قالت مصادر يمنيّة رسميّة إن الإعلان عن إيقاف العمليات العسكرية نهائيًّا في مختلف المحاور مع المسلحين الحوثيّين سيتم بين لحظة وأخرى لإحلال السلام وحقن الدماء، ومنها ما يتصل بتحقيق صلح عام يمنع الأثآر أو الإعتداءات التي قد خلفتها الحرب في النفوس، وكذلك العمل على تقدير الأضرار المادية وحصرها في مختلف المناطق والقرى التي شهدت أعمالاً قتالية وبالتالي البدء بالإعمار.

أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر يمنية إن هناك جهودًا مكثفة تبذل لإيقاف نزيف الدم وإحلال السلام في صعدة وذلك في إطار تنفيذ النقاط الست التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا واليتها التنفيذية التي سلمت مؤخرًا إلى زعيم المسلحين الحوثيين عبد الملك الحوثي والإعلان عن قبوله بتنفيذها وبما يكفل انهاء الحرب وإغلاق ملف صعدة نهائيًا.

ونقل موقع وزارة الدفاع اليمينة على شبكة الانترنيت عن المصادر قولها quot;ستشكل لجنة وطنية من أعضاء مجلسي النواب والشورى للإشراف على تنفيذ النقاط الست وآليتها على ارض الواقع وإحلال السلام في محافظة صعدةquot; التي تشهد العمليات المسلحة.

واكدت انه سيتم بين لحظة وأخرى الإعلان عن إيقاف العمليات العسكرية نهائيًّا في مختلف المحاور quot;انطلاقًا من حرص القيادة السياسية والعسكرية الممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية على إحلال السلام وحقن الدماء والتفرغ للبناء والتنمية واعادة الإعمارquot;.

وأضافت ان اللجنة الوطنية ستباشر عملها فور الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية والبدء بالإشراف والمتابعة على فتح الطرقات وانهاء التمترس من قبل المتمردين الحوثيين وعودة النازحين إلى قراهم أمنيين مطمئنين وإطلاق سراح المعتقلين على ذمة الفتنة ما عدا من عليهم قضايا جنائية منظورة أمام المحاكم وسيبت القضاء بشأنهم كونه مستقلاً ولا سلطان عليه.

واشارت المصادر الى أنَّ اللجنة ستعمل على وضع الترتيبات اللازمة لعودة النازحين الذين خرجوا من قراهم إلى المخيمات جراء الفتنة وتشكيل لجنة لمعالجة الآثار المترتبة على الحرب في الإطار المادي والاجتماعي ومنها ما يتصل بتحقيق صلح عام يمنع حدوث أي أثآر او اعتداءات تكون قد خلفتها الحرب في النفوس وكذلك العمل على تقدير الأضرار المادية وحصرها في مختلف المناطق والقرى التي شهدت أعمالاً قتالية وبالتالي العمل على اعمال الاعمار.

وأكدت انه ستشكل لجان ميدانية يشارك فيها الجانب الحوثي للإسهام في وضع الترتيبات لإحلال السلام وعودة الحياة الى محافظة صعدة والتغلب على أية حوادث او مشاكل قد تطرأ أثناء تنفيذ النقاط الست والآلية التنفيذية لها.

الى ذلك أكد طه عبدالله هاجر محافظ محافظة صعدة في أول لقاء له بقيادة السلطة المحلية ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية أن المحافظة صعدة ستكون خلال المرحلة القادمة مرحلة بناء وتنمية في كافة النواحي الاقتصادية والأمنية لتظل المحافظة محافظة السلام والأمن والاستقرار وليس للتخريب والارهاب.

وكان مسؤول يمني قد قال أمس ان الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين بات قريبًا لإنهاء المعارك المستعرة منذ ستة اشهر بعد ان وافق المتمردون على الشروط الستة التي وضعتها الحكومة لوقف اطلاق النار.

وأكّد وسيط مقرب من زعيم المتمردين ان عبد الملك الحوثي وافق في رده على الحكومة quot;على سحب المسلحين من الحدود مع السعودية وتسليم الجيش اليمني السيطرة على هذه المنطقةquot;. كما وافق حسب الوسيط على quot;ازالة الحواجز من الطرقات والانسحاب من المباني الحكومية وتسليم الاسرى السعوديين الى الحكومة اليمنيةquot;.

وكانت صنعاء قد أعلنت السبت ان جدولاً زمنيًّا لتنفيذ الاتفاق سلم الى المتمردين وان الحرب ستتوقف فور موافقتهم عليه. والشروط التي وضعتها الحكومة هي التزام المتمردين وقف اطلاق النار وفتح الطرق وازالة الالغام والانسحاب من المرتفعات والمباني العامة وعدم التدخل في عمل الادارة المحلية واعادة الممتلكات العامة والافراج عن المدنيين والعسكريين المعتقلين بمن فيهم السعوديين واحترام القانون والدستور.

وكانت السلطات اليمنية قد شنت هجومًا في الحادي عشر من آب/ أغسطس الماضي على المتمردين الحوثيين الشيعة، إلا ان المواجهات المسلحة بين الطرفين تعود الى عام 2004 وكانت تتواصل بشكل متقطع واوقعت الاف القتلى وادت الى نزوح نحو 250 الف شخص.

وكان الحوثي قد أعلن في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي سحب قواته من جنوب المملكة العربية السعودية التي كانت دخلت في هذا النزاع اثر مقتل احد حرس حدودها في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على ايدي متمردين حوثيين متسللين.