رأى محللون أن المحادثات الهندية - الباكستانية سنساعد في تحقيق الإستقرار في أفغانستان.

إسلام أباد: سيساعد انخفاض حدة التوتر بين الهند وباكستان الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار لافغانستان على الرغم من أن لا أحد يتوقع أي انفراجة سريعة في الازمة بين الدولتين اللتين تملكان قدرة نووية. واقترحت الهند اجراء أول محادثات ثنائية رفيعة المستوى منذ علقت عملية السلام مع باكستان بعد أن هاجم متشددون يتخذون من باكستان مقرا لهم مدينة مومباي الهندية في نوفمبر تشرين الثاني 2008 .

ويبحث مسؤولون من الدولتين جدول أعمال للمحادثات فضلا عن مكان وموعد اجرائها. وتصر الهند على أنه يجب أن تقدم باكستان من يقفون وراء هجمات مومباي للعدالة قبل استئناف المحادثات. وكانت باكستان ألقت القبض على سبعة مشتبه بهم لكن محاكمتهم لم تحرز تقدما يذكر.

وعلى الرغم من ذلك تقترح الهند الان اجراء محادثات ويقول المحلل الباكستاني ارشد محمود ان هذا يرجع جزئيا الى ضغوط من الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة لتحقيق الاستقرار لافغانستان وتبحث عن مخرج منها. وقال محمود quot;كثيرون في الولايات المتحدة يعتقدون أن السلام في أفغانستان مرتبط بالسلام في كشمير وبالتالي من المهم جدا للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره رؤية محادثات بين الهند وباكستان.quot;

ومنطقة كشمير مقسمة ويغلب على سكانها المسلمون وتقع بجبال الهيمالايا وتحكم كل من الدولتين شطرا منها وتزعم أحقيتها بها كاملة وهي محور نزاع مستمر منذ عقود بين الهند وباكستان. وخلف العداء ما يعتبره محللون حربا بالوكالة في افغانستان حيث تشجع باكستان سرا حركة طالبان في معارضتها لحكومة كابول المدعومة من الهند.

ويأتي عرض الهند باجراء محادثات بعد أن تبنت القوى العالمية خطة لافغانستان في مؤتمر عقد بلندن أواخر الشهر الماضي للسعي الى المصالحة مع طالبان التي يتوقع أن تلعب باكستان فيها دورا كبيرا ينطوي أساسا على دفع طالبان الى خوض محادثات. ولا تخفي باكستان التي تخشى من أن تحاصر بين الهند على حدودها الشرقية وحكومة أفغانية موالية للهند في الغرب مخاوفها من تنامي النفوذ الهندي في أفغانستان.

وتقول باكستان ان الهنود في أفغانستان يساعدون الانفصاليين في اقليم بلوخستان الذي يقع بجنوب غرب البلاد. ومما يبرز اصرارها على ابعاد الهند عن أي عملية للسلام في أفغانستان استطاعت باكستان خلال محادثات لندن الغاء اقتراح بتشكيل مجلس اقليمي حول أفغانستان يتضمن الهند.

وقال محمود ان احتمال فقد القدرة على التأثير في مجريات الامور في أفغانستان خاصة أي عملية سلام يمكن أن تنطوي على عودة طالبان الى كابول بصفة ما عامل اخر وراء رغبة الهند في استئناف المحادثات مع باكستان. وأضاف quot;الهند لها الكثير من المصالح الحيوية خاصة المخاوف الامنية في أفغانستان وبالتالي لعب هذا دورا كبيرا ايضا في دفع الهند لاستئناف الحوار.quot;

وقالت شركة ستراتفور المتخصصة في الامن الدولي في بحث مؤخرا ان لعب الهند لدور أمني مباشر في أفغانستان يمثل quot;خطا أحمرquot; لباكستان. وأضاف quot;الهند تعلم أن الطريقة الوحيدة التي تستطيع الدخول بها الى الحوار الخاص بأفغانستان وأن أملها في التأثير على مفاوضات طالبان هو من خلال اعادة فتح قناتها الدبلوماسية مع باكستان أولا.quot;

لكن محللين من الهند وباكستان قالوا انه نظرا للارتياب العميق من الجانبين فمن غير المرجح احراز تقدم سريع على صعيد الخلافات الرئيسية مثل كشمير واقتسام المياه من الانهار التي تتدفق من جبال الهيمالايا. وقال تنوير احمد خان رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية بباكستان quot;أشك أنه سيتم احراز اي تقدم ملموس على صعيد اي من القضايا محل الخلاف في الاشهر القليلة القادمة.quot;

وتريد باكستان استئناف حوار واسع النطاق يطلق عليه (الحوار المركب) يغطي جميع القضايا بما في ذلك كشمير بينما تؤكد الهند الحاجة الى اتخاذ اجراءات بشأن هجمات مومباي. وقال مسؤولون من الهند الاسبوع الماضي ان بلادهم عرضت اجراء محادثات مفتوحة حول جميع القضايا العالقة التي تؤثر على السلم والامن مع التركيز على مكافحة الارهاب.

وضاقت باكستان ذرعا بما تعتبره عنادا من الهند وربطها لعملية السلام بالاجراءات التي تتخذها باكستان بشأن المتشددين. وقالت صحيفة نيشن الباكستانية في افتتاحية مطلع هذا الاسبوع quot;ما لم تتوفر لدى الهند النية لاجراء حوار جاد وله مغزى بشأن جميع القضايا المثيرة للخلاف فان مجرد استئناف الحوار لخداع الحلفاء الاقوياء لن يحقق الكثير.quot;