بينما أعلن الرئيس اليمني وقفا لإطلاق النار، طالب زعيم المتمردين عبد الملك الحوثيمن انصاره حترام الاتفاق.

صنعاء: اكدت مصادر عسكرية ميدانية ان هدوءا تاما ساد كافة جبهات النزاع بين القوات اليمنية والمتمردين الشيعة في شمال البلاد، غداة اعلان صنعاء وقفا لاطلاق النار.
وذكر مصدر عسكري ميداني ان quot;الهدوء يعم كل الجبهات في صعدة والملاحيظ وحرف سفيانquot; وهي الجبهات الرئيسية الثلاث التي كان تشهد مواجهات شرسة منذ اندلاع آخر جولات النزاع مع الحوثيين في آب/اغسطس 2009.

وقال مصدر عسكري آخر ان الطيران الحربي كان ما يزال يحلق فوق مناطق النزاع حتى سريان وقف اطلاق النار الذي اعلنه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة.

وقد دخل وقف اطلاق النار بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في منطقة صعدة بشمال اليمن حيز التنفيذ عند منتصف الليلة الماضية .

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد اعلن عن التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع الحوثيين بعد مواجهات استمرت 6 سنوات.
وأوعز زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي الى انصاره باحترام الاتفاق وقال انه بعد استقراره ستقوم قواته بفتح الطرق المسدودة وبازالة الحواجز في شمال اليمن.


وجاء في بيان رسمي صدر في ختام اجتماع عقد برئاسة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وضم اعضاء اللجنة الوطنية المكلفة الاشراف على تنفيذ النقاط الست والمؤلفة من اعضاء من مجلسي النواب والشورى quot;قررنا ايقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ابتداء من الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس، وذلك بما من شأنه حقن الدماء واحلال السلام في المنطقة الشمالية الغربيةquot;.
ويأتي هذا الاعلان بعد تسرب معلومات الاربعاء عن ان الاتفاق بات وشيكا لوقف المعارك التي بدأت في الحادي عشر من آب/اغسطس الماضي بين المتمردين الحوثيين الشيعة من جهة والجيش في محافظة صعدة من جهة اخرى.

وتم التوصل الى وقف اطلاق النار بعدما وافق المتمردون على الشروط الستة التي وضعتها السلطات اليمنية.
واضاف البيان الذي بثه التلفزيون اليمني ان quot;ايقاف العمليات العسكرية مرهون بالتزام عبد الملك الحوثي واتباعه بالنقاط الست واليتها التنفيذيةquot;.

ونقل البيان quot;حرص الدولة على حقن الدماء واحلال السلام ومعالجة كافة الآثار المترتبة على تلك الفتنة التي اشعلها الحوثي في المنطقة الشمالية الغربية سواء في الجوانب المادية او الاجتماعيةquot;.
وتتضمن النقاط الست quot;الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرقquot; وquot;الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحليةquot; وquot;اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعوديةquot; وquot;اطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديينquot; وquot;الالتزام بالدستور والنظام والقانونquot;.

كما تشمل quot;الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقةquot;.
من جانبه امر زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في بيان اصدره مساء الخميس انصاره بضرورة الالتزام بوقف اطلاق النار الذي اعلنه الرئيس علي عبد الله صالح.

ففي بيان مقتضب، امر الحوثي المتمردين بوقف المعارك على كل الجبهات في الموعد الذي حددته الحكومة اليمنية، اي منتصف ليل الخميس الجمعة.
واضاف البيان انه سيتم العمل على اعادة فتح الطرق وازالة الحواجز ونقاط المراقبة ما ان يترسخ وقف اطلاق النار.

وتم تشكيل اربع لجان لتطبيق وقف اطلاق النار ميدانيا احداها مخصصة للسهر على تطبيقه على طول الحدود اليمنية مع المملكة السعودية التي كانت خاضت حربا مع المتمردين الحوثيين بعد تسلل متمردين الى اراضيها.

وكانت المعارك اشتدت قبيل التوصل الى وقف اطلاق النار، واعلن مصدر عسكري يمني الخميس ان 12 عسكريا يمنيا و24 متمردا حوثيا قتلوا في معارك طاحنة دارت في محوري حرف سفيان وصعدة في شمال اليمن.
وفي الوقت الذي كانت تدور فيه هذه المعارك اعلن موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع اليمنية الخميس ان جهودا مكثفة تبذل لوقف القتال واعادة السلام الى صعدة.

واضاف الموقع انه سيتم تشكيل quot;لجنة وطنيةquot; تتكون من برلمانيين للاشراف على تطبيق النقاط الست واحلال السلام بمحافظة صعدة.

وتابع الموقع ان اللجنة ستباشر عملها حال اعلان توقف العمليات العسكرية وستشرف على اعادة فتح الطرقات وعودة النازحين الى منازلهم والافراج عن المعتقلين.

وكانت السلطات اليمنية شنت هجوما في الحادي عشر من آب/اغسطس 2009 على المتمردين الحوثيين الشيعة. الا ان المواجهات المسلحة بين الطرفين تعود الى العام 2004 وكانت تتواصل في شكل متقطع واوقعت الاف القتلى وادت الى نزوح نحو 250 الف شخص.