فيينا:امتنعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعليق على أنباء أشارت إلى أن مجموعة من المفتشين والخبراء في شؤون التحقق والتابعين للوكالة زاروا مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عام. ورفض أحد كبار المسؤولين في الدائرة الإعلامية في الوكالة الذرية بيتر روكوود اعتبار الزيارة التي تمت في الأسبوع الماضي لمفاعل آراك، أنها تشكل خطوة لتأكيد تعاون السلطات الإيرانية مع الوكالة الذرية. ولكنه نوه إلى أن quot;كافة المعلومات المتعلقة بتطورات البرنامج النووي الإيراني سيتم تضمينها بالتفصيل في التقرير الدوري للمدير العام للوكالة محمد البرادعيquot;، والذي من المقرر أن يرفعه إلى مجلس المحافظين ومجلس الأمن في وقت متزامن في الأسبوع المقبل، أي قبل حوالي اسبوع من موعد انعقاد اجتماع مجلس المحافظين المقرر في السابع من شهر أيلول/سبتمبر المقبل

وجدير بالذكر أن إيران أكدت في السابق أن مفاعل آراك، هو جزء من برنامجها النووي الذي باشرت بإنشائه في العام 1947، ويتألف من مفاعل ناتانز المخصص لتخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي ومفاعل آراك لإنتاج مادة البلوتونيوم، ومفاعل أصفهان المخصص لتنقية وتحويل اليورانيوم إلى غاز سادس الفلورايد الذي يُستخدم في أنابيب نقل الغاز، ومفاعل بوشهر المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية والذي من المقرر تدشينه قبل نهاية العام الحالي. وكانت الاقمار الصناعية الأميركية التقت أول صور مفاعل آراك في أواخر العام 2002. ويستخدم الماء الثقيل في تشغيل مفاعل آراك من أجل إنتاج مادة البلوتونيوم، حيث يتخوف الغرب من إمكانية استعماله لأنشطة تتعلق بإنتاج الأسلحة النووية، وهو ما نفته طهران دائماً، وأكدت أن برنامجها النووي مكرّس للأغراض السلمية وتوليد الطاقة الكهربائية.

وكان البرادعي في تقرير الأخير عن إيران في أوائل حزيران/يونيو الماضي دعا السلطات الإيرانية إلى التعاون وبشفافية مع الوكالة الذرية في جملة أمور، من بينها السماح للمفتشين الدوليين بزيارة جميع المرافق النووية في إيران، ومن بينها مفاعل آراك، بالإضافة إلى المساهمة في تسوية جميع المسائل العالقة وتركيب كاميرات إضافية في مفاعل ناتانز الواقع على بعد 500 كيلومتر جنوبي طهران، والمبادرة إلى تنفيذ البروتوكول الإضافي والمصادقة عليه في أقرب وقت باعتبارها خطوات في الاتجاه الصحيح ن نحو تعزيز الثقة والمصداقية بأن البرنامج النووي الإيراني مكرّس بالفعل للأغراض السلمية. كما أكد البرادعي في تقريره الأخير أن إيران تشغل 7500 جهاز من أجهزة الطرد المركزي في مفاعل ناتانز، وهي تخطط لتركيب 53 ألف جهاز حتى تتمكن من إنتاج كميات الوقود النووي اللازمة لتشغيل مرافقها.