بروكسل: تنكب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي الجديدة كاثرين آشتون على تشكيل اول جهاز دبلوماسي اوروبي كبير جاعلة من هذه المهمة في صدارة اولوياتها، الا ان هذا التشكيل يترافق مع صراعات وراء الكواليس بين دول الاتحاد الاوروبي لتقاسم مناصب هذا الجهاز والسيطرة على توجهاته.

وقالت آشتون في مقابلة اجرتها معها وكالة فرانس برس quot;ان اولى مهماتي هي تشكيل جهاز دبلوماسي جديد للقرن ال21 يكون فريدا من نوعه في اوروبا. وسيكشف عمليا ما هي اوروبا في كافة انحاء العالمquot;.

ويعتبر هذا quot;الجهاز الاوروبي للعمل الخارجيquot; من ابرز ابتكارات معاهدة لشبونة وسيكون قوة آشتون الضاربة. وسيضم في مرحلة لاحقة الاف الاشخاص الذين سيتوزعون بين بروكسل والعديد من الممثليات في الخارج.

والفكرة من وراء هذا الجهاز هي ضم تحت الراية الاوروبية دبلوماسيين ينتمون الى دول اوروبية مختلفة وموظفين اوروبيين بهدف الحد قدر الامكان من الانقسامات بين الاوروبيين.

والتوازن الواجب التوصل اليه يطرح معضلة. وتريد الدول خصوصا الكبرى منها التحقق من ان يكون لها نفوذ كبير فيه.

وتريد آشتون تبديد مخاوف الذين يعربون عن القلق لظهور دبلوماسية اوروبية مستقلة. وقالت quot;لن نمس بصلاحيات الدول الاعضاء، نريد فقط ان ننجز الامور في اوروبا التي يمكننا تحقيقها معا بشكل افضلquot;.

واقرت آشتون بquot;تضارب الاراءquot; بين مختلف الهيئات الاوروبية حول صلاحيات هذا الجهاز. وستعرض بحلول نهاية نيسان/ابريل اقتراحا مفصلا حول تشكيل هذا الجهاز.

ولا تتفق جميع الدول الاوروبية فيما بينها لان بعض البلدان الصغيرة تخشى من ان تبقى في ظل الدول الكبرى التي لها دبلوماسية راسخة لا سيما في تقاسم المناصب المهمة.

وتبدي المفوضية الاوروبية حذرا من النفوذ الكبير للدبلوماسيين المحليين. والمفوضية المدعومة من البرلمان تنوي ايضا ابقاء سيطرتها على موازنات نمة مثل المساعدة الانمائية.

وقالت آشتون quot;تريد الدول ان تضطلع بدور وتريد المفوضية ان يكون لها دورها. وعلينا ان نجمع كل هذه الامورquot;.

وآشتون هي ايضا الممثلة العليا للسياسة الامنية الاوروبية. وفي مجال السياسة الدفاعية المشتركة تتخذ مواقف حذرة ما يساعد على اتهامها بتبني مواقف بريطانيا التقليدية في هذا الخصوص.

وتريد خصوصا ان ترى quot;افضل طريقة تنسيقquot; في مجالي الابحاث والتنمية وكذلك التزود بالمعدات. وتشكك آشتون في فكرة انشاء مقر عام اوروبي في بروكسل التي دافعت عنها فرنسا لسنوات، ولا ترى فائدة منها.

وقالت quot;ليس لدي ادنى فكرة بعد عن توجهاتناquot; في السياسة الدفاعية المشتركة في حين ان معاهدة لشبونة تسمح بquot;تعزيز التعاونquot; بين الدول في مجال الدفاع.

الا ان بريطانيا شددت في تقرير حكومي ينشر الاربعاء بحسب صحيفة quot;فايننشال تايمزquot; على اهمية قيام سياسة اوروبية مشتركة في المجال الامني والدفاعي للحفاظ على دور على الساحة الدولية.