أعلنت الصين أن فرض عقوبات جديدة على إيران يعرقل المساعي الديبلوماسية لمعالجة البرنامج النووي.

باريس: أبلغت الصين القوى العالمية الأخرى يوم الخميس بأن مناقشة فرض عقوبات على ايران أمر غير بناء موجهة ضربة للمساعي الغربية لكبح البرنامج النووي الايراني. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي في مؤتمر صحفي عقد أثناء زيارة لفرنسا انه يرغب في إجراء المزيد من المحادثات المباشرة مع ايران. وأضاف يانغ quot;الحديث عن العقوبات في الوقت الحالي سيعقد الموقف وقد يقف في طريق إيجاد حل دبلوماسي.quot;

وفرنسا من بين القوى الغربية التي تدفع باتجاه فرض جولة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة على ايران لإجبارها على تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو عملية يمكن استخدامها للأغراض السلمية أو العسكرية. وروسيا مثلها في ذلك مثل الصين لها علاقات اقتصادية واسعة مع ايران وقد أعربت عن تحفظات في مجلس الأمن الدولي بشأن فرض عقوبات على ايران. لكن مُشرعا روسيا قال يوم الخميس ان التفاهم بين روسيا وبين القوى الأخرى بشأن العقوبات قد ازداد.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يوم الثلاثاء ان طهران مستعدة لارسال ما لديها من يورانيوم مُخصب الى الخارج مقابل الحصول على وقود أعلى تخصيبا لانتاج نظائر مشعة للأغراض الطبية. وقال دبلوماسيون غربيون ان هذا التغير في الموقف يمكن أن يكون أسلوبا يرمي لتأخير فرض العقوبات لكن يانغ قال ان ذلك يعني ان المحادثات ينبغي أن تتواصل. واضاف يانغ quot;المسألة برمتها لا تزال تتطور.. نعتقد ان من المهم للغاية التركيز على التفاعل الدبلوماسي .. وينبغي من خلال الحوار والمشاورات أن نلتمس أي فرصة من أجل التوصل الى حل مناسب ومقبول من الطرفين لهذه القضية.. وهي كيفية تخصيب اليورانيوم لدرجة معينة.quot;

وتخشى حكومات غربية من أن تكون ايران تريد انتاج أسلحة نووية. وتقول طهران ان برنامجها الذري أغراضه سلمية لكنها تقيد عمليات تفتيش لمواقعها تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وعرضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر تشرين الاول خطة على ايران تتضمن نقل الأخيرة معظم اليورانيوم المخصب الذي تملكه الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل للأبحاث الطبية بغرض تهدئة المخاوف من أن تكون الجمهورية الاسلامية تسعى الى استخدام اليورانيوم المخصب في صنع أسلحة نووية. وقال يانغ quot;لا أعتقد أن الايرانيين أوصدوا الباب تماما أمام هذا العرض.quot;

بينما قال دبلوماسيون في فيينا يوم الخميس ان ايران التي رفضت مسودة خطة تبادل اليورانيوم لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي تغير في موقفها وذلك على الرغم من تصريحات الرئيس الايراني التي أدلى بها يوم الثلاثاء. ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق. وحاولت مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الاعضاء الدائمين بمجلس الأمن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة لالمانيا الحوار مع ايران لسنوات حول مشروعها النووي لكن دبلوماسيين غربيين يقولون ان دول المجموعة لم تحقق تقدما يذكر.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن quot; تصريح أحمدي نجاد في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن قبول اتفاق التبادل يعطي الصين سببا إضافيا للتأجيل على الرغم من أن موقف ايران مايزال غير واضح ومن المؤكد انه لا يعود الى المبادئ الاصلية لاتفاق التبادل.quot; وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون يوم الاربعاء ان فرنسا ستحث الامم المتحدة على فرض quot;عقوبات قويةquot; ضد ايران مع نفاد الوقت لحل سياسي للمواجهة بشأن طموحاتها النووية.

وفي موسكو قال حليف الكرملين قنسطنطين كوساتشيوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان موقف روسيا وموقف دول أخرى أصبح أقرب لفرض المزيد من العقوبات على ايران. وقال كوساتشيوف لقناة فيستي 24 التلفزيونية التي تملكها الدولة quot;بالنسبة لحوار أكثر شدة مع ايران وتطبيق بعض العقوبات الاضافية ذات الطبيعة الاقتصادية..تزايد بوضوح التفاهم بين روسيا وشركائها على الساحة الدولية في هذا الشأن.quot; وأعرب كوساتشيوف عن مشاعر إحباط تجاه الرد الايراني وقال quot;المشكلة هي ان ايران تغير شروطها باستمرار.quot;

وحث اندريه نيسترينكو المتحدث باسم وزير الخارجية الروسي ايران على ابلاغ موقفها رسميا للوكالة الدولية. وقال انه ينبغي لايران ان توضح اذا كانت تتخلى عن اصرارها على التبادل المتزامن لليورانيوم المخصب على الاراضي الايرانية. وأدلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتصريح مشابه عقب لقائها بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الاسبوع الماضي ان الغرب راض عن موقف روسيا. وروسيا والصين كانتا من الدول الممانعة لمواصلة العقوبات. وقالت كلينتون الأسبوع الماضي ان واشنطن تحاول اقناع بكين بأنه قد حان الوقت لاتخاذ موقف متشدد تجاه ايران بخصوص برنامجها النووي رغم ان ايران مورد نفط رئيسي للصين.