تضاربت ردود الفعل بين الفرقاء اللبنانيين حول الانتقادات التي وجهها المرشد الاعلى في إيران الى المحكمة الدولية.


بيروت: اثارت الانتقادات التي وجهها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية الى المحكمة الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري ردود فعل متناقضة في لبنان الثلاثاء حيث اعتبر حزب الله انها تقوم على quot;اسس شرعيةquot; بينما تعامل معها رئيس الوزراء سعد الحريري بحذر.

وكان آية الله علي خامنئي قال الاثنين ان اي قرار يصدر عن المحكمة المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، سيكون quot;لاغيا وباطلاquot;.

وتابع خلال استقباله امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني quot;هذه المحكمة تتلقى اوامر من جهات اخرى (...) والمؤامرة ضد لبنان لن تنجحquot;.

واعتبر حزب الله في بيان ان موقف خامنئي هذا يمثل quot;تعبيرا واضحا عن رأي المخلصين والحريصين على الوحدة والمقاومة على امتداد العالمين العربي والاسلامي، والرافضين للمؤامرات التي تحاك على المنطقة من قبل اميركا واسرائيلquot;.

واضاف البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه quot;يقوم الموقف على أسس شرعية وسياسية، بناء على المعطيات التي تؤكد احقية هذا الموقف الذي اعلنه سماحته لوضع الامور في سياقها الطبيعي وتوضيح الصورة للرأي العامquot;.

في مقابل ذلك قال الحريري في مؤتمر صحافي في السراي الحكومي وسط بيروت مع الرئيس البلغاري بويكو بوريسوف الذي زار لبنان يومي الاثنين والثلاثاء quot;نحن نحترم المرشد الاعلى السيد علي خامنئي (...) ونحترم كل من لديه رأي، وهو حر في رأيه هذاquot;.

واضاف quot;لا شك ان الجميع لديه وجهة نظر في هذا الشأن، ولكن في ما يخص القرارات الدولية فإنها قرارات دوليةquot;.

وتابع quot;اقول ان هذا الموقف ايراني، ونحن في لبنان لدينا مواقفنا كحكومة، وان شاء الله الكل يسعى الى الاستقرار في المنطقةquot;.

وبدا موقف الحريري حذرا مقارنة مع ردود فعل بعض حلفائه.

ووصف وزير العمل بطرس حرب في حديث اذاعي التصريح الايراني بquot;المفاجىء وبأنه جاء ليؤزم الاتصالات الجارية لإيجاد مخرج لازمة التي يمر بها لبنانquot;.

واعتبر حرب المحسوب على وزراء الموالاة بزعامة الحريري ان خامنئي quot;اعلن موقفا شبه نهائي يلزم به حزب الله، وباتت امكانية التفتيش عن حل اكثر صعوبةquot;.

ويحبس اللبنانيون انفاسهم منذ تموز/يوليو الماضي حين كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت بقرار من مجلس الامن في ايار/مايو 2007، ستتهم حزبه بجريمة اغتيال الحريري التي وقعت في شباط/فبراير 2005.

وبدأ حزب الله المدعوم من ايران منذ ذلك الحين هجوما على المحكمة، معتبرا انها quot;اداة اسرائيلية اميركيةquot; لاستهدافه، في وقت يتمسك فريق سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، بالمحكمة quot;لتحقيق العدالةquot;.

وتكثفت الوساطات الخارجية منذ الصيف بقيادة السعودية الداعمة للحريري وسوريا الداعمة لحزب الله في محاولة لاحتواء اي تداعيات خطيرة خصوصا امنية، لصدور القرار الظني اذا اتهم بالفعل الحزب الشيعي المدجج بالسلاح باغتيال الزعيم السني.

وشدد حزب الله في بيانه على ان تصريحات خامنئي quot;لا تتعارض مع المساعي الحميدة السورية السعوديةquot;.

ووافقه الحريري بالقول في المؤتمر الصحافي ان quot;هذا لا يؤثر على المسار السعودي السوري، فهو مسار ايجابي للغاية، والامور تتقدم، قد لا تكون بالوتيرة والسرعة التي يتمناها البعض، لكن الأمور ستأخذ بعض الوقتquot;.

وتابع الحريري quot;نحن من جهتنا ملتزمون بالاستقرار الداخلي والحوار والكلمة الطيبةquot;.

لكن النائب عمار حوري المنتمي الى كتلة quot;تيار المستقبلquot; النيابية بزعامة الحريري، قال في تصريح لفرانس برس ان حديث خامنئي quot;يبدو وكانه موجه ضد التهدئة اللبنانية والعربيةquot;.

واعتبر ان تصريحات المسؤول الايراني الاعلى quot;ليست مريحة بالنسبة للمساعي السورية السعوديةquot;.

كما قال النائب احمد فتفت المنتمي الى كتلة الحريري النيابية ايضا في مداخلة تلفزيونية ان حديث خامنئي quot;قد يفهمه بعض اللبنانيين وكأنه كلام صادر من قبل الولي الفقيه ليصبح كلاما شبه منزلquot;.