الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير

العراق... انتخابات مصيريَّة

برغم الإجراءات المشددة التي اتخذتها القوات الأمنية العراقية اليوم، فقد تحدى مسلحون معارضون للأوضاع الجديدة في البلاد عمليات التصويت الخاص التي بدأت صباحا بخمسة انفجارات ضربت أربعة مراكز انتخابية مما أدى إلى مصرع وإصابة 60 مواطنا بينهم عدد من أفراد الشرطة.

لندن:أعلن رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات العراقية الفريق الركن ايدن خالد ان الاف العسكريين الذين لم يجدوا أسماءهم في سجلات التصويت الخاص اليوم وتعذر عليهم الاقتراع اليوم سيسمح لهم بالتصويت الاحد المقبل لدى اجراء الانتخابات العامة بينما تم تمديد فترة التصويت ساعة واحدة في بعض المحافظات نظرا للاقبال الكبير على الاقتراع.

مريض عراقي يدلي بصوته في الاقتراع الخاص

وعلى الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي طبقت اليوم مع بدء عمليات تصويت 800 الف عراقي من العسكريين ونزلاء السجون والمستشفيات فأن ثلاثة انفجارات ضربت ثلاثة مراكز انتخابية في العاصمة بغداد ورابع ضد مركز انتخابي شمال شرق العاصمة وخامس في مدينة الموصل الشمالية.

ففي حي الحرية بضواحي بغداد الشمالية ادى تفجير الى سقوط 5 قتلى واصابة 10 اخرين حيث تم تطويق منطقة الانفجار امنيا.. بينما انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مدرسة في بعقوبة شمال شرق العاصمة تجري فيها عمليات تصويت مما ادى الى وقوع خسائر مادية دون وقوع اصابات بشرية.

اما في منطقة الاعظمية بضواحي بغداد الشمالية فقد فجر انتحاري نفسه وسط مركز انتخابي مما اسفر عن مقتل واصابة 18 مواطنا.. في حين ادى انفجار بمنطقة المنصور الى مقتل واصابة 14 مواطنا بينهم عدد من افراد الشرطة. وفي مدينة الموصل الشمالية ادى تفجير منزل لاحد رؤساء العشائر الى اصابة 13 شخصا.

وفي محافظة الانبار الغربية فقد تم احباط عمليتي تفجير بشاحنتين مفخختين واعتقال سائقيهما احداهما بوسط الرمادي عاصمة المحافظة والاخرى على الجسر الرابط للطريق العام بين العراق وسوريا. وكان زعيم quot;دولة العراق الإسلاميةquot; أبو عمر البغدادي توعد خلال تسجيل صوتي له الشهر الماضي بإفشال الانتخابات التشريعية العراقية.

وقد وضعت هذه الانفجارات القوات الامنية العراقية امام تحد كبير لحفظ الانتخابات التشريعية في عموم البلاد الاحد المقبل والتي ستجري بمشاركة حوالي 19 مليون مواطن.

عسكريون عراقيون أمام أحد مراكز الاقتراع بانتظار التصويت
وفي وقت سابق اليوم قال الفريق خالد في تصريح للصحافيين ان الاف العسكريين الذين حرموا من التصويت اليوم سيسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات التشريعية العامة الاحد المقبل. واشار الى عقبات مازالت تعترض مشاركة عناصر قوات الحدود في الاقتراع الخاص لعدم التمكن من اقامة مراكز انتخابية لهم. وشدد على الحرص على مشاركة جميع المشمولين بالاقتراع الخاص وخاصة العسكريين منهم بالادلاء باصواتهم على اعتبار ان هذا الامر حق دستوري لايستطيع احد حرمانهم منه.

اما مفوضية الانتخابات فقالت انها ستحاول تهيئة مستلزمات تصويت قسم من العسكريين الذين لم يجدوا اسماءهم اليوم عن طريق السماح لهم بالادلاء باصواتهم في اوراق اقتراع في مظاريف مغلقة يتم تدقيقها فيما بعد ومعاقبة اي مصوت يظهر تكراره للتصويت.

وجاء الاجراء الذي اعلنه الفريق خالد بعد ساعات من اعلان الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان الاف العسكريين لم يتمكنوا من الادلاء باصواتهم في التصويت الخاص الذي بدأ اليوم بسبب عدم ارسال المفوضية العليا للانتخابات اسماءهم الى مراكز الاقتراع داعيا رئيسها الى اجراء عاجل لتفادي هذه المشكلة التي اثارت حالة من الارباك والغضب بين صفوف هؤلاء العسكريين الامر الذي دفع المفوضية الى.عقد اجتماع عاجل في محاولة لمعالجة المشكلة.

واضاف اللواء عطا في تصريحات للصحافيين في احد مراكز الاقتراع المخصصة للعسكريين في بغداد ان الالاف من العسكريين لم يستطيعوا المشاركة في التصويت لان اسماءهم لم تظهر في سجل الناخبين. وقال ان وزارة الدفاع كانت قد ارسلت هذه الاسماء الى المفوضية لكن خللا في العمل ادى الى عدم ادراجها في السجلات.

ودعا عطا رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري الى اجراء عاجل لمواجهة هذا الامر وارسال فرق عمل الى المراكز التي لم تظهر فيها الاسماء. مشيرا الى ان حالة من الاستياء تسود صفوف العسكريين الذين لم يستطيعوا التصويت.. وقال انه اسمه هو ايضا لم يظهر في السجلات الامر الذي يعني انه سيحرم من التصويت. واوضح ان اسماء المئات من العسكريين الاخرين لم تظهر اسماءهم في محافظات اخرى.
ومن جانبها اقرت مفوضية الانتخابات بوجود خلل في ورود أسماء ناخبي الاقتراع الخاص في سجلات المفوضية إلا أنها عزت ذلك إلى توجه الناخبين إلى المركز الخطأ وقالت أنها ستعقد اجتماعا عاجلا لمعالجة الأمر.

واشار اللواء عطا الى ان القوات الامنية عثرت اليوم على مخبأ كبير للاسلحة واعتقلت اشخاصا كانوا يعدون لتفجيرات ضد عمليات التصويت موضحا انه تم خلال الايام القليلة الماضية ونتيجة الضربات الاستباقية التي قامت بها القوات الامنية العثور على 10 مخابئ للاسلحة واعتقال العديد من الاشخاص. ونفى فرض حظر التجوال اليوم في اي مدينة عراقية موضحا ان عمليات التصويت الخاص لم تستدع فرض هذا الاجراء. وتظهر لقطات تعرضها قنوات عراقية صفوفا طويلة من العسكريين من مختلف محافظات البلاد وهم بأنتظار دورهم في ممارسة حقهم الانتخابي.

وفيما عطل العراق رسميا اليوم الخميس وحتى الاثنين المقبل لتهيئة ظروف آمنة لاجراء الانتخابات التشريعية العامة فقد بدأت في عموم البلاد صباحا عمليات التصويت الخاص بمشاركة 800 الف مقترع من رجال القوات الامنية والمعتقلين ونزلاء ومنتسبي المستشفيات بينما اكد وزير الداخلية جواد البولاني في تصريح مكتوب الى quot;ايلافquot; حياد اجهزة وزارته ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الكيانات المتنافسة داعيا اياها الى الأبتعاد عن المضاربات الانتخابية التي تؤثر على اختيارات الناخب وتعكر الاجواء السياسية والامنية.

وبدءا من الساعة الثامنة بتوقيت بغداد (5 غ صباحا) فتح 459 مركزا انتخابيا تضم 1742 محطة اقتراع ابوابها في محافظات العراق الثمان عشرة في حين ستغلق صناديق الاقتراع عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي (3 غ مساء) بعد ان تكون عمليات الاقتراع قد استمرت 10 ساعات.

واكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في تصريح صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه قبيل بدء الاقتراع صباح اليوم ان اجهزة وزارته quot;حريصة على توفير مناخ امني مثالي يطمئن فيه المواطن على سلامة حياته ويضمن به الادلاء بصوته بحرية تامةquot;. واعلن اطلاق الخطة الامنية الخاصة بالانتخابات االتي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات برئاسة الفريق ايدن قادر خالد وكيل الوزارة لشؤون الشرطة.

وقال quot;مع البدء بالعد التنازلي لأجراء اكبر ممارسة ديموقراطية تتثمل بأختيار ابناء الشعب العراقي لممثليهم بالمجلس النيابي في دورته الثانية تدخل الاستعدادات الامنية التي بدأتها وزارة الداخلية منذ فترة طويلة بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى حيز التنفيذ من خلال اطلاق الخطة التي وضعتها اللجنة برئاسة خالد الذي سبق له ان ترأس اللجنة الامنية العليا لأنتخابات مجالس المحافظات منتصف العام الماضي بنجاح منقطع النظير وصلت به العملية الانتخابية الى بر الامانquot;.

واشار الى ان وزارة الداخلية تجد من خلال تنفيذها للاجراءات التي تحقق الامن تشعر ان مسؤوليتها ستكون كبيرة ومضاعفة الى حين انتهاء الانتخابات quot;وفق الخطط الامنية المرسومة ما يتطلب منها تكريس جميع الجهود والتركيز على انجاح هذه المهمة وفقا لما منوط بها من التزامات وواجبات ضمن اطار عمل اللجنة الامنية العليا للأنتخابات امنيا واعلامياquot;.

وشدد على ان الداخلية quot;غير ملزمة بالقيام بمهام غيرها او حتى الادلاء بتصريحات صحافية نيابة عن الغير كما انها تنأى بنفسها بعيدا عن اي مضاربات انتخابية على شاكلة اصدار اوامر القاء قبض على هذه الجهة او تلك والتي هي كما معروف من صلب عمل الجهات القضائيةquot;.

وقال البولاني quot; ان وزارة الداخلية تنتهز هذه الفرصة لتعرب لجميع ابناء الشعب العراقي عن موقفها الواضح والصريح والمتمثل بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية فهي في الوقت ذاته تحث هذه الكتل على الأبتعاد عن المضاربات الانتخابية التي من شأنها تلبيد سماء الانتخابات بسحب داكنة قد تحجب الرؤيا الواضحة عن المواطن بهدف التأثير على اختياراته ما يلقي بظلال سلبية على العملية الانتخابية وبالتالي يقود الى التأثير على الوضعين السياسي والامنيquot;.

ويشارك في تصويت اليوم الذي يعتبر المرحلة الاولى من الانتخابات العامة 800 الف عراقي من العسكريين وقوى الأمن الداخلي في الجيش والشرطة والمحتجزين في السجون الذين لم يحكم عليهم بعد والمحتجزين المحكوم عليهم بأقل من خمس سنوات والمرضى في المستشفيات التي يزيد عدد الأسرة فيها على 100 سرير والموظفين العاملين في المستشفيات وفي المؤسسات الحكومية في المنطقة الدولية quot;الخضراءquot; في بغداد الذين سيعملون يوم الانتخابات.

فيما ستجرى الانتخابات للعراقيين في الخارج بدءا من غد الجمعة وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية تسبق عملية التصويت العام الاحد المقبل. واعلنت مفوضية الانتخابات في نداء عاجل تسلمت quot;ايلافquot; نسخة إنهاء الحملات الانتخابية خارج العراق قبل 24 ساعة من الاقتراع. ودعت الكيانات السياسية والائتلافات والمرشحين إلى ضرورة الالتزام بإيقاف نشاطاتهم الخاصة بالدعاية الانتخابية اعتباراً من الساعة السابعة من صباح اليوم الخميس وبحسب التوقيت المحلي للدولة التي تقام فيها الانتخابات.

وقال عضو المفوضية العليا للانتخابات قاسم العبودي أن المفوضية تعمل منذ اشهر على إكمال الاستعدادات في المراكز الانتخابية للتصويت الخاص لمنع حصول خروقات في العملية الانتخابية الخاصة.

مؤكدا أن المفوضية لن تتردد في إلغاء أصوات الناخبين إذا حصلت خروق في المراكز الانتخابية لهذا التصويت. وأعرب عن quot;مخاوفه من حصول بعض الخروق في الانتخابات بسبب استخدام القائمة المفتوحة للمرة الاولى في الانتخابات. وقال ان نتائج الانتخابات ستتأخر بسبب اصوات المهجرين داخليا والمقيمين خارج العراق الذين سيدلون باصواتهم في 16 دولة عربية واجنبية.

من جانبه اشار رئيس اللجنة الأمنية المكلفة بحماية الانتخابات العراقية الفريق أيدن خالد انه سيتم السماح لمنتسبي الأجهزة الأمنية باستخدام العجلات العسكرية في التنقل للوصول إلى مراكز التصويت الخاص.

ودعا خالد quot;منتسبي الأجهزة الأمنية إلى عدم التجمهر أمام المراكز الانتخابية اليوم وعدم التزاحم في الصفوف.. مشددا على أن المفوضية لن تسمح لأي منتسب في الأجهزة الأمنية بالتصويت إذا لم يتوفر اسمه في السجل الانتخابي. واوضح ان عشر ساعات من التصويت ستكون كافية لادلاء جميع مصوتي الانتخاب الخاص باصواتهم.

واضاف خالد انه سيتم بدءا من الساعة الثانية عشر من منتصف ليل السبت المقبل اغلاق الحدود البرية والبحرية والاجواء والمطارات حتى الساعة الخامسة من صباح الاثنين اي اليوم التالي للانتخابات موضحا ان مداخل ومخارج المحافظات العراقية الثمانية عشر ستغلق كذلك ولكن من الساعة العاشرة من ليل السبت المقبل وحتى الخامسة من صباح الاثنين التالي.

كما سيتم منع التجوال الليلي من الساعة العاشرة ليلا حتى الخامسة صباحا للايام 6 و 7 و 8 من الشهر الحالي اضافة الى منع حركة المركبات التي تزيد حمولتها على طن واحد وكذلك المركبات التي تجرها الحيوانات والدراجات في يوم الاقتراع. وستستخدم القوات ونقاط التفتيش اجهزة كشف المتفجرات والكلاب المدربة الى جانب التفتيش اليدوي لمعالجة أية ثغرة من الممكن ان تستغلها العناصر الارهابية لتنفيذ عملياتها.

وبالتزامن مع بدء التصويت الخاص فقد دخل العراق الرسمي اليوم الخميس عطلة رسمية تستمر خمسة أيام وحتى الاثنين المقبل حيث ستعود الحياة الرسمية الى عادتها بدءا من الثلاثاء. وجرى تعطيل الدوام الرسمي في الادارات ومرافق التعليم والقطاعين العام والخاص كما تعطلت الصحف عن الصدور.

وعلى المستوى نفسه فقد اعلنت المفوضية العليا للانتخابات ان عدد الناخبين العراقيين الذي يسمح لهم بالتصويت بلغ حوالي 18 مليونا و600 الف ناخب فيما بلغ عدد المرشحين 6292 مرشحا من بينهم 1813 امرأة .

واضافت في بيان ان عدد المراقبين الدوليين بلغ 1447 مراقبا ومراقبي الكيانات السياسية 273 الفا بينما بلغ عدد الاعلاميين العرب والاجانب نحو 700اعلامي وعدد المنظمات المشرفة على الانتخابات 351 منظمة. اما بالنسبة لانتخابات الخارج فانها ستجري في 16 دولة موزعة فيها 119 مركزا انتخابيا وسيكون عدد المحطات 764 محطة وعدد موظفي الاقتراع الذين سيشاركون في ادارة العملية الانتخابية المقبلة 300 الف موظف.

واوضحت ان المفوضية استعانت في هذه الانتخابات ببعض مؤسسات الدولة مثل هيئة النزاهة وغيرها من الهيئات الرقابية لانجاح الانتخابات. وحول مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة توقعت ان تكون مشاركتها في الانتخابات المقبلة بنسبة 25% من اعداد المرشحين على الاقل.

وتجري الانتخابات التشريعية العراقية الاحد المقبل من خلال 64 الف محطة اقتراع حيث سيكون هناك حوالي 6200 مرشح سيتنافسون على 325 مقعدا نيابيا. وسينتشر 500 مراقب دولي س في انحاء العراق اضافة الى 250 ألف مراقب محلي للتأكد من التزام الجميع بالقواعد الانتخابية. وسيبدأ الصمت الدعائي قبل 24 ساعة من التصويت العام اي في السابعة من صباح السبت المقبل.