القدس: امتدح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاربعاء وتحدث هاتفيا مع نائبه جو بايدن مع تراجع الخلاف الشفهي بين الجانبين بشأن مشروع لبناء وحدات سكنية استيطانية جديدة لليهود. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ألقى مزيدا من الشكوك حول امكانية استئناف محادثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل قريبا مكررا طلبه بأن توقف أولا كل مشروعات البناء الاستيطاني.

وقال عباس في مؤتمر صحفي quot;نحن وافقنا على المفاوضات غير المباشرة وليست لدينا شروط مسبقة انما نريد نحن والإسرائيليون ان تطبق الشرعية الدولية تطبق خطة خارطة الطريق المطلوب منا التزامات محددة نفذناها المطلوب من إسرائيل التزامات محددة ان تنفذها ومن ابرز هذه الالتزامات وقف النشاطات الاستيطانية في كل الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس.quot;

وفي تطور غير معتاد خلال اسبوع شهد تصريحات ساخنة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية حرص نتنياهو على ان ينأى بنفسه عن تصريحات ادلى بها صهره وهو قومي متشدد وصف فيها الرئيس الأميركي في حديث اذاعي بانه معاد للسامية. وقال نتنياهو في بيان نائيا بنفسه عن تصريحات شقيق زوجته هاجاي بن ارتزي quot; أكن تقديرا عميقا لالتزام الرئيس أوباما بأمن إسرائيل وهو ما عبر عنه مرارا.quot;

وأغضبت إسرائيل الفلسطينيين بخطة لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة رامات شلومو وهي مستوطنة دينية في منطقة بالضفة الغربية المحتلة ضمتها إسرائيل داخل الحدود التي رسمتها للقدس. واحتلت إسرائيل الضفة في حرب عام 1967.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها بينما لا يعترف المجتمع الدولي بضمها للقدس الشرقية العربية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مصدر سياسي إسرائيلي ان نتنياهو الذي اعتذر لبايدن بالفعل عن توقيت الاعلان عن خطة البناء خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي لإسرائيل قد تحدث هاتفيا مع بايدن يوم الثلاثاء. ولم يعط المصدر تفاصيل عما دار في المكالمة الهاتفية.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصفت سلوك إسرائيل بالاعلان عن خطة البناء اثناء زيارة بايدن بانه quot;مهينquot; وضغطت عليها لاتخاذ خطوات لاظهار جديتها بشأن خطوات السلام الجديدة مع الفلسطينيين. لكنها طمأنت إسرائيل يوم الثلاثاء الي أن الدولتين بينهما quot;رباط لا ينفصمquot;.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية في محاولة لوضع حد لخلاف دبلوماسي هز العلاقات بين واشنطن وأوثق حليف لها في الشرق الاوسط quot;لدينا التزام مطلق بأمن إسرائيل. ولدينا رباط وثيق لا انفصام له بين الولايات المتحدة وإسرائيل.quot;

ومثلت تصريحات كلينتون يوم الثلاثاء تحولا بعد أن تحدثت الولايات المتحدة على مدى أيام بلهجة مشددة في أعقاب اعلان إسرائيل الاسبوع الماضي عزمها الموافقة على خطة البناء والتي اثارت غضب الفلسطينيين وأحبطت الامال في استئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط.

لكن متحدثا باسم الخارجية الأميركية اوضح ان المسؤولين الأميركيين ينتظرون قريبا ردا رسميا من إسرائيل على المطالب التي وضعتها كلينتون لنتنياهو الاسبوع الماضي وان ذلك سيحدد الخطوات الأميركية التالية بشأن القضية.

وقالت وسائل اعلام إسرائيلية ان كلينتون طلبت تأجيل خطة البناء وان توافق إسرائيل على بحث قضايا اساسية متعلقة باقامة الدولة فور بدء المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين. وكان نتنياهو قد رفض تقييد البناء الاستيطاني لليهود في اي مكان من القدس. وقذف شبان فلسطينيون الجنود الإسرائيليين بالحجارة قرب رام الله والخليل بالضفة الغربية يوم الاربعاء. ولم ترد انباء فورية عن وقوع اصابات.

وأرجأ جورج ميتشل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الاوسط يوم الثلاثاء خططا للعودة الى المنطقة وألحت كلينتون على إسرائيل من جديد لتظهر أنها جادة بشأن التحركات الجديدة لاحلال السلام في المنطقة. وتعرض البيت الابيض لانتقادات من مشرعين أميركيين وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بسبب موقفه القاسي تجاه إسرائيل ويقول محللون ان هذه الانتقادات قد تكون أحد الاسباب وراء النبرة الاكثر لينا تجاه إسرائيل.

وفي واشنطن دفعت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية وهي جماعة ضغط يهودية بثقلها واصدرت بيانا يوم الاثنين دعت فيه البيت الابيض لاتخاذ خطوات فورية لانهاء التوتر مع إسرائيل. ومن المقرر ان يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤتمر السنوي للجنة الأميركية الإسرائيلية في واشنطن يوم الاثنين القادم.

وخلال زيارته من المتوقع ان يلتقي نتنياهو باعضاء من الكونجرس حيث تتمتع إسرائيل بتأييد قوي. ولم يعلن عن اي خطط لاجراء محادثات بين نتنياهو ومسؤولين في ادارة أوباما. ومن المتوقع ان يكون الرئيس الأميركي في زيارة خارج البلاد اثناء وجود نتنياهو في واشنطن.