تجمعت لدى quot;إيلافquot; معلومات حصريَّة على درجة عالية من الخطورة، استقتها من مصادر خليجية وأميركية وإسرائيلية، تقلب صورة اغتيال محمود المبحوح رأساً على عقب. فما بدا طوال الأسابيع السبعة الفائتة أنَّه عملية اغتيال كلاسيكية نجحت في تصفية القيادي في حماس لكنها مرغت أنف الموساد في الوحل، اتضح أخيراً أنَّها عملية أكثر تعقيداً بكثير، وأنَّها كانت ترمي إلى توجيه رسائل إنذار علنية ومكشوفة إلى أكثر من طرف، وفي طليعتها بلدان خليجيَّة.

خاص بـquot;إيلافquot;
الحلقة الأولى:
تصفية المبحوح إنذار إسرائيلي أوّل إلى دول الخليج

وفي معلومات quot;إيلافquot; أنَّ عملية الاغتيال كانت بمثابة علبة بريد مليئة بالرسائل المفخخة، دبرها quot;موساديونquot; بعلم الموساد او من خلف ظهره، وتكفلت الخارجية الأميركية بنقل بعضها إلى من يهمهم الأمر.
ماذا في معلومات إيلاف؟ وما سرّ الطائرة الشراعيَّة التي حلّقت فوق منزل ضاحي خلفان؟ ولماذا سلك بعض منفذي عملية الاغتيال طريق إيران عند خروجهم من دبي؟ وماذا حدث بالضبط ولماذا؟

سيف الصانع وسالم جمعة ويوسف الهزاع وآلان غرونز

تؤكّد مصادر خليجيَّة عليا لـ quot;إيلافquot; إنَّها تراقب باهتمام بالغ ما يجري على أرض التطورات الأمنيَّة والسياسيَّة تحت جداريَّة ما تسميه quot;أزمة ضاحي خلفان والموسادquot;. وتقول شخصية خليجيَّة نافذة إنَّ قوى في الخليج لا ترى أن التصعيد في هذه القضية سيخدم مجريات التحقيقات بعد أن تحولت إلى وسائل الإعلام، في حين أنها قضيَّة خطيرة ويجب أن يكون للجهود القانونيَّة والسياسية النصيب الأكبر في إيجاد الحلول لها.


ملفات إيلاف:
اغتيال المبحوح
دبي تقهر الموساد

وتقول الشخصية المسؤولة لـ إيلاف إنَّه لا يعتقد بأنَّ الجهات العليا في دولة الإمارات قد استشيرت في مسألة التصعيد الإعلامي التي يقوم بها مدير شرطة دبي، خشية تحولها إلى نتائج لا قِبَلَ لدول الخليج بتحملها من جهاز أمني غير آبه بالمعطيات السياسيَّة وضارب بالشرعية الدولية عرض الحائط. وتستذكر الشخصيَّة التي تحدّثت الى إيلاف العمليَّات الاستراتيجيَّة الثلاث التي نفذها جهاز الموساد خلال فترة وجيزة في الأراضي السورية كما يشاء من دون رادع، وهي ضرب المفاعل السوري ثم اغتيال عماد مغنيه وبعدها تصفية رئيس هيئة الطاقة النووية السورية عام 2008.

صورة وزعتها واشنطن عام 2008 لمفاعل نووي سوري بعد ان كانت اسرائيل قصفت موقع قيل أنه منشأة نووية.

ويضيف المسؤول أنَّ دول الخليج مفتوحة النوافذ والأجواء، وليست في حاجة إلى مزيد من المشاكل الأمنية وقضاياها الاقتصادية، مذكراً بأن الخليج ليس في حاجة لضلع ثالث يكمل ضلعي حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وأحمدي نجاد، الرئيس الإيراني، من حيث اللعب على وتر الغوغاء وتسويق القضايا على حساب المخرجات الأهم، وهي في حالة دبي دقيقة جداً للبلد الاقتصادي والسياحي المفتوح والواعد.

وأشارت هذه الشخصية التي تتزعم تياراً لا يستهان به داخل الخليج إلى أنَّ نجاح شرطة دبي شيء جيد وعمل لا يمكن التقليل من أهميَّته، لكن الأجدى هو جعل إسرائيل في مواجهة مع الدول ذات العلاقة التي لعب الموساد بوثائقها، على أن يبقى دور الأمن الخليجي هو تعزيز التحالف مع الدول المتضررة حيث أنَّها هي الأقوى والأقدر علي التعامل مع إسرائيل.

وأخذت مصادر أخرى على الفريق خلفان حديثه عن مذكرات الجلب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن طالب برأس زعيم الموساد مائير داغان، رغم أنَّ الجهات الأمنيَّة الإسرائيلية رفضت مبدأ التعاون حتى مع الدول التي استخدمت جوازات سفر باسمها لاستدعاء مواطنيها، بل وقالت تل أبيب عبر وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان إنَّها تعرف قواعد اللعبة وتتعامل مع مسائل استخباراتها بحذر، حيث قال الوزير لبريطانيا quot;أعتقد أنها تدرك أن إسرائيل بلد مسؤول، وأن نشاط أمننا يتم طبقاً لقواعد لعبة واضحة وحذرة ومسؤولة للغاية. بالتالي ليس لدينا ما يدعو إلى القلقquot;.

ضاحي خلفان يحضر الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أعمال الأمن الدولي ودرء المخاطر في أبو ظبي- 1 مارس 2010

وتمنت تلك المصادر أن تعود اللغة الخليجية إلى سابق عهدها في التعامل المتعقل مع هذه القضية الشائكة، وترك هذه اللغة لعواصم جارة وشقيقة تستطيع المناورة سياسياً مع الطرف القوي والشريك الآخر، وهي الدول التي تعرضت جوازات مواطنيها للانتهاك في وضح نهار دبي، تماماً كما انتهكت أمتار قليلة فوق منزل خلفان بعد أيام من تصريحاته المكثفة ضد الموساد، حين حلقت طائرة شراعية صغيرة على متنها مجري وبريطانيين بتصريح طيران مزور، قال عنه المجري إنه لم يزوره بل استخدمه كـ quot;نموذجquot;، ورغم ذلك خرج الثلاثة جميعاً من باب المحكمة ببراءتين وغرامة.