يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عاصفة من الانتقادات بسبب تهديده في حديث اذاعي بطرد الارمن المقيمين بشكل غير قانوني في تركيا.

أنقرة: في تصريحات للبي.سي.سي اثارت الصدمة سواء داخل البلاد او في الخارج، قال رئيس الحكومة الثلاثاء انه سيفكر في تنفيذ عمليات الطرد هذه اذا ما واصلت برلمانات العالم التصديق على قرارات باعتماد صفة quot;الابادةquot; بشان المذابح التي تعرض لها الارمن على ايدي الاتراك خلال الحرب العالمية الاولى.

واكد ان عمليات التصويت البرلمانية التي جرت في هذا الصدد خلال الاسابيع الماضية في الولايات المتحدة وفي السويد ستضر بquot;المشاعر الصادقةquot; التي تربطنا بالارمن المقيمين بصورة غير قانونية في تركيا. وقال quot;يوجد 170 الف ارمني في بلدي. بينهم 70 الفا من المواطنين فيما نغض الطرف عن المائة الف الاخرين (...) لكن يمكن ، اذا اقتضى الامر، قد اجد نفسي مضطرا الى ان اطلب منهم العودة الى بلدهم. انهم ليسوا ابناء وطني (...) ولست ملزما بالابقاء عليهم هناquot;.

ويسعى رئيس الوزراء، المعتاد على التصريحات النارية، الى quot;ابتزازquot; الدول الاجنبية لحثها على عدم الموافقة على اطلاق وصف quot;الابادةquot; كما يقول المعلق جان دوندار في صحيفة quot;ملييتquot;. واضاف quot;ان جعل عمال ارمن ابرياء عملة مقايضة ورهائن شيء من الخطورة الكافية لتوجيه اتهامات طائفية لتركياquot;.

ويؤكد الارمن ان الاتراك ذبحوا مليون ونصف المليون منهم بين 1915 و1918 في عملية ابادة وهو الوصف الذي ترفضه انقرة بشدة. وقال رئيس الوزراء الارمني تيغران سركيسيان ان quot;هذا النوع من التصريحات السياسية لا يسهم في تحسين العلاقات بين بلديناquot;، مضيفا quot;هذا يعيدنا فورا الى ذكريات احداث 1915quot;.

واملا في طي صفحة هذا الماضي، وقعت تركيا وارمينيا في تشرين الاول/اكتوبر 2009 اتفاقين ينصان على اعادة العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح حدودهما، وما زال يتعين ان يصادق عليهما برلمانا البلدين. لكن منذ ذلك الحين، ظهرت خلافات ولا سيما بشان هذه الاحداث الماسوية.

واعتبر هادي اولينجين في مقال نشرته صحيفة حرييت ان التهديد الذي اطلقه اردوغان يهدد بزيادة تاخير عملية المصالحة. وقال quot;لا ارمينيا ولا شتاتها القوي النفوذ سيتركان مثل هذا التهديد التركي بلا رد ... تهديد اردوغان اساء الى مكانتنا الدبلوماسيةquot;.

وامام هذه الانتقادات المتزايدة، سعى سعاد كنيكلي اوغلو مسؤول الحزب الحاكم للشؤون الخارجية الى التقليل من اهمية تصريحات اردوغان، موضحا انه لا ينوي تنفيذ تهديده quot;لا اليوم ولا في الغدquot;. ويتفق معظم المحللين على انه من غير المرجح تنفيذ عمليات الطرد هذه.

وقال فابيو سالوموني عالم الاجتماع الايطالي في جامعة كوتش في اسطنبول quot;لا يمكن على الاطلاق تصور رؤية الشرطة تقوم بتجمع عشرات، مئات، الاف الارمن وترحيلهم الى ارمينيا. ستكون ضربة قاضية لصورة تركيا. وسيعطي ذلك صورة عملية نزوح قسرية ثانيةquot;.

ومعظم الارمن الذين يقيمون في تركيا في وضع غير قانوني من النساء اللاتي يعملن في المنازل او يقمن برعاية الاطفال وغالبا في اسطنبول. ولا يعرف بالتحديد العدد الصحيح لهؤلاء، الا ان السلطات التركية تميل الى تضخيم هذا الرقم الذي يقدره سالوموني بما بين عشرة الاف الى عشرين الف فيما يقدره الان اوزينيان الذي اجرى مؤخرا بحثا لمؤسسة في ارمينا، بما بين 13 الفا و15 الفا.