فيما يبدو أنه أول الإنعكاسات لثورة ويكيليكس أعلن وزير المالية الأفغاني استقالته من منصبه.


كابول: قدم وزير المالية الأفغاني عمر زخيلوال استقالته اليوم بسبب برقية أميركية مسربة ذكرت بأنه وصف الرئيس حامد كرزاي بالرجل الضعيف مؤكداً أن العلاقات مع السفارة الأميركية في كابول قد تضررت.

ونفى زخيلوال خلال مؤتمر صحافي استخدامه كلمة ضعيف لوصف الرئيس كرزاي.

وأبرزت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ما تم الكشف عنه الخميس الماضي من وثائق المراسلات الأميركية الدبلوماسية التى سربها موقع quot;ويكيليكسquot; والمتعلقة بأفغانستان، وتقول الصحيفة إن هذه الوثائق كشفت عن أن الفساد والرشوة والإبتزاز والإختلاس هى القاعدة السائدة فى هذا البلد الذى يعد وجود رجل نزيه فيه أشبه quot;بالعملة النادرةquot;.

ففى وصف السفارة الأميركية فى كابول للتشكيلة المحتملة للحكومة أفغانستان الجديدة فى يناير الماضى، أكدت على أن آصيف رحيمى، وزير الزراعة يبدو الوزير الوحيد الذى لا يرتبط اسمه بأي اتهامات بتلقي رشاوى.

وتوضح الوثائق كيف شرح أحد المسؤولين الأفغان للدبلوماسيين الأميركيين المراحل الأربعة التى يحصل فيها زملاؤه على أموال برامج التنمية الأميركية، وهذه المراحل هى: عند محاولة شركات المقاولات الحصول على المشروع، عند محاولة الحصول على تراخيص البناء اللازمة، عند البناء، وخلال مراسم الإفتتاح.

وفي ما يبدو انتصاراً فى مكافحة الفساد، حكم على رئيس بلدية كابول العام الماضى بالسجن أربعة سنوات لاتهامه بعملية اختلاس ضخمة، إلا أن برقية السفارة الأميركية كشفت عن حقيقة أخرى، وهي أن رئيس البلدية كان ضحية انتقام منه بسبب محاولته وقف الفساد فى توزيع الأراضى.

الوثائق أكدت على أن المسؤولين الأميركيين يرون أن المشكلة فى أفغانستان تكمن فى القيادة. فقد شكا تقرير من كابول بتاريخ أغسطس 2009 من أن الرئيس الأفغانى حامد كرزاى والمدعي العام سمحا بإطلاق سراح أشخاص خطرين وأدخلوهم ساحة المعركة من جديد من دون أن يتعرضوا للمحاكمة.

وتستعرض الوثائق التحديات الكبيرة التى تواجهها الولايات المتحدة فى أفغانستان وأكبرها مواجهة الفساد، وكيفية خلق صلة بين الشعب والحكومة عندما يكون المسئولون أنفسهم فاسدين.

وقد بدأت واشنطن بالفعل كما تشير الوثائق فى البحث عن شريك نزيه لها فى أفغانستان. ففى مراسلة بتاريخ نوفمبر 2009، وُصف الحاكم الفعلي لإقليم خوست، طاهر خان صابرى، بأنه يمثل تغييراً جديداً، وقائد فعال وجدير بالثقة، لكنه أخبر المسؤولين الأميركيين أنه لا يملك ما بين 200 إلى 300 ألف دولار كرشوة يدفعها لتأمين وظيفته بشكل دائم