عشية فتح مراكز الاقتراع، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تزوير الانتخابات وخاصة من وقوع اعمال شغب بعد الاعلان عن النتائج.ومساء السبت اتخذ العراق تدابير امنية تضمنت اغلاق الأجواء والحدود البحرية والبرية من اجل حماية المراكز الانتخابية والناخبين يوم الاقتراع.
التحضيرات على قدم وساق في العراق ليوم الانتخابات |
لندن: اغلق العراق ليلة السبت أجواءه وحدوده البرية والبحرية وفرض حظرا على تجوال المركبات واغلق منافذ ومخارج محافظاته الثمانية عشر استعدادا للانتخابات التشريعية التي تبدأ صباح الاحد بينما عبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن مخاوف من تزوير الانتخابات ووقوع اعمال شغب بعد ظهور نتائجها .. في وقت شهد مركز الاقتراع في لندن عصرا اشتباكات بين انصار التحالف الكردستاني ومؤيدي حركة التغيير المعارضة مما دفع لاغلاقه قبل الوقت المحدد بساعة.
وتم فرض حظر لتجوال المركبات اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء يوم السبت (7 غ) وحتى الساعة الخامسة (2 غ) من صباح الاثنين المقبل. كما اغلقت الحدود والمطارات اعتبارا من منتصف الليلة بالتوقيت المحلي (9 غ مساء) وحتى الساعة الخامسة من فجر يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان هذه الاجراءات تهدف الى حماية المراكز الانتخابية والناخبين يوم التصويت العام.
واضاف ان قيادة عمليات بغداد اخذت جميع الاحتياطات وكل الاحتمالات quot;اذ سيحاول اعداء العراق استخدام كل ما يستطيعون وما اتيحت لهم الفرصة لاستغلال أية ثغرة امنية quot;. واشار الى ان عمليات بغداد اكدت ضرورة التعامل بحزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على امن الناخبين . واكد وجود انتشار مكثف للقوات الامنية في جميع مناطق بغداد حيث تمكنت القوات الامنية في اليومين الماضيين من ضبط 4 احزمة ناسفة كما تمكنت من ضبط 3 احزمة ناسفة بحوزة انتحاري في منطقة ابو غريب. واوضح ان دور القوات الأميركية سيكون مساندا اذا تطلب الأمر.
واشار عطا الى ان مجموع المراكز الانتخابية التي سيسمح للصحافيين تغطيتها في العاصمة تبلغ 70 مركزا موزعة بواقع 40 مركزا في جانب الكرخ و30 في جانب الرصافة حيث سيسمح لوسائل الأعلام التي حصلت على تخويل من مفوضية الانتخابات بتغطية عملية الاقتراع. وقال ان quot;لدينا معلومات عن وجود مخططات تهدف لاجهاض العملية الانتخابية لكن يقظة اجهزتنا الامنية ستبطل جميع المخططات الارهابيةquot; . واضاف quot;ان اجهزتنا الامنية ستنجح بحماية العملية الانتخابية سواء كانت المراكز او الناخبين او المرشحين رغم وجود المحاولات للتأثير على هذه العملية quot; مشيرا الى وجود جهود تبذل من اجل زعزعة الأمن يوم الاقتراع العام.ولم يستبعد عطا وجود دعم اقليمي للتأثير على الانتخابات العراقية امنيا.
وقد عثرت القوات الامنية في ابو غريب على العديد من المنشورات والأقراص المدمجة تحذر من المشاركة في الانتخابات . وقام مجهولون بالقاء المئات من المنشورات والأقراص المدمجة في مناطق الحمدانية وأبو منصير وخان ضاري والنصر والسلام التي تهدد من مغبة المشاركة في الانتخابات وهي تحمل اسم دولة العراق الإسلامية الامر الذي خلق اجواء امنية متوترة .
عسكريون عراقيون على الحدود مع ايران |
وكان تنظيم القاعدة في العراق قد اعلن فرض quot;حظر التجولquot; الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات، كما افاد موقع quot;سايتquot; الاميركي لرصد المواقع الاسلامية. وذكر الموقع ان رسالة لتنظيم القاعدة نشرت على موقع اسلامي على الانترنت تقول ان quot;دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في جميع انحاء العراق وخاصة في المناطق السنيةquot;. واضافت quot;لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الامر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر التجولquot;. وحذرت دولة العراق الاسلامية، فرع القاعدة في البلاد، من يخرق حظر التجول هذا بانه quot;يعرض نفسه للاسف لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدينquot;.
وسيشارك حوالي مليون شرطي وجندي وعنصر استخباري في حماية امن الانتخابات العراقية من خلال نصف مليون شرطي وافراد 14 فرقة عسكرية من الجيش العراقي يبلغ تعدادهم نحو 400 الف اضافة الى مئات من عناصر الاستخبارات في محافظات العراق الثمانية عشر لحماية 18 مليون و600 الف مواطن يحق لهم التصويت اضافة الى عشرات الالاف من المرشحين والمراقبين والاعلاميين .
وستكون مهمة نقل صناديق الاقتراع من المحافظات الى محطات العد والفرز في العاصمة بغداد من ضمن مهام مفوضية الانتخابات وستشترك معها اربع جهات من القوات الامنية بينها القوات المشتركة العراقية الاميركية وقوات من الجيش والشرطة اضافة الى القوة الجوية العراقية التي ستتابع هذه العملية في المناطق البعيدة وذلك بمراقبة واشراف مراقبي الكيانات السياسية .
وتشمل الحماية الامنية مواد الانتخابات ومراكز الاقتراع التي يبلغ عددها اكثر من 8 الاف مركز وسيكون هناك اكثر من طوق امني سيشكل حول مراكز الانتخابات الاول سيكون من قبل الشرطة والثاني من قبل الجيش العراقي كذلك ستنشر عناصر استخباراتية حول المراكز الامنية وداخلها لحماية الانتخابات من التزوير اما عمل عناصر الاستخبارات فسيكون لرصد تحركات الارهابيين ومراقبة العاملين في المراكز للحيلولة دون تزوير العملية الانتخابية .
الصدر يخشى التزوير وسيتحالف مع من يريد quot;إخراج المحتلquot;
ابرز المرشحين للانتخابات |
قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ليلة السبت إن لديه مخاوف حقيقة من تزوير الانتخابات البرلمانية داعيا في الوقت نفسه إلى انتخاب من اسماهم quot;المخلصينquot; للشعب العراقي.
وأوضح الصدر في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران انه يتوقع quot;تزوير الانتخاباتquot; من قبل جهات سياسية معينة بالتعاون مع من اسماه quot;الاحتلال الأميركيquot; مشيرا في الوقت نفسه إلى أن quot;حصول التزوير لا يبرر القيام بأعمال عنف كوسيلة للاعتراض على نتائج الانتخاباتquot;.
وكشف الصدر أن لديه quot;معلومات عن احتمال حصول أعمال شغب وعنف عقب الفترة التي تلي إجراء الانتخابات البرلمانية احتجاجا على نتائجهاquot; كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز من طهران وقال إن quot;على جميع الجهات السياسية الاعتراض عبر التظاهر السلمي كوسيلة للاحتجاج تؤمن سلامة الشعب العراقيquot;.
ودعا الشعب العراقي إلى انتخاب من وصفهم quot;المخلصين للشعب العراقيquot; مشددا على ضرورة عمل الأحزاب العراقية من اجل quot;خدمة العراقيين جميعا من دون أي تمييز طائفيquot;. ونفى الصدر الأنباء التي تحدثت عن دعمه لوزير الداخلية العراقية جواد البولاني لتسلم رئاسة الحكومة العراقية المقبلة مؤكدا ان quot;اختيار رئيس الوزراء في العراق يتم عبر التحالفات بين القوائم الفائزة في الانتخاباتquot;.
وأبدى الصدر استعداده للتعاون مع اي جهة quot;تقف بوجه الاحتلال وتعمل على إنقاذ الشعب العراقي من الدمار الذي خلفهquot; وقال أن مسألة تعيين رؤساء الحكومات ليست بيد أحد إنما quot;الشعب العراقي هو من يختار الشخص والكيان الذي يطبق مفاهيم الإسلام والمفاهيم العراقية والذي يخدمهquot;.
وعبر الصدر عن ارتياحه quot;لإخراج البعثيين من العملية السياسيةquot; واستدرك بالقول إن quot;البعثيين حتى لو سمح لهم أن يدخلوا العملية السياسية فإن الشعب العراقي لن ينتخبهمquot;.
وكانت تقارير عاجلة اشارت في وقت سابق اليوم الى ان الصدر قد رشح رئيس ائتلاف وحدة العراق وزير الداخلية جواد البولاني رئيسا للحكومة الجديدة، وسارع المتحدث باسم التيار صلاح العبيدي الى نفي ذلك.
وقالت قناتا العربية والعراقية في انباء عاجلة ان الصدر رشح خلال مؤتمر صحافي بمدينة قم الايرانية البولاني لتولي الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية التي تجري غدا . لكن المتحدث باسم التيار صلاح العبيدي سارع الى نفي هذه التقارير وقال في تصريحات من مدينة النجف إن quot;الانباء التي تحدثت عن دعم الصدر لرئيس قائمة وحدة العراق جواد البولاني لشغل منصب رئيس الحكومة الجديد هي أنباء عارية عن الصحةquot;.
وأضاف العبيدي أن quot;الصدر لم يرشح أي شخص ليكون رئيسا للحكومة العراقية الجديدةquot; معتبرا في تصريح لوكالة السومرية نيوز هذه الإنباء quot;مماحكات إعلامية ومحاولة للتشويش على الناخبين الصدريينquot;.
وكان الصدر دعا العراقيين في بيان امس الى المشاركة الواسعة في الانتخابات معتبرا ذلك نوعا من المقاومة السياسية . يذكر أن قادة في الائتلاف الوطني العراقي الذي يعتبر التيار الصدري احد مكوناته اكدوا اخيرا وجود مذكرة اعتقال وقعها رئيس الحكومة نوري المالكي ضد مقتدى الصدر الذي يعيش حالياً في إيران في حال دخل إلى الأراضي العراقية على خلفية اتهامه بقتل رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف في العاشر من شهر نيسان (ابريل) عام 2003 ونفتها الحكومة لكن التيار الصدري أصر على اتهام رئاسة الحكومة بالوقوف وراء نشر تلك الأنباء.
معروف ان ائتلاف وحدة العراق يضم 38 كيانا سياسيا شكله البولاني ويرفع شعارا وطنيا عاما عابرا للطائفية. وانضم الى البولاني وهو شيعي عدد من الشخصيات السنية امثال أحمد ابو ريشة وهو زعيم عشائري سني من محافظة الانبار رأس مؤتمر الصحوات بعد اغتيال اخيه و رعد مولود مخلص رئيس تجمع من اجل العراق واحمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني ورئيس البرلمان السابق محمود المشهداني ووزير الدفاع الاسبق سعدون الدليمي.
ويؤكد الائتلاف انه يقدم مشروعا وطنيا يؤمن بأن العراق بحاجة الى الالفة والتسامح ودرء المخاطر التي يتعرض لها الشعب العراقي ويصف اعضاءه بانهم quot;شخصيات وطنية وليبراليةquot;.
إشتباكات بين انصار التحالف الكردستاني ومؤيدي حركة التغيير المعارضة
شهد مركز الانتخابات العراقية في لندن عصر اليوم اشتباكات داخل المركز بين مؤيدي التحالف الكردستاني وانصار حركة التغيير المعارضة .
وشهد المركز جدلا بين الفريقين تحول الى اشتباكات وتبادل لكمات مما ادى الى اغلاق المركز قبل ساعة من الوقت المحدد السادسة مساء . ويشهد المكزان الانتخابيان في لندن منذ امس لدى بدء الاقتراع حضورا مكثفا للاكراد العراقيين الذين كانوا يرفعون اعلام اقليم كردستان ويرددون شعارات باللغة الكردية . ويبدو ان هذه الاشتبكات هي امتداد لصدامات شهدتها مدن الاقليم الشمالي العراقي بين مؤيدي الفصيلين خلال الايام الماضية من الحملة الانتخابية الامر الذي ارغم السلطات هناك الى وقف الحملات الانتخابية ليلا للسيطرة على الاوضاع الامنية .
ويضم التحالف الكردستاني مجموعة من القوى الكردية يتقدمها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فيما يتزعم حركة التغيير القيادي المنشق عن الاتحاد الوطني نوشيروان مصطفى حيث دخل الفريقان الانتخابات بقائمتنين منفصلتين .
وفتحت مفوضية الانتخابات العراقية اربعة مراكز انتخابية في بريطانيا اثنين منهما في لندن وثالث في مانشستر ورابع في برمنغهام لسح المجال امام تصويت حوالي مائة الف عراقي يقيمون في هذا البلد .
وكان المركزان الانتخابيان في لندن شهدا مشادات كلامية امس لدى بدء الاقتراع بين ممثلي الكيانات المتنافسة ومسؤولي مفوضية الانتخابات على خلفية مطالبتهم بتغيير شروط الاقتراع والسماح للافراد الذين يحملون وثيقتين بريطانيتين بالتصويت من دون الحاجة الى وثيقة عراقية رسمية كما تشترط المفوضية .
وعبر رئيس المنتدى العراقي في بريطانيا عبد الاله توفيق عن قلقه الشديد بسبب الاجراءات التي اتخذها مكتب المفوضية الانتخابية في لندن والتي اثارت غضب واستياء الناخبين. وقال ان quot;اشتراط مركز المفوضية تقديم الوثائق لإثبات هوية الناخبين وتعذر جصولهم عليها يحرم آلاف الناخبين من ممارسة حقهم الدستوري والديمقراطي في الإدلاء بأصواتهمquot;. وطالب مجلس المفوضية العليا للانتخابات quot;بالتدخل فوراً وتصحيح هذا الخلل الفاضح بأسرع ما يمكن وبخلافه ستكون العملية الانتخابية في الخارج وفي بريطانيا بالذات مشكوكاً في مصداقيتها وشفافيتها.. لكن المفوضية رفضت ذلك واصرت على الالتزام بشروطها للتصويت.
التعليقات