يتوقع المحللون أن يصبح مجلس النواب ذو الأكثرية الجمهورية أكثر ميلاً للدفاع عن نتنياهو ضد أوباما.


لندن: حين زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة لجولة مباحثات مع إدارة أوباما حصل على استقبال أكثر دفئا من أحد نجوم الحزب الجمهوري في كابيتول هيل، وهو اريك كانتور، زعيم الأكثرية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب.

وإذا كان كانتور والعديد من القادة الجمهوريين تواقين للترويج لأنفسهم باعتبارهم أشد المدافعين عن إسرائيل في واشنطن فإن الخريطة السياسية الأميركية أكثر تعقيدا بما يخص تحقيق السلم في الشرق الأوسط.

فهناك عدد ممن حصلوا على دعم حركة حزب الشاي وفازوا في الانتخابات النصفية الأخيرة يفضلون السياسة الانعزالية، وهم عازمون على تخفيض مساعدات الولايات المتحدة الخارجية بغض النظر عن الجهة المرسلة إليها.

فالفائز راند بول عن حركة حزب الشاي في مجلس الشيوخ، قال للجنة العلاقات العامة الأميركية- الإسرائيلية، وهي تمثل منظمة ضغط ذات نفوذ قوي لدعم إسرائيل، إنهم لن يتفقوا حول الحاجة لتقديم مساعدات، واقترح أن ينتقلوا إلى مواضيع أخرى، حسبما ذكر شخص كان حاضرا الاجتماع.

لكن السيناتور الديمقراطي تشارلس شومر قال إن quot;واحدا من الأمور التي يستطيع النائب كانتور القيام به هو التصويت لصالح إسرائيلquot;. ويخشى شومر وآخرون أن يصبح الدعم لإسرائيل في الكونغرس ذا طابع سياسي بعد أن ظل عقودًا عديدة موضوعًا متفقا عليه بين الحزبين الحاكمين، وهذا ما قد يجعله مؤذيًا لمصالح إسرائيل.

فخلال الانتخابات الأخيرة أصبحت سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط موضع خلاف بين الحزبين، حيث استغلها بعض الجمهوريين قائلين إن الرئيس أوباما سعى لأن يفرض موقفا متشددًا ضد إسرائيل.

فالجمهوري الأسود ألن ويست ركز عليها كثيرًا في الحي المنطقة الساحلية اليهودية لفلوريدا. أما النائب الجمهوري جون بوينر المتحدث الجديد باسم مجلس النواب فبعث رسالة إلى الناخبين اليهود منتقدا سياسة الإدارة الأميركية لضغطها على إسرائيل في قضايا مثل المستوطنات.

وقال النائب الديمقراطي غاري أكرمان الموشك على التخلي عن منصبه كمتحدث باسم مجلس النواب الأميركي لمراسل صحيفة النيويورك تايمز إنها quot;المرة الأولى التي أرى فيها إسرائيل تستخدم سياسيًا بطريقة حزبيةquot;.

ويتوقع المحللون أن يصبح مجلس النواب ذو الأكثرية الجمهورية أكثر ميلا للدفاع عن نتنياهو ضد أوباما الذي ظل يتصادم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب مطالبته المستمرة بتجميد بناء المستوطنات لدفع مفاوضات السلام إلى الأمام مع الفلسطينيين.

ويبدو أن جولة نتنياهو في الولايات المتحدة بعد الانتخابات النصفية الأخيرة قد عكست الدعم الإضافي الذي كسبه أخيرا هناك.

وفي خطاب ألقاه طالب أوباما بتشديد سياسته ضد إيران وحين ردد الرئيس الأميركي انتقادا مخففا على بناء المستوطنات المتواصل في القدس الشرقية رد مكتب نتنياهو بطريقة متحدية.

وإذا كان هناك انحياز قوي في صفوف الجمهوريين اليوم لإسرائيل فإن مواقف الفائزين في حزب الشاي تجاه دعم إسرائيل تظل غامضة. فإذا كان أحد أبرز النجوم الصاعدة في هذه الحركة، ماركو روبيو، قد قام بزيارة شخصية لإسرائيل بعد فوزه سيناتورا لفلوريدا فإن المحللين المؤيدين لإسرائيل قالوا إن بول قال ذات مرة إنه لا يرى إيران مع قنبلة نووية واحدة تشكل خطرا.

ترى صحيفة النيويورك تايمز أنه في حالة تحقيق أوباما اتفاق سلام في الشرق الأوسط فإنه سيكون حسب قول مسؤولين سابقين في الكونغرس إنجازا كبيرا يحقق معه موقفا وطنيا عاما يتجاوز الحدود الحزبية.

لكن أوباما يحتاج إلى تحقيق ذلك أولاً. لكن حتى أنصاره يجدون أن تعثره تحت وطأة المشاحنات مع نتنياهو يعرض الرئيس مصداقيته للخطر ويفتح لنفسه باب الهجوم عليه من أنصار إسرائيل.

وقال روبرت وكسلر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السابق: quot;تحتاج إدارة أوباما إلى اختيار أهدافها الهجومية بعناية وكسبهاquot;. ويدير وكسلر quot;مركز السلام للشرق الأوسطquot; وهو منظمة غير ربحية في واشنطن. وقال معلقا: quot;الرئيس لا يؤدي دورا مساعدا إنه اللاعب الرئيسيquot;.