أكد وزير الخارجية الإيراني في يوم افتتاح المفاوضات حول ملف بلاده النووي أنه يجب الترويج بجدية لنزع السلاح النووي.


جنيف: صرح وزير لخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين في اثينا ان الاسلحة النووية لا تجلب سوى الكوارث وسيفعل العالم خيرا اذا قام بازالتها. وقال متكي يوم افتتاح المفاوضات حول البرنامج النووي في ايران quot;اعتقد انه علينا الترويج بجدية لمسألة نزع السلاح النوويquot;.

واضاف ان quot;الاسلحة النووية لا تحل اي مشكلة ولا تجلب سوى الكوارثquot;. وتابع متكي في بداية زيارة تستمر يومين الى اثينا quot;اعتقد ان كل دول العالم يجب ان تتقدم في مجال ازالة السلاح النووي. انها افضل ضمانة للامنquot;.

وبدأت المفاوضات بين الدول الست الكبرى وإيران الاثنين لتحريك الحوار النووي المنقطع منذ 14 شهرًا في أجواء متوترة بعد إعلان طهران أنها باتت تتحكم بكامل دورة إنتاج الوقود النووي.

وقالت مسؤولة في وزارة الخارجية السويسرية التي يستضيف بلدها يومين من المحادثات بين الإيرانيين من جهة والدول الست والاتحاد الأوروبي الذي يلعب دور الوسيط، أن quot;المفاوضات بدأتquot;. والدول الست هي الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا.

وبعيد وصول الوفود وقفت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون إلى جانب كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي للالتقاط صور أمام علمي إيران والاتحاد الأوروبي في مقر البعثة السويسرية في الأمم المتحدة. ويمثل الولايات المتحدة وليام بيرنز الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأميركية. وبعد أكثر من سنة من الانقطاع يبدو اللقاء صعبًا لأن إيران ما زالت ترفض قطعًا أي تعليق لتخصيب اليورانيوم.

وأعلنت طهران الأحد أنها باتت تتحكم في كامل دورة إنتاج الوقود النووي، مما زاد في قلق الغربيين. وقال مصدر دبلوماسي مقرب من الدول الست الكبرى quot;نتوقع ردًا جديًا من الإيرانيينquot; في الملف النووي، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن جدول أعمال المحادثات لم يحدد بعد. وأضاف quot;لا نعرف بماذا يفكر الإيرانيونquot;. ومن المقرر مبدئيًا أن يستمر اللقاء يومين.

وكرر القادة الإيرانيون في الأيام الأخيرة أنهم يرفضون التفاوض حول quot;الحقوق الشرعيةquot; لإيران في المجال النووي، ما يعني رفضًا مسبقًا لأي طلب محتمل لتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وصرح مساعد المفاوض الإيراني علي باقري الاثنين لموقع التلفزيون الإيراني أنه quot;لا يمكن الدول الأخرى التدخل في الشؤون النووية الإيرانيةquot;. وأضاف أن quot;نتيجة اللقاء مرهونة بموقف الجانب الآخرquot;. وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم منذ سنوات عدة صلب صراع القوة بين إيران والمجموعة الدولية، التي تشتبه في سعي طهران إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.

وتنفي إيران أن تكون لها أي أغراض عسكرية وتواصل منذ سنة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% الذي ارتفع إلى 3183 كلغ مقابل 1580 كلغ في تشرين الأول/أكتوبر 2009. وبعد أسبوع حافل تخلله اعتداءان استهدفا عالمان إيرانيان وتسريبات موقع ويكيليكس، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون طهران إلى موقف quot;بناءquot;.

وفي مبادرة غير متوقعة خطت خطوة نحو الإيرانيين بفتح المجال أمام تخصيب اليورانيوم في البلاد quot;في المستقبلquot; عندما تطمئن إيران الآخرين حول نواياها. ورحبت طهران بهذا الإعلان الذي من شأنه أن يسهل الحوار في جنيف.

وتأمل الدول الكبرى في أن يكون تشديد العقوبات على إيران في حزيران/يونيو في الأمم المتحدة وعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأحادية الجانب، أرغم إيران على شيء من التنازل.

لكن الخبراء يبدون حذرًا حول فرص نجاح هذا اللقاء بعد النتائج القليلة التي أحرزتها المفاوضات السابقة. وأعلن مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لفرانس برس quot;أعتقد أن العقوبات أفرزت وضعًا جديدًا لأنها تستهدف الاقتصادquot; الإيراني. لكنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق حول هذه القضية، مضيفًا أن quot;أفضل ما يمكن أن نتوقعه هو بداية عملية مناقشاتquot;.