يراود الحنين، بين الفينة والأخرى، فئات منالإسبان إلى مدن مغربية استوطنوها وعاشوا بين أهلها، خلال فترة احتلال بلادهملشمال وجزء من أقصى جنوب البلاد، فيقررون استعادة الذكريات بعدة وسائل من بينها تنظيم معارض.

الرباط:يقام حاليا فيمنطقة quot;أفيلاquot;معرض عن مدينة quot;سيدي إيفنيquot; لاسترجاع الذكرياتوإحياء العاداتالتي حملوهاأو احتفظوا بها، منالمدينة المطلة علىالمحيط الأطلسي والتي لا يفصلها إلا الماءعنشواطئ الأرخبيل الكناري. ومنحت إسبانياالمغرب استقلاله، على غرار فرنسا، عام 1956 إثر مفاوضاتبين الجنرال فرانكو والملك الراحل محمد الخامس، جد العاهل المغربي، ولمتكن المفاوضات عسيرة مثلما كانت مع فرنسا، لكنها أصرت على الاحتفاظ ببعض المناطق في جنوب البلاد بينها quot;سيدي إيفنيquot; التي لم يستعدها المغرب إلا عام 1969.

وأشرفت على تنظيم المعرض الذي يحمل شعار quot; إيفني في الذاكرة quot; جمعية quot;أصدقاء إيفنيquot; بهدف صيانةالتاريخ الذي خلفوهفيها حيث عاش فيهاما يقارب 16 ألف إسباني، خلال عقود أربعة أي منذ عام 1958على اعتبار أنهامحافظةإسبانية حتى تم الجلاءعام 1969.

ويقول أحد المنظمين للمعرض لوكالة quot;إيفيquot; شبه الرسمية، إن الأجيال الحالية لا تعرف شيئا عن الفترة التي أمضاها أسلافهم في المدينةالتي كانت رمزا للتعايش بين الثقافات والديانات. مضيفا أنquot;سيدي إيفنيquot; التي وصلها القائد العسكري العقيد quot;الكباثquot; المشهور بين المغاربة باسم quot;الكباصquot; عام 1934، تحولت مع مرور الوقت إلى مدينة جميلة ذاتالمعمار من الطرازالكولونيالي، لكنالكثيرمنمبانيالمدينة تعرض للإهمال بعد مغادرةالإسبان لها، وتهدمترغم قيمتها التاريخية والمعمارية .

ويضم المعرض الذي يستمر لغاية 28 من الشهر الجاري، بأفيلا،صوراعن أطوار ومعالم المدينة إضافة إلى لوحات تشرح تاريخها وتحولها ، فضلا عن أخرى لمراسيم وقوانين أصدرتها السلطات الاستعمارية لها صلة بوجودها في، سيدي إيفني،خاصة وأنها كانت تعتبر موقعا عسكريا ذا أهمية إستراتيجية وبإقامة المعرض يكون قد جرىالاحتفال بالذكرى 75 لوصول العقيد quot;الكباثquot; إلى المدينة ومرور 40 سنة على استعادتها من طرف المغرب.

وتأسست جمعية quot;أصدقاء إيفنيquot; عام 2003. بغاية إشاعة الثقافة والعاداتالمحمولة من المدينة . وتضم الجمعية حاليا 341 شريكا، ستعقد على هامش المعرض جمعها السنوي السابع حيث من المتوقع أن يحضره80 مندوبا، أغلبهم من سكان،إيفني، خلال الفترة الاستعمارية. إلى ذلك ليست، مدينة إيفني، وحدهاالتيأيقظت الحنين إلىالماضي الإسبانيفي المغرب،بل أسستجمعيات أخرى ذات أهداف مماثلةتحمل أسماء بعض مدن الشمال مثل تطوانوالعرائش وشفشاون والقصر الكبير، كما أن بعض المشاهيرمن كتابوصاغيين رجال أعمالإسبان، دونوا ذكرياتهم فيالمغرب فيكتب، نشروها في بلادهم.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنالمدينة، ظلت تعاني من التهميش وإهمال السلطات المركزية المغربية،إلى أن اندلعت فيها قبل سنتين اضطرابات اجتماعية عنيفة ، تسببت في خسائر اقتصادية ، وأوفدت السلطات تحت ضغط الرأي العام، لجنة تقصي برلمانية في الأحداث . ومن المفارقات أنالسكان المحتجين كانوا يطالبون بأشياء معقولةمثلانفراد المدينةبمقر محافظة، تحررها من التبعية الإدارية للمحافظة البعيدة عنها. وقد استجاب العاهل المغربي لذلك المطلب كما انطلقت مشاريع اقتصادية بالمدينة التي انتخبت مجلسا بلديا أغلب أعضائه من المجموعة التي أشرفت على تنظيم الاحتجاجات الاجتماعية .