أصدر عدد من رجال الدين في السعودية، بياناً مؤيداً لفتوى هيئة كبار العلماء في البلاد، التي حرمت فيه عمل النساء على صناديق الدفع في المتاجر quot;الكاشيراتquot;. وانتقد البيان الكتّاب الذين يدافعون عن حق المرأة في العمل بهذه الوظيفة، معتبرين في بيانهم أن هؤلاء الكتّاب يسعون لإسقاط المؤسسة الشرعية.


الرياض: لا تزال حمى موضوع عمل المرأة على صناديق الدفع في المتاجر أو ما يعرف بـ quot;الكاشيراتquot; آخذة في التوهج، خصوصا بعد فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية بتحريم عمل المرأة في هذه الوظيفة. وجاءت نقطة التوهج الجديدة، بعد إصدار عدد من رجال الدين في السعودية، بياناً مؤيداً لفتوى هيئة العلماء بالتحريم.

وحمل البيان الذي نشرته شبكة quot;المسلمquot; التي يشرف عليها رجل الدين السعودي المثير للجدل ناصر العمر، انتقادا لمن أسمتهم بالمتحمسين في إقرار وظيفة quot;الكاشيراتquot;، معتبرين في بيانهم أن ذلك يدعو إلى إفساد المرأة وفق رؤيتهم.

ووصف رجال الدين الـ (36) الذين وقعوا البيان، الكتاب المدافعين عن حق المرأة في العمل بهذه الوظيفة، بأنهم أصحاب quot;أقلام مشبوهةquot;، هدفهم فيها الطعن والتشويش على أهل العلم، وفق ما جاء في بيانهم.

وأضاف رجال الدين، أن حملة الكتّاب مقصودة وتهدف إلى إسقاط المؤسسات الشرعية بالسعودية، إضافة إلى إفقاد هيبة العلماء ومكانتهم، منتقدين في الوقت نفسه وزارة الثقافة والإعلام، التي وصفوها في بيانهم بالصمت، وأن موقفها ذلك يعد أمراً مريباً.

ومجد البيان فتوى العلماء، وانتشرت فيه العديد من الآيات المقتبسة من القرآن، كرد على معارضي التحريم، مطالبين بتزهيد الناس أن أهل العلم هم الراسخون، معتبرين أن انسياق المجتمع وراء من يقف ضد العلماء، سيضر بهيبة الدولة جراء إضعاف المؤسسات الدينية بها.

فتوى هيئة كبار العلماء السعودية التي أصدرت تحريما لعمل المرأة في وظيفة quot;الكاشيرquot; في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حملت صدمة للعديد من المتابعين للشأن العام، كون أن البلاد متوجهة نحو تعزيز فرص العمل للمرأة السعودية.

يأتي ذلك في وقت لا زالت المرأة السعودية تمارس أعمالها على صناديق الدفع في العديد من المحال التجارية بمدينة جدة، رغم القرار الصادم له في تحريم أعمالها. ورغم سماح وزارة العمل السعودية لها بالعمل، إلا أن الأخيرة لم تسلم هي الأخرى من نقد بعض رجال الدين الذين وصفوها بأنها تدعو إلى تغريب الفتاة وتجريدها من هويتها الإسلامية.

وشهد تحريم عمل المرأة في وظيفة quot;الكاشيرquot; أشبه ما يسمى بـ quot;الثورةquot; الصحافية في السعودية من خلال صفحات الرأي، حيث طالب العديد من الكتّاب هيئة العلماء بمراجعة الفتوى وقياس ذلك على أن المجتمع بحاجة للمرأة كما هو بحاجة للرجل، ولا فرق بينهما في نيل حقوقها في العمل. في وقت كذلك نشرت فيه عدد من الصحف السعودية عددا من الفتاوى، لمفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز، الذي لم يعارض فيها عمل المرأة بشرط التزامها بأخلاقها ولباسها وسلوكها.