قالت جماعة الاخوان المسلمين في مصر ان الشرطة ألقت القبض يوم الخميس على 18 عضوا فيها بعد أيام من القاء القبض على ثلاثة من أعضائها القياديين بينهم نائب لمرشدها العام.

القاهرة: قال عضو المكتب الاداري للجماعة في محافظة الفيوم مصطفى عطية ان الشرطة ألقت القبض يوم الخميس على تسعة أعضاء في الجماعة بالمحافظة التي تقع جنوب غربي القاهرة. وأضاف أن الشرطة داهمت منازلهم في الفجر وأن من بينهم مرشح لجماعة الاخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشورى السابقة. ووصف عطية عمليات الاحتجاز المتتابعة لاعضاء في الجماعة بمصر بأنها quot;حملات ظالمةquot;. وقال ان عمليات الاحتجاز quot;تهدف الى جر الجماعة للعنف لكن الجماعة لن تنقاد لهذا الاسلوب.quot;

كما قال عضو مجلس الشعب عن الاخوان المسلمين يحيى المسيري ان الشرطة ألقت القبض في مداهمات وقعت فجر يوم الخميس على تسعة أعضاء في جماعة الاخوان في محافظة الغربية التي يمثل احدى دوائرها بالبرلمان. وأضاف أن من بين من ألقي القبض عليهم اثنين من أقارب المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع من قرية سامول التي زارها المرشد قبل أيام. وتابع أن من بين من ألقي القبض عليهم في المحافظة اثنين من المحامين.

وقال شاهد عيان ان مئات المحامين اعتصموا أمام مكتب المحامي العام لنيابات شرق طنطا احتجاجا على القاء القبض على زميليهم بدون اذن من النيابة العامة كما قالوا. وأضاف الشاهد أن المعتصمين يطالبون بالافراج الفوري عن زميليهم. وقال المسيري ان الشرطة صادرت أجهزة كمبيوتر وشرائط مدمجة وكتبا من منازل من ألقت القبض عليهم في محافظة الغربية وانها ألقت القبض على والد وشقيق عضو في جماعة الاخوان المسلمين لم تجده في منزله.

وكانت الشرطة ألقت القبض خلال مداهمات وقعت فجر يوم الاثنين على 16 عضوا في جماعة الاخوان في عدة محافظات بينهم محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة وعصام العريان وعبد الرحمن البر عضوا مكتب الارشاد. ويعتبر مكتب الارشاد لجنة تنفيذية للجماعة. ويوم السبت ألقت الشرطة في مركز اطسا بمحافظة الفيوم القبض على 20 عضوا في جماعة الاخوان كما ألقت الشرطة في محافظة البحيرة القبض على ثمانية أعضاء في الجماعة يوم الخميس الماضي.

وقال مصدر أمني في محافظة الفيوم ان الشرطة ضبطت بحوزة التسعة الذين ألقت القبض عليهم يوم الخميس في المحافظة quot;منشورات وأجهزة كمبيوتر واسطوانات مدمجة عليها مواد تروج لفكر الجماعة المحظورة.quot; وحظرت مصر جماعة الاخوان المسلمين منذ محاولة اغتيال نسبت اليها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 لكن الحكومة تسمح لها بالنشاط في حدود. وتقول الجماعة انها تعمل بالطريق السلمي عبر انتخابات ديمقراطية تدعو الى اقرارها لاقامة حكومة في البلاد تطبق الشريعة الاسلامية.

ويعتبر القاء القبض على عزت والعريان والبر واحتمال تقديمهم لمحاكمة عسكرية تصعيدا جديدا لحملة بدأت بعد انتخابات مجلس الشعب عام 2005 التي فاز فيها أعضاء في الجماعة بنحو خمس مقاعد مجلس الشعب. وشملت الحملة ألوفا من أعضاء الجماعة وظل بعضهم قيد الاحتجاز لفترات طويلة. وتتهم السلطات عزت والعريان والبر بمحاولة اقامة معسكرات تدريب لشن هجمات في البلاد لكن الجماعة تنفي الاتهام. وأجريت اخر محاكمة عسكرية لاعضاء في جماعة الاخوان المسلمين عام 2007 وكان بينهم الرجل الثالث في الجماعة خيرت الشاطر الذي مازال مسجونا ومعه رجل الاعمال الاخواني حسن مالك.

ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات العامة بصفة مستقلين تفاديا للحظر المفروض عليها. ويقول محللون ان الحكومة تحتجز الاعضاء النشطين في الجماعة بين وقت واخر خشية اتساع قاعدة التأييد لها بين الناخبين الى درجة تهدد حكم الرئيس حسني مبارك الذي انتخب لاول مرة عام 1981 . ويمنع الدستور المصري قيام أحزاب على أسس دينية. وتقول الحكومة ان قيام حزب مرخص له للاخوان المسلمين أو غيرهم من النشطاء الاسلاميين من شأنه احداث فتنة في البلاد التي توجد بها أقلية مسيحية كبيرة نسبيا.