الوزير الشيخ أحمد العبدالله (يمين) النائب على الدقباسي

يقف وزير الإعلام الكويتي اليوم على منصة الإستجواب ليواجه خامس إستجواب يوجّه إلى وزير إعلام كويتي طيلة العقود الماضية من الممارسة البرلمانيّة في الكويت، وذلك على خلفية قضايا متعدّدة أبرزها أداء الوزير الشيخ أحمد العبدالله في وزارة الإعلام التي يتولّاها الى جانب وزارة النفظ. إلا أن الثابت حتى الآن من مواقف حكومية هو مجابهة الإستجواب، ومساندة الوزير، علمًا أن الشيخ العبدالله كان قد إستجوب قبل 3 سنوات، وآل إستجوابه إلى طرح الثقة.

الكويت: وسط توقعات بعبوره يصعد اليوم وزير الإعلام وزير النفط الشيخ أحمد العبدالله الصباح منصة الإستجواب بمجلس الأمة لتفنيد محاورالإستجواب المقدم من النائب على الدقباسي بالإتفاق مع بعض الكتل السياسية داخل المجلس.

وتحدد نتيجة استجواب اليوم مستقبل العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى حد بعيد، ما دفع إلى بذل الجهود الحثيثة حتى اللحظات الأخيرة والتعبئة من جانب الفريقين، الحكومة لدعم وزيرها والنواب المستجوبين لكسب الجولة.

وتضمنت صحيفة الاستجواب محورين يتعلق أولهما بـquot;عدم تطبيق أحكام الرقابة المالية على المؤسسات والشركات المرخص لها بالنشر والبث وفقًا للقانون رقم (3/2006) في شأن المطبوعات والنشر والقانون رقم (61/2007) في شأن الاعلام المرئي والمسموعquot;، أما المحور الآخر فيتعلق بـquot;التراخي في تطبيق أحكام القانون في شأن الاعلام المرئي تجاه بعض القنوات المثيرة للفتنة غير المرخصة، او المخالفة للقانون بعدما أقدم أحد الناشطين السياسيين على الطعن في أحقية مواطنين قبليين في التمتع بالجنسية الكويتية وتهجمه على نواب في البرلمان الكويتي من بينهم مسلم البراك وسعدون حماد.

من جانبه قال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي - في تصريحات صحافية- أن وزير الإعلام وزير النفط سيصعد لمنصة الإستجواب اليوم الثلاثاء، مؤكدًا أنه لن يسمح لأي نائب بالخروج عن محوري الإستجواب المقدم من النائب على الدقباسي.

وعلى صعيد متصل أكدت الحكومة الكويتية أنها تقف بكل ثقة وراء العبدالله، وأعلن وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.محمد البصيري quot; أن الحكومة مطمئنة تمامًا وسياستنا هي مواجهة الإستجواب وتحمل المسؤولية السياسية وعدم التهرب من المطروحquot;، كما أشار إلى جهوزية الحكومة لكل الإحتمالات ومستبعدًا حدوث مفاجآت في جلسة اليومquot;.

من ناحية أخرى إستبعدت مصادر حكومية إمكانية طرح حجب الثقة عن الوزير العبدالله.


رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح

إقرأ المزيد:
إستجواب وزير الإعلام الكويتي لا غالب ولا مغلوب بين السلطتين

وزير الاعلام يعتلي منصة الاستجواب

وأكد النائب وليد الطبطبائي أن كتلة التنمية والإصلاح ستتحدث خلال جلسة اليوم مؤيدة للاستجواب من خلال النائب فيصل المسلم، ودعا النائب الصيفي مبارك رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى دراسة الاستجواب ودراسة التسع شهور السابقة وإجراء تعديل حكومي .

وقالت النائبة أسيل العوضي إن طرح الثقة معناه إعدام الوزير سياسيا، ولن احدد موقفي من طرح الثقة إلا بعد الاستماع إلى ردود الوزير على محوري الاستجواب.

وقالت النائبة رولا دشتي لن أتحدث في الجلسة، ولن أحدد موقفي إلا بعد الاستماع إلى الطرفين .

وكان أجمع المشاركون في ندوة استجواب وزير الاعلام في ديوان العليان على ان استجواب الوزير أحمد العبدالله له اهمية قصوى، وهو فزعة لاهل الكويت جميعا من دون تفرقة بين فئاته او طوائفه القبلية او الحضرية او السنية او الشيعية.

واضاف النواب وهم د. جمعان الحربش وصالح الملا وعلي الدقباسي أنهم مؤيدون للاستجواب بعد تعسف وزير الاعلام في تطبيق اللائحة التنفيذية لقانون المرئي والمسموع.

من جهته، أكد النائب علي الدقباسي الذي يقدم استجوابه اليوم بحق وزير الاعلام أنه قدم استجوابه لوزير الاعلام في صمت، واستمعت وقرأت اراء كثيرة ومتعددة، مشددًا على أنه يحترم حرية ابداء الرأي واحترام الرأي الآخر لأنه حق لهم.

وقال الدقباسي quot;نحن في الكويت حريصون على سماع الرأي الآخر كما نحرص على ممارسة حقوقنا وصلاحياتنا الدستوريةquot;، مضيفًا quot;لن اتطرق في الاستجواب لأي أسماء أو ممارسة أي فعل حذرت منه من قبل، لأنه من غير المقبول أن أشير الى أن استجوابي يأتي لحماية الوحدة الوطنية وفي الوقت نفسه آتي لكي أمزقها، رغم أن قاعة عبدالله السالم تتيح للنائب ألا يؤاخذ على ما يبديه من أقوال بأي حال من الأحوال، لأنني اتمتع بمراقبة ذاتيةquot;.

وتابع quot;أعرف أهمية وخطورة أي مس بالوحدة الوطنية، الأمر الذي حذرنا منه كثيرًا، وتقدمت بقوانين ومقترحات في هذا الاطار والتي لا يمكن أن اخالفها لتحقيق نصر أو كسب سياسي زائل لأنه لا يوجد شيء أهم ولا أغلى من الكويتquot;، مؤكدًا أن الحرية هي مسؤولية سنمارسها بكل اتزان. ورفض الدقباسي الخوض في تفاصيل استجوابه، مبينًا أنه سيذكر هذه التفاصيل في التوقيت والمكان المناسب في جلسة استجواب اليوم.

وقال الدقباسي في كلمة موجهة الى شعب الكويت ونواب مجلس الامة quot;ان كنت على حق ساندوني لله ثم للوطن، وان كنت على باطل وخرجت عن محاور استجوابي كما يريد البعض الذين يحاولون استفزازي واستدراجي فلكم ا لحق في غير ذلك لانني مسؤول والمسؤولية عظيمةquot;.

يشار الى أن أزمة إستجواب وزير الإعلام بدأت مع قيام قناة فضائية في بثها التجريبي بالإساءة الى نواب في البرلمان الكويتي، والتهجم عليهم، ووصفهم بعبارات مسيئة، فما كان من هؤلاء النواب إلا أن حشدوا أنصارهم في مهرجات شعبية حاشدة للتنديد بما أوردته القناة، التي سرعان ما قامت الحكومة بإيقاف بثها، وإحالتة مالكها الى القضاء الكويتي، إلا أن غالبية في البرلمان الكويتي وجدت في إجراءات الحكومة وتحديدًا وزارة الإعلام إجراءات قاصرة ومتأخرة، الأمر الذي يستدعي مساءلة وزير الإعلام.

ويقف وزير الإعلام الكويتي على منصة الإستجواب مرة أخرى في مشواره السياسي في اليوم ذاته بعد ثلاثة سنوات من إستجوابه الأول عام 2007 حينما كان وزيرًا للصحة، حيث نجح المستجوبون له وقتذاك ومنهم المستجوب الحالي سالم الدقباسي في طرح الثقة به تمهيدًا لإقالته، إلا أن الحكومة قامت وقتذاك بالإستقالة بعد أن رفض الوزير الإستقالة طوعًا تجنبًا لسحب الثقة منه، حيث أعيد تشكيل الوزارة، وقد خلت وقتها من إسم الوزير العبدالله، الذي عاد الى التشكيل الوزاري الأخير ليشغل حقيبتين وزاريتين هما الإعلام والنفط، وهما من الحقائب التي توصف عادة بأنها حقائب سيادية.