انهى كريستوفر روس المبعوث الأممي زيارته الى المغرب حيث بحث سبل حل نزاع الصحراء.

الرباط: أنهى كريستوفر روس، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، الشطر الأول من جولته الثالثة إلى المنطقة ، بإجراء مباحثات مع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، بحضور الوزير الجديد للداخلية، الطيب الشرقاوي، الذي تعرف على روس لأول مرة.

ومثل الفاسي وروس ، أمام الصحافة مساء الجمعة، بالعاصمة المغربية حيث قرأ المبعوث الأممي تصريحا مكتوبا بعناية ، باللغة العربية الفصحى، بثه التلفزيون المغربي، لوحظ انه شكل كلماته وفق القواعد السليمة.

ومما جاء في التصريح المكتوب أنه فخور باستقباله في تطوان يوم الخميس، من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، دون أن يعبر عن موقف أو آراء بخصوص ما سمعه من الملك محمد السادس في موضوع نزاع الصحراء، لكنه أوضح أنه تبادل الأفكار مع المسؤولين المغاربة وأنه واثق من التوصل إلى حل لمشكل دام 35 سنة، دون أن يكشف ملامح مخططه وما يحمله على التفاؤل.

وحينما جاء دور وزير خارجية المغرب في الحديث ، قال إن ملك المغرب بصفته رئيس الدولة الممثل لأعلى سلطة ، شرح لمبعوث الأمين الخاص موقف المغرب وخاصة ما يتعلق بإجراء استفتاء ذي خيارات متعددة الذي أصبح متجاوزا بفعل قرار مجلس الأمن 1871 الذي دعا الأطراف إلى التحلي بالجدية وبناء الثقة.

وفي تصريح لوكالة الأنباء المغربية ، جدد الفاسي، في ما بعد، استعداد بلاده لمواصلة التعاون بشكل كامل مع السفي، روس، من أجل تطبيق التوجيهات الجديدة الواردة في القرار الأخير لمجلس الأمن ، المؤسسة للمسلسل السياسي الجاري ، مذكرا بأن الأمر يتعلق على الخصوص بستة مبادئ ومعايير أساسية ومضبوطة على حد تعبير الوزير المغربي. أولاها الضرورة الملحة والاستعجالية لتجاوز المأزق الحالي وإنهاء الجمود الذي من شأنه إلحاق الضرر بمنطقة المغرب العربي. كما يؤكد مجلس الأمن على دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن حل ، إذ يتعين عليها، كما يقول الوزير الفاسي، من الآن فصاعدا المبادرة للحل والدفاع عنه.

واستنتج الفاسي من توجيهات مجلس الأمن، أن هذا الأخير يدعو إلى تعاون الأطراف فيما بينها وليس مع الأمم المتحدة فقط ، ما يقتضي من وجهة نظره أن يعمل المغرب والجزائر سويا وعلى المستوى الثنائي بخصوص القضية .

وأبرز الفاسي أن المفاوضات تشكل السبيل الأمثل لمجلس الأمن لتسوية النزاع ، لكن يتعين أن تجرى بحسن نية ، ودون شروط مسبقة وأن تكون مكثفة وجوهرية على أساس ما أسماه بالواقعية وروح التوافق، وأن تأخذ المفاوضات بالاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ عام 2006( في إشارة إلى تقديم مقترح الحكم الذاتي ) بعيدا عن كل مناورة أو مزايدة أو استفزاز ، على حد قوله.

وأضاف الفاسي أن الهدف من المسلسل يكمن في التوصل إلى حل مقبول من الأطراف طبقا لمنطق التوافق أي طريق ثالث ، وبالتالي فإن تقرير المصير يطبق كمبدأ عام، في مفهومه الواقعي والمتنوع والحديث، وخصوصا دون استثناء.

وأعرب الفاسي عن أسف بلاده كون الأطراف الأخرى تصر على إحياء مخططات وصيغ لحلول متجاوزة تم استبعادها بصفة نهائية، مبرزا أن ذلك النوع من الاستفتاء لم يعد مدرجا في قرارات مجلس الأمن أو تلك الصادرة عن الجمعية العامة، مضيفا أن المغرب أوضح لروس، أن منطق التوافق يفرض على كافة الأطراف التخلي عن الخيارات المتطرفة وبالتالي فإن المغرب يعتبر أن الخيار الافتراضي للاستفتاء قد تم استبعاده بشكل نهائي.