على الرغم من الجدل الذي تثيره مسألة انتشار النوادي النسائية في السعودية، باتت المملكة تشهد انتشارًا لافتًا لتلك النوادي وسط إقبال نسائي ملحوظ من أجل تخفيف الوزن والحصول على لياقة بدنية عالية، للتعارف ومناقشة العديد من المواضيع.


أمل إسماعيل من جدة: على الرغم من اختلاف الآراء في المجتمع السعودي المحافظ حول وجود أندية نسائية بحجة مخالفتها لعادات المجتمع وتقاليده من وجهة نظر كثير من المتدينين، إلا أن النوادي النسائية تشهد تزايدًا مضطردًا في كافة المدن السعودية بانتشار سريع وملفت من اجل تخفيف الأوزان والحصول على لياقة بدنية عالية.

وتعتبر ممارسة الرياضة النسائية في السعودية من الأمور الأكثر إثارة للجدل في الدوائر الشرعية والرسمية، إذ أفتى العديد من المشائخ بحرمتها، مثل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان، الذي حرم إنشاء أندية رياضية نسائية أو مشاركتهن فيها، كما اعترض الشيخ عبد الله بن جبرين، على تأسيس الأندية النسائية الخاصة، وقال: quot;لا فائدة للمرأة من مزاولة الرياضة، سواء في المباريات أو بالأجهزة، وإنما عليها أن تتولى أعمال بيتها وخدمة زوجها وحضانة أولادها، وأن تتعلم ما ينفعها، وتترك المشاركة في تلك النوادي ولو كانت خاصة بالنساءquot;.

وهو ما يتوافق مع رأي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام في السعودية الذي صرح في احدى الصحف أن الرياضة والأندية النسائية، هدفها نزع حياء النساء، وربط بين كثرة أعداد العوانس وعمل المرأة.

رنا احمد إحدى المشتركات في تلك النوادي أكدت لـ quot;ايلافquot; أنه إلى الآن لم تجد أي مدربة سعودية وهذا لعدم وجود تخصص التربية البدنية في الجامعات، مثلما هو موجود لدى الرجال، ولانخفاض رواتبهن، وأضافت أنه لا توجد فتاة سعودية تطمح بأن تكون مدربة، ولكننا قد نجد منسقات نوادٍ نسائية أو مشرفات عليها سعوديات.

أما سيدة الأعمال نوف عبدالرحمن فهي تراه مشروعًا ناجحًا من الدرجة الأولى، وفيه حركة اقتصادية كبيرة، على الرغم من أن أسعار تلك النوادي مختلفة من منطقة إلى أخرى، إلى جانب العروض التي تقدمها بعض الأندية النسائية للتنافس، مثلاً ثلاثة أشهر بـِ 1000 ريال، ويعود اختلاف الأسعار إلى ندرة انتشارها، ولعدم تقبل فكرتها من قبل رجال الدين خوفًا على النساء من التصوير الذي يظهر جزءًا من أجساد النساء عند أداء الحركات الرياضية، وهناك أسباب أخرى غير مقنعة.

لكن المهم أنه مشروع مقبول جدًّا من قبل السيدات الباحثات عن الرشاقة واللياقة، وأيضًا هو مكان للحوار والتعارف ومناقشة العديد من المواضيع، فهذا أفضل من أن يتواجدن في الأسواق والمقاهي التي تعرضهن للإزعاج والمضايقات.

وتبقى الرخصة أولى الخطوات وأصعبها لكل سيدة تريد أن تنفذ هذا المشروع ، اذ ان المملكة بحاجة لتوسيع دائرة الرخص المهنية، وتنويع النشاط التجاري النسائي الذي إقتصر على المشاريع الصغيرة كالمشاغل النسائية وغيرها.

بدورها قالت عائشة وهي مدربة مغربية في أحد الأندية الرياضية إن في السعودية التركيز أكبر على الأندية الشبابية لا النسائية، حتى أن الأجهزة التي يستوردونها ليست بالجودة والأهمية نفسهما، كتلك التي يضعونها في نوادي الشباب، فمثلا لو كان جهاز السير معطلاً، وليس بوضع مناسب، فإنهم يتركونه للفتيات الرشيقات ويجعلون الجيدة للسمينات، إضافة إلى عدم تغيير ماء المسبح إلا كل أسبوع ، والاهم من كل هذا عدم وجود عاملات سعوديات متخصصات في هذا المجال.