شهدت قرية النواهض بمحافظة جنوب القاهرة علي مدار الساعات الماضية أحداث عنف طائفية أدت إلي فرض قوات الأمن حظر تجول بالمنطقة. وأرجع الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي في إفادات لـ(إيلاف) تلك الأحداث إلي التوتر الموجود بين القبائل العربيّة.


القاهرة: شهدت قرية quot;النواهضquot; التابعة لمدينة أبو تشتت بمحافظة قنا (700كم) في صعيد مصر أحداث عنف طائفي بدأت منذ صباح الاثنين وانتهت صباح الثلاثاء بعد أن قامت قوات الأمن بفرض حظر تجول في القرية دون الإعلان عن موعد لإنهاء هذا الحظر الذي بدأ من ظهر اليوم الثلاثاء.

وقال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي لـquot;إيلافquot; عبر الهاتف أن الأحداث التي شهدتها القرية بدأت وقائعها منذ الاثنين نافيا أن يكون لهذه الأحداث علاقة بأحداث عيد الميلاد التي وقعت في يناير الماضي وأسفرت عن مقتل 6 أقباط ومجند مسلم عشية الاحتفال بعيد الميلاد كما نفى أيضا أن يكون الموضوع له علاقة بتهديدات تنظيم القاعدة التي أطلقها ضد المسحيين في مصر مؤخرا.

وأرجع أحداث قرية النواهض إلي التوتر القبلي الموجود في قنا مشيرا إلي أن التوترات بين قبيلتي عرب وهواره يتم الزج فيها بالأقباط مشيرا إلي أن القبيلتين هما قبائل مسلمة ومنصب العمدة في يد قبيلة العرب وأن قبيلة هوارة يريدون أن يضايقوه لذا يفتعلون المشاكل مع الأقباط مستنكرا موقف عمدة القرية الذي اتهمه بالتسبب فيما حدث.

وروي كيرلس ما حدث قائلا أن هناك فتاة مسلمة يتيمة الأب والأم وتعيش في منزل بجوار شاب مسيحي وأسرته وصباح الاثنين طلبت منه علي ما يبدو مساعدة مالية وخرج معها وكانوا يسيرون في طريق المقابر فاعتقد الأهالي أنهم ذاهبون لممارسة الخطيئة .

وأضاف:quot; تدخل عمدة القرية في هذه الحالة وقام بإعادة الفتاة إلي منزلها وعاد الولد إلي أسرته لكن في العاشرة من مساء أمس فوجئ الأقباط بحرق 20 منزلا لهم في المنطقة المحيطة بمنزل الشاب دون أن تسفر عن إصابات لكنها سببت خسائر تقديرها المبدئي 300 ألف جنيه.

ولفت إلي أن الـ20 منزلا هو العدد الذي تم حصره من قبل مسئولي المحافظة والوحدة المحلية الذين حضروا صباح الثلاثاء لحصر التلفيات لتعويض أصحابها مشيرا إلي أن الشاب القبطي تم القبض عليه وهو موجود حاليا في قسم الشرطة خوفا علي حياته وليس للتحقيق معه.

وأكد أنه كان حريصا علي إبلاغ البابا شنودة الثالث بأخر تطورات الموقف منذ أمس مشيرا إلي أن هناك اتصالا دائم بينه وبين المقر الباباوي في القاهرة منذ بداية الأحداث لإطلاع البابا علي آخر المستجدات.

وبحسب أحد شهود العيان المتواجدين في المكان والذين تحدثوا إلي (إيلاف) عبر الهاتف فإن القرية تحولت إلي ما يشبه الثكنة العسكرية حيث حضرت إلي مكان الحادث العشرات من سيارات الشرطة وتم إعلان حالة الاستنفار الأمني في المحافظة ، فيما تجري القيادات الأمنية محاولات لتهدئة الأوضاع من خلال لقاء مع عمدة القرية والعائلات الكبرى بالقرية.

وفي رد فعل سريع أعلن المحامي القبطي ممدوح نخلة عن اعتزام مركز الكلمة لحقوق الإنسان الذي يترأسه إرسال بعثة لتقصي الحقائق حول الموضوع مؤكدا أن بعثة تقصي الحقائق ستعلن في تقريرها عن كافة ملابسات الحادث اعتمادا علي شهادة الشهود وتحقيقات الأمن.

عمليا، لم تشهد المناطق المحيطة بالحادث أي اضطرابات أمنية وسارت الأمور كالمعتاد حيث أكد الأنبا بيمن أسقف نقادة وهي أقرب المدن المجاورة لمكان الحادث لـquot;إيلافquot; أن الأمور سارت بطبيعتها خلال الثلاثاء ولم يكن هناك أي مشاكل لافتا إلي أن الأقباط استمروا في الاحتفال بالشهيد ماري جرجس والذي اختتمت اليوم الثلاثاء.

وأكد على احتفالات الشهيد ماري جرجس والتي تجري كل عام في الفترة من 10 إلي 16 نوفمبر قد تواصل توافد الأقباط علي مكان الاحتفال كالمعتاد ولم تكن هناك أي مشاكل نهائيا وأنهي الأقباط احتفالهم وبدءوا مغادرة الكنيسة.