إقرأ أيضاً:
ملف: ويكيليكس وقادة العالم وجهاً لوجه

بينما وصف أحمدي نجاد quot;العداء العربيquot; الذي رفعت النقاب عنه برقيات ووثائق quot;ويكيليكسquot; الأخيرة بأنه quot;حرب نفسيّة لا معنى لهاquot;، رفض الإعلام العربي عمومًا النّظر الى أحداث منطقته على ضوء الوثائق وتجاهلتها حكوماته تمامًا.

بينما تناول تيار الإعلام الرئيس في العواصم العربيّة تسريبات quot;ويكيليكسquot; عمومًا، فقد امتنع، وفقًا لصحيفة quot;غارديانquot; البريطانية الخميس، عن تسليط الضوء على ذلك المتعلق بإحدى أهم قضايا المنطقة وهي العلاقة مع ايران وطلب بعض الأنظمة العربية الى الولايات المتحدة ضرب مفاعلاتها النووية كما اوردت البرقيات المسربة.

وعلى المستوى الرسمي اكتفت الرياض، التي قالت البرقيات إنها طلبت الى واشنطن quot;قطع رأس الحيّةquot;، بالقول إن الوثائق quot;لا تعنيها في شيء ولا علاقة لها بنشرها وليس لديها ما يثبت أصالتهاquot;. على أن الإعلام العربي نفسه انصرف الى قضية أخرى تتعلق بإسرائيل والتساؤل الاستنكاري عن خروجها quot;من دون خسائرquot; من كل تلك التسريبات. وقيل، من هذا المنطلق، إن الأمر برمته quot;مؤامرة كبرى مدبرة بغرض الخداعquot;.

ومعلوم للجميع أن الحكومات العربية لا تتمتع الا بالنذر اليسير من التأييد الشعبي، وأن الرأي العام يميل الى إيران وإن كانت نووية. والسبب في هذا هو أنها الكفة التي توازن اسرائيل وتقف في وجه الهيمنة الأميركية الكاملة في المنطقة. لكن هذا لا يقال علنا في العالم العربي بالطبع وإنما في المجالس الخاصة وحدها.

وحتى فضائية quot;الجزيرةquot;، فضلت الصمت الخجول على الحديث عما ورد في البرقيات المسربة من قول حكومتها للوسطاء الأميركيين صراحة إنها وطهران تتبادلان الأكاذيب. وتبعا لأحد العاملين في الفضائية فإن هذا quot;موضوع حسّاس للغايةquot;.

وقد نقلت صحيفة The Peninsula quot;ذي بينينسيولاquot; القطرية الصادرة بالانكليزية عن الطبيبة النفسية موزة المالكي قولها: quot;كل هذا متعمّد والغرض واضح. الفكرة وراء ما يسمى quot;تسريباتquot; هي تأجيج نار التوتّر بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجيquot;.

وتقول الصحيفة نفسها: quot;ما يشار اليه برفع النقاب في موقع ويكيليكس عن أشياء تتعلق بإيران ودول مجلس التعاون الخليجي خدعة لا تنطلي على القطريينquot;. أما الصحف الخليجية الأخرى فقد تجاهلت الخوض في الموضوع برمته.

لكن الصحافي رامي خوري يجد في كل هذا مدعاة للحزن والصدمة والازدراء نفسه. ويكتب على صفحات quot;ديلي ستارquot; البيروتية قائلا إن حقيقة أن مختلف الحكام العرب الذي قالت البرقيات إنهم طلبوا الى واشنطن فعل شيء إزاء مقدرات ايران التكنولوجية النووية توضح عجزهم عن حماية بلادهم ومواطنيهم.

ومن جهته يلاحظ أسعد أبو خليل، في مدونته quot;العربي الغاضبquot;، إن العديد من العرب أثاروا تساؤلات على موقعي quot;تويترquot; وquot;فيس بوكquot; عن ويكيليكس لأن ما ورد في تسريباته عن الشرق الأوسط إما معروف أو متوقع. ويقول إنهم لاحظوا ايضًا الغياب التام لكل ما من شأنه المساس بسمعة إسرائيل وإن كان على المستوى الدبلوماسي وحده.

ويمضي قائلاً إن بعضهم يقولون إن الحكومة الأميركية هي التي تقف وراء ويكيليكس. لكنه. شخصيا، يرفض quot;نظريات المؤامرةquot; عمومًا، على الرّغم من انها قد تكون مفيدة أحياًنا. ويتساءل من هذا المنطلق عمّا إن كان ضابط المخابرات الذي سرب البرقيات سعى لحماية اسرائيل بحجب تلك المتعلقة بها.

على أن آخرين يعتقدون أن أثر التسريب سيكون منعدمًا في نهاية المطاف. وتبعًا للصحافي زياد درويش فإن التسريبات لن تدهش العرب، وخصوصًا عرب الخليج، لأنهم يعلمون إن ما يقوله حّكامهم علنًا يختلف تمامًا عمّا يقولونه خلف الأبواب الموصدة. ويعلمون ايًضا أن حكوماتهم توافق على كل ما تطلبه منهم أميركا. لكن المدهش حقًا هو quot;مدىquot; هذه التبعية.