فقراء وصوتوا للحزب الديمقراطي.

وصُدمت مثل كل شخص آخر، بسبب طمع القطاع المالي الذي أركع الاقتصاد الأميركي على ركبتيه. ولكن أقولها بأمانة، أن أصدقاء بابا لم يخبروني على الإطلاق بأن من شأن غياب التنظيم المالي وتقديم الإعفاءات الضريبية للأثرياء أن يصبح كارثة.

يا لسوء الطالع! يبدو أنني استنفدت المساحة الممنوحة لي قبل الحديث عن مساهماتي البيئية. لكن اليكم هذه الواقعة: عندما كنت أغادر البيت الأبيض للمرة الأخيرة، تغوّط كلبي الصغير بارني على عشب الحديقة. فانحنيت لالتقاط الوسخ لكنني فكرت لنفسي في اللحظة الأخيرة: laquo;دع شخصا آخر يتولى هذه المهمةraquo;.