زعم تقرير إسرائيلي صادر عن جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية تعرض المهاجرين غير الشرعيين لعمليات تعذيب فيما جاءت تأكيدات مصرية أمنية وحقوقية حول التقرير.


قالت صحيفة لوس أنجلوس تايم في تقرير نشرته مؤخرا صادر عن جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية أن المهاجرين غير الشرعيين إلى إسرائيل يواجهون معاناة قبل وصولهم إلى إسرائيل.

وقال التقرير أنه وفقا لدراسة أعدها أحد الباحثين جرت على عينة ضمن 100 شخص من المهاجرين غير الشرعيين تراوحت أعمارهم ما بين 19 عام و66 والذين حاولوا تخطى الحدود المصرية في الفترة الأخيرة متوجهين إلى إسرائيل بمعاونة المهربين أنهم كانوا يحبسون في حاويات من الحديد ويتعرضون للتعذيب والاغتصاب وفديات تصل إلى 8 ألاف دولار فضلا عن تعرضهم للضرب والحرمان من الماء والطعام لفترات طويلة.

وخلصت نتائج الدراسة إلى أن 23% من المهاجرين الذين جرت عليهم الدراسة تعرضوا إلى الحرق باستخدام الحديد والمكواة الساخنة فيما تعرضت 38% من النساء المهاجرات إلى التحرش الجنسي والاغتصاب من قبل المهربين.

واستند التقرير إلى شهادة أحد أقارب المحتجزين الذي قال أنه كان يسمع صوت تعذيب أقاربه عبر الهاتف ليسارع في إرسال الفدية لهم للخاطفين.

واعترف مسؤول أمني رفض الكشف عن هويته عن تعرض المهاجرين إلى ظروف غير أدمية للعيش في سيناء استعدادا للهجرة مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات الأمنية تحاول السيطرة على عمليات الهجرة بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة حيث زاد الاهتمام بها نظرا لما تشكله من خطورة على الوضع الأمني في هذه المنطقة الحساسة من البلاد.

وأكد على أن عمليات الكشف عن المهاجرين وضبطهم بدأت ليس من سيناء فحسب وإنما أيضا من خلال المحافظات التي يقطنها المهاجرين خلال استعدادهم للرحيل والتي تتمركز في عدد من مدن الصعيد وأطراف القاهرة الكبرى مشددا على أن هذه الطريقة بدأت تؤتي ثمارها وأسفرت عن ضبط عدد من هذه العصابات قبل استعدادها للوصول إلى سيناء.

وقال المصدر أن قوات الأمن تبذل قصارى جهدها من أجل إيقاف هذه العمليات لافتا إلى أنهم لا يستطيعوا مساندة المهاجرين الأفارقة في مواجهة عصابات التهريب بسبب عدم وصولهم إلى مقار تواجد هذه العصابات التي تتغير باستمرار وبطريقة تدل على أن دولا تقف ورائها وليس أفرادا.

من جهته أكد رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعده لـquot;إيلافquot; على أن المهاجرين الأفارقة يتعرضون بالفعل لأنواع مختلفة من التعذيب خلال تواجدهم في سيناء في رحلة سفرهم إلى إسرائيل لافتا إلى أن العصابات التي تقوم بتنظيم هذه الرحلات تتعامل من أكثر من بلد منها مصر وإسرائيل والسودان وغيرها.

وأشار إلى أن نقل المهاجر الواحد من بلده الأفريقية إلى إسرائيل يتكلف ما بين ألفين و ثمانية ألاف دولار يتم دفع الجزء الأكبر منها قبل التحرك والجزء الأخر قبل العبور إلى إسرائيل موضحا أنه في حال عدم قيام المهاجر وأقاربه بسداد الجزء الأخير فإنه يتعرض للتعذيب البدني الشديد وربما يؤدي به إلى الموت دون أدنى شعور إنساني من قبل عصابات التهريب.
وشدد على أن عصابات التهريب تتصل بأقارب المهاجرين لسداد باقي مستحقاتها المالية عن طريق الحسابات البنكية في الخارج وتقوم بإيصال صوت التعذيب لأسرة المهاجر وأقاربه هاتفيا من أجل سداد المبلغ المطلوب حتى يعبر معهم بسلام.
واعترف بصعوبة حصر المهاجرين الذين يتم تهريبهم عن طريق عصابات التهريب الدولية أو النسبة التي تتعرض فيهم إلى التعذيب مشيرا إلى صعوبة الحديث مع المهاجرين خلال تواجدهم في سيناء موضحا في الوقت نفسه أن هذه الدراسات يمكن أن تجرى في إسرائيل وتكون نتائجها أكثر دقة لأن إسرائيل بها أكثر من 10 ألاف مهاجر أفريقي دخلوها بهذه الطريقة.

وطالب أبو سعده الحكومة المصرية والإسرائيلية بضرورة الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومعاملة المهاجرين الأفارقة من خلالها موضحا أن هؤلاء الأفراد هم مواطنون يجب أن نحترمهم وان تتم معاملتهم بطريقة أدمية.