عبّر المهاجرون الأرمن في تركيا عن قلقهم من تهديد أردوغان بالردّ على التصويت الأميركي لصالح quot;الإبادةquot; بطردهم من بلاده.

اسطنبول: لن تتوقف الارمينية ليا خاتشاتوريان ذات الشعر الفضي عن كسب رزقها في اسطنبول والعودة به لاسرتها في أرمينيا ولن يخيفها تهديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بترحيل المهاجرين الارمن غير الشرعيين في بلاده. وقالت خاتشاتوريان البالغة من العمر 60 عاما والمتشحة بالسواد والتي تعمل في مجال الرعاية قبل أن تقصد متجرا للاتصالات يستخدمه الارمن في تركيا للاتصال ببلدهم quot;لست خائفة. علي أن أعمل هنا لان الوضع في أرمينيا صعب للغاية.quot;

وعبر مهاجرون اخرون من الارمن بمنطقة كومكابي الفقيرة عن قلقهم بشكل أكبر من تهديد اردوغان بالرد على تصويت أقره نواب اميركيون وسويديون وصف قتل الاتراك العثمانيين للارمن أثناء الحرب العالمية الاولى بأنه ابادة جماعية. وقارنت يوم الخميس دولة أرمينيا المجاورة التي وقعت العام الماضي اتفاقا مع تركيا لانهاء قرن من العداوة بينهما وأعادت فتح حدودها مع أنقرة تهديد اردوغان باللغة التي استخدمها العثمانيون قبل قتل الكثير من الارمن عام 1915 .

وقالت ربة منزل أرمينية تبلغ من العمر 56 عاما وأم لطفلين لم تذكر اسمها حتى لا تعرض رزقها للخطر quot;مرت مئة عام وطفت القضية على السطح مرة أخرى ونحن الان الذين نشعر بالخوف.quot; وأضافت بعدما تحدثت مع أقاربها في أرمينيا quot;تحدث رئيس الوزراء بقسوة شديدة. ليست لنا صلة بالسياسة. جئنا الى هنا للعمل فقط. لا يوجد اقتصاد في أرمينيا.quot; ومثل الكثير من المهاجرين الارمن في اسطنبول جاءت ربة المنزل التي كانت مدرسة سابقة من مدينة جيومري الارمينية بعد زلزال في عام 1988 . وقالت ان أقاربها يعبرون الان عن قلقهم بشأن وضعها بعد تصريحات اردوغان.

وكان اردوغان قال للخدمة التركية في هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي.سي) ان مئة ألف أرميني يعيشون بطريقة غير شرعية في تركيا. وأضاف quot;واذا كان هذا ضروريا فقد اضطر لابلاغ هؤلاء المئة ألف بالعودة الى بلدهم لانهم ليسوا من مواطني بلدي.quot; وألقى اردوغان باللائمة على الارمن في الشتات في اثارة مشاكل بين الحكومات الغربية وتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي والمرشحة لنيل عضوية الاتحاد الاوروبي. وعدد المهاجرين الارمن في تركيا غير معروف. لكن جماعات من الارمن الاتراك تقول ان السياسيين الاتراك يضخمون من أعداد العمال غير الشرعيين ويهددون بطردهم كلما تصاعد التوتر بين أنقرة ويريفان.

وأفاد بحث أجرته العام الماضي مؤسسة شراكة يورواسيا ومقرها يريفان بأن نحو 94 في المئة من العمال الارمن غير المنتظمين في تركيا من النساء الذين يعملون في الخدمة بالمنازل والتمريض ورعاية الاطفال. وقال عمر ارجتين البالغ من العمر 30 عاما الذي يملك عددا من محلات الاتصالات في كومكابي والتي يتردد عليها الارمن للاتصال بذويهم في أرمينيا ان زميلا من الارمن رفض العمل خوفا من ملاحقة الشرطة له. وأضاف quot;ظل المكان خاويا خلال اليومين الماضيين لكنه عادة ما يكون مزدحما. الناس خائفون ولا يخرجون.quot;

وقال وزير خارجية أرمينيا ادوارد نالبانديان يوم الخميس ان مثل هذه التصريحات التي أدلى بها اردوغان quot;تؤدي الى عواقب سلبية تماما.quot; وستثير تهديدات الترحيل استياء حكومات أوروبية عبرت عن دعمها لسعي تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي ودعمت اتفاقات السلام مع أرمينيا. وتحظى قضية مذابح الارمن بحساسية خاصة في تركيا التي تقبل بأن قوات عثمانية قتلت العديد من الارمن لكنها تنفي مقتل ما يصل الى 1.5 مليون منهم وترفض وصف الامر بأنه ابادة جماعية وهو وصف يستخدمه العديد من المؤرخين الغربيين وبعض البرلمانات الاجنبية.

لكن الارمن والاتراك بمنطقة كومكابي قالوا ان العلاقات بين الشعبين طيبة. وقال أرسين بارسيغيان البالغ من العمر 22 عاما والذي يتنقل بين تركيا وأرمينيا ويعمل في مجال الشحن quot;الاتراك شعب طيب ويحبوننا وليست لدينا مشاكل ولا خلافات مع أي شخص هنا. لا يوجد بالفعل ما يدعو للقلق.quot;