الرئيس اللبناني وعائلته أمام شجرة الميلاد في قصر بعبدا |
تلقى الرئيس اللبناني عدة شكاوى من مسؤولين وشخصيات دينية ورؤساء جمعيات طالبته بالتدخل لوضع حد لما سُمي بـ quot;الفلتان الاعلاميquot; الناتج من برامج النكات لتضمنها quot;عبارات بذيئةquot;. وعلمت إيلاف أنّ سليمان أبدى استياءه مما تتضمنه هذه البرامج.
علمت quot;إيلافquot; أنّ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان اتصل بوزير الإعلام طارق متري الأسبوع الماضي بعد عودته من طهران، حيث كان في عداد الوفد المرافق لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي قام أخيراً بزيارة الجمهورية الإسلامية الايرانية.
وقد أبلغ سليمان متري استياءه مما يتضمّنه برنامج quot;أهضم شيquot; الذي تقدمه محطة quot;أم.تي.فيM.T.Vquot; التلفزيونية من عبارات بذيئة وكلمات مسيئة للذوق العام تحت ستار إطلاق النكات التي يقوم عليها البرنامج المذكور.
وذكر رئيس الجمهورية أنه وزوجته السيدة الأولى وفاء سليمان تلقيا عشرات الاتصالات من مسؤولين وشخصيات ومراجع دينية ورؤساء جمعيات وعائلات لبنانية من مختلف المناطق تشكل في معظمها المجتمع المدني تطالبه بالتدخل لوضع حد لما أسمته quot;الفلتان الإعلاميquot; المتمادي الذي ينعكس سلباً على الأسرة اللبنانية خصوصاً لدى النشء الذي يتأثر بمثل هذه البرامج فيعمد إلى ترداد ما يشاهده ويسمعه من مفردات أقل ما يقال فيها إنها تخدش الحياء وتعلّم على الرذيلة.
وطالب رئيس الجمهورية وزير الإعلام بالتدخل وفعل ما يراه مناسباً لردع هذه المحطة عن التمادي في ما تقدمه لجمهورها تحت ذريعة التسلية وإخراج المشاهد من ضغط الحياة اليومية وجو التأزم السياسي الذي يعيشه.
واذا كان الوزير متري لم يكن بعيداً عمّا سمعه من الرئيس سليمان حيث سبق ان تلقى بدوره مئات الشكاوى من هذا البرنامج وغيره فانه يعتزم التشاور مع المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع للنظر في ما يمكن عمله بهذا الشأن، خصوصاً انه سبق للمجلس المذكور ان عقد قبل أشهر جلسة استثنائية بحضور أصحاب وممثلي المؤسسات المرئية والمسموعة إثر تعالي اصوات القيادات السياسية والدينية والمرجعيات المختلفة المنتقدة لبرنامج quot;لولquot; الفكاهي الذي تعرضه محطة quot;أو.تي.في.OTVquot; التابعة للتيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون، وهو أول برنامج من هذا النوع يعرض على شاشات التلفزة في لبنان حيث تبعه آخر بعنوان quot;كلمنجيquot; عرضته محطة quot;ال.بي.سيquot; ولم يعمر طويلاً ثم جاء quot;أهضم شيquot; الذي سبق quot;لولquot; بخطوات من حيث quot;الجرأةquot; في استخدام النكات والعبارات التي لم تكتف بالايحاء بل ذهبت ابعد من ذلك بكثير.
هذا وكان مدير محطة quot;أو.تي.فيquot; روي الهاشم وعد المجتمعين في المجلس الوطني للإعلام حينذاك، وإزاء التحذير الذي تلقاه من الاخير بمخالفة قانون المرئي والمسموع الذي يجيز فرض عقوبات على الوسيلة الإعلامية المخالفة، وعد الحاضرين بفرض رقابة مسبقة على ما يقدم في quot;لولquot; والتأكيد على عرضه في ساعة متأخرة من الليل وعدم إعادة عرضه صباح أو ظهر اليوم التالي، إلا أن هذا الوعد لم يصمد طويلاً اذ سرعان ما انهار بعد ظهور منافسه quot;أهضم شيquot;.
ويشار في هذا الصدد إلى أن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الذي كان قد شكل لجنة من ثلاثة أعضاء للنظر في كيفية التعاطي مع برامج النكات هذه، التي راج سوقها وكثر مشاهدوها وكبر المردود الاعلاني لها، ارتأى وضع قواعد مقترحة لضبطها وإخراجها من quot;الإسفافquot; الذي هي فيه وهو بصدد دراستها ومناقشتها مع المعنيين قبل تعميمها على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.
هذا وحصلت quot;إيلافquot;على مسودة للمقترحات المذكورة التي جاء فيها:
بعد اطلاعنا على عدد من حلقات برنامج quot;لول ndash; OTVquot;، و quot;أهضم شي ndash; MTVquot;، و quot;كلمنجي ndash; LBCIquot;، تبين أن هذه الحلقات بمجملها تتضمن مخالفات لقانون المرئي والمسموع وما يتفرع عنه كونها تسيء إلى الذوق العام وتحتوي على عبارات وكلمات وحركات وايماءات أقل ما يقال فيها إنها بذيئة ناهيك عن انتهاكها لا لحرمة الآداب العامة فحسب بل للذات الإلهية احياناً. من هنا جئنا بتوصيات نقترح تعميمها على وسائل الاعلام المعنية حيث توخينا من خلالها ضبط هذا الفلتان الاعلامي ndash; الأخلاقي ما أمكن لتجنب هذه المؤسسات الملاحقات القانونية التي نسعى جميعاً لعدم حصولها.
-الامتناع عن إطلاق نكات تتضمن اشارات الى الذات الإلهية او الى الملائكة ورجال الدين.
-عدم المس بذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين والهزء من المصابين بأمراض خطرة.
-تجنب تصوير المرأة خصوصاً الزوجة (المربية الفاضلة) سلعة جنسية لا اكثر.
-التوقف عن استخدام الألفاظ الفاضحة والإكثار من وصف الأعضاء التناسلية لدى الجنسين ولو باعتماد quot;الإشارة الصوتيةquot; للتغطية على ذلك.
-التنبه الى جعل المنحرف والمدمن على المخدرات على سبيل المثال شخصية محببة تضحك الجمهور وما قد يخلفه ذلك من أثر سلبي على النشء.
-الحرص على عرض هذه البرامج في ساعة متأخرة من الليل وعدم اعادة عرضها ظهر اليوم التالي.
التعليقات