المنامة: دشن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم أكبر نصب تذكاري تم خلاله نحت أسماء أكثر من 300 ألف مواطن بحريني على الصخر ممن صوتوا على مشروع ميثاق العمل الوطني والذي أطلق الملك خلال العهد الجديد من الاصلاح والديموقراطية عام 2001.
وأراد الملك أن يكون الصرح لكل من ساهم بالفكر والعمل في بناء الوطن وإلى جيل المستقبل، حيث يعد صرح الميثاق الوطني من أكبر الصروح الثقافية في المنطقة. ويحسب للبحرين السبق في فكرته ومحتواه الثقافي والتوعوي التعليمي العالي وقيمه العربية والإسلامية الواضحة وتفرده برسائل إنسانية سامية إلى الزوار من جميع الأعمار.
وجاءت فكرة النصب بتوجيه ملكي ليسجل احتفالا خالدا بميثاق العمل الوطني ، ويؤكد وثيقة التأييد التي سجلت المواقف الوطنية لجميع المواطنين والمؤسسات الأهلية والشبابية والثقافية والاجتماعية والعمالية والنسائية الذين عاهدوا القيادة على الوقوف خلفها دفاعاً عن الحق وصوناً لمكتسبات الوطن.
بدأ تصميم ومن ثم إنشاء مبنى الصرح منذ عام 2002 حيث تم تكليف مكتب يوسف داود الصائغ سنة 2002م لإعداد التصاميم وتنفيذ بناء الصرح، كما استغرق التخطيط والإعداد والتصميم والتنفيذ والمراجعة والمتابعة والانتهاء من المحتوى الثقافي التعليمي للصرح أكثر من أربع سنوات استثمرت فيها خلاصات الخبرات البحرينية وأحدث التقنيات العالمية، تحت إدارة وإشراف الأستاذة خولة المهندي مديرة محتوى الصرح،
ويحتل موقع صرح الميثاق الوطني الجزء الشمالي من مقر الصخير والمطل على شارع الزلاق الرئيسي وعلى جهتي شارع مدخل مقر الصخير بمساحة إجمالية قدرها 72.418 متر مربع.
وصمم مبنى الصرح الرئيسي بشكل شبه دائري بمستويين يلتقيان عند صالة المدخل الرئيسي حيث ينطلق المنحنى الأول إلى الأعلى وبنسبة انحدارية حوالي 6% لتشكل الفضاء الرئيسي للمعرض و بمساحة قدرها 2200 متر مربع ليصل إلى ارتفاع 7,20 متر فوق مستوى المخل الرئيسي ثم تعاود الانحدار بنفس الاتجاه لتصل إلى صالة المدخل الرئيسي حيث تكتمل الرحلة خلال فضاءات قاعات العرض الرئيسية.
اما المنحنى الداخلي فهو يشكل الفضاءات المختلفة للمعلم الحضاري ويشمل على مكاتب الإدارة وقاعة المحاضرات التي تتسع ل 200 شخص ومركز تعليم عائلي ومكتبة الكترونية ويمتد إلى الناحية الشمالية ليشمل صالة ترفيهية وكافتيريا وصالة عرض فنية ومحل لبيع الهدايا التذكارية وباقي الخدمات.
كذلك يحيط مبنى الصرح بمدرج دائري مكشوف للاحتفالات الوطنية بسعة 2000 شخص يطل على بركة ماء يتوسطها مسرح وساعة شمسية بارتفاع 65 متر. اما الجدران الخارجية فهي تمتد حول المشروع بشكل شعاعي وأطوال مختلفة لتكون تنظيماً حديثاً فريداً من نوعه.
والمبنى بكامله مكسو بالحجر الطبيعي حيث حفرت عليه أسماء الذين صوتوا للمبثاق وعددهم 220.000. أما سقف المبنى فقد استعمل فيه الرقائق النحاسية حيث تكتسب اللون الأخضر المزرق بعد تأكسدها لتشكل مظهراً متكاملاً ومتوازناً مع الطبيعة المحيطة وشكل المبنى الفريد في كل الأوقات.
التعليقات