رأى خبراء أن اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية سيناريو كابوسي قد يؤدي إلى استخدام أسلحة نووية.


واشنطن: سيكون اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية سيناريو كابوسيًا، يسفر عن خسائر فادحة، وربما يؤدي حتى إلى استخدام أسلحة نووية، كما يعتبر خبراء ومسؤولون أميركيون سابقون.

لكن إمكانية اندلاع حرب جراء الأزمة التي نجمت من إقدام كوريا الشمالية على قصف جزيرة كورية جنوبية الثلاثاء، ما أسفر عن أربعة قتلى تتضاءل، وامتنع المسؤولون الأميركيون الذين تقلقهم خطورة الرهان، عن طرح مسألة تدخل عسكري حتى الآن.

محللون يابانيون: كوريا الشمالية تستخدم التصعيد للضغط على واشنطن

وتستطيع المدفعية الكورية الشمالية المصوبة نحو سيول، أن تدك بسهولة خلال أيام الأبراج الزجاجية للعاصمة الكورية الجنوبية، وأن تقتل أعدادًا كبيرة من المدنيين، قبل أن تعمد القوات الكورية الجنوبية بمؤازرة الحليف الأميركي إلى استجماع قواها والرد على الهجوم، كما يقول خبراء.

وقال مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز quot;تفيد التقديرات الرسمية لوزارة الدفاع الأميركية إن الانتصار في الحرب يحتاج أشهرًا، وسيكون ثمنه مليون قتيل أو ما يزيد إذا تم احتساب القتلى والجرحى في آن واحدquot;. وأضاف هذا الخبير الذي وضع كتابًا عن تداعيات حرب محتملة quot;كل ذلك يحصل من دون استخدام أسلحة نوويةquot;.

واعتقد الخبراء العسكريون الأميركيون وحلفاؤهم لفترة طويلة أنه يمكن الانتصار على كوريا الشمالية في حال اندلاع حرب تقليدية. لكنهم يعربون عن قلقهم من طريقة استخدام بيونغ يانغ لأسلحتها الكيميائية والبيولوجية، وكذلك مخزونها الصغير من الأسلحة النووية، كما قال بروس بينيت الخبير في الشؤون الدفاعية لدى مؤسسة راند كوربوريشن.

وأضاف لوكالة فرانس برس quot;المسألة الأساسية تكمن في معرفة قدرتهم على استخدام أسلحة الدمار الشامل لديهم بفاعليةquot;. وتابع quot;لا تتوافر لدينا في الواقع أجوبة عن هذا السؤالquot;.

ويشاطر بينيت محللين آخرين اقتناعهم بأن كوريا الشمالية ستتمكن من تثبيت رأس نووية على أحد صواريخها البالستية في غضون بضعة أشهر، ما لم تكن قد أنجزت هذه الخطوة حتى الآن.

وفي ضوء عملية محاكاة أجريت في 2005 لحساب مجلة quot;ذي أتلنتيكquot;، اعتبر ضباط سابقون ومسؤولون أميركيون أن على الطائرات الأميركية القيام بأربعة آلاف طلعة يوميًا لحماية سيول ومنطقتها.

ورأى جنرال متقاعد شارك في عملية المحاكاة أن اندلاع حرب سيؤدي في أفضل الحالات إلى سقوط 100 ألف قتيل في سيول.
وتعتبر كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تملك نحو مئة موقع نووي. لكن سلطات بيونغ يانع ستنقل في حال اندلعت حرب أسلحة ومعدات نووية أخرى إلى مواقع غير معروفة أقامت القسم الأكبر منها تحت الأرض، كما قال بينيت.

وإذا اختارت كوريا الشمالية استخدام أسلحة كيميائية ضد سيول أو إرسال قوات خاصة مزودة أسلحة جرثومية، فقد يحمل ذلك الجيش الأميركي على القيام برد كثيف يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية.

لكن كوريا الشمالية قد تكتفي باستخدام سلاح نووي، على الأرجح قبالة السواحل الكورية الجنوبية، لردع الأميركيين وحلفائهم عن اجتياح أراضيها. وقال أوهانلون إن ذلك quot;يمكن أن يكون استراتيجية مفيدةquot; لبيونغ يانغ.

وأجرى الكولونيل المتقاعد جون كولينز دراسة في 2003 شملت مجموعة من الخيارات العسكرية لمواجهة كوريا الشمالية، تبدأ بالحصار البحري، وتصل إلى الضربة النووية.

وتوصل كولينز إلى خلاصة غير مطمئنة، وقال إن quot;أيًا من الخيارات التي قد يعتمدها الأميركيون يمكن أن يسفر عن تصعيد مفتوح وخسائر فادحةquot; لدى الكوريتين.