نتانياهو لدى وصوله الى البيت الابيض |
واشنطن: أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن ان اعمال البناء في القدس ستستمر متجاهلاً الاستياء الذي ابداه الرئيس باراك اوباما الذي استقبله مساء الثلاثاء في البيت الابيض. واستغرق اللقاء الذي منع الصحافيون من تغطيته تسعين دقيقة ودار حول مائدة العشاء، كما افاد مسؤول في البيت الابيض. ولم يغادر نتانياهو البيت الابيض على الفور.
ومهد نتانياهو لاجواء اللقاء بقوله لصحافيين يرافقونه في زيارته لواشنطن الثلاثاء quot;اذا ايد الاميركيون المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن تجميد البناء في القدس، يمكن ان تشهد العملية السياسية جمودا لمدة عامquot;. وقد سبق هذا اللقاء مباحثات في الصباح بين نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ونتانياهو وصفها البيت الابيض بquot;الصريحةquot; وquot;المثمرةquot;.
ويحاول مسؤولون اميركيون واسرائيليون اعادة العلاقات الى مسارها بعد ان فجّر نزاع بشأن الاستيطان أسوأ خلاف دبلوماسي بين واشنطن وأقرب حليف لها منذ تولى اوباما منصبه العام الماضي. وفي علامة على مخاوف البيت الابيض بشأن استمرار التوترات حظرت التغطية الصحفية للمحادثات التي استمرت قرابة 90 دقيقة في المكتب البيضاوي ولم يدل الزعيمان بأي تصريحات علنية بعد ذلك. ولم تبد علامة تذكر على تراجع نتنياهو عن بناء المستوطنات في ارض محتلة في القدس وحولها.
وقبل لقائه اوباما قال نتنياهو انه يخشى من احتمال تأجيل محادثات السلام في الشرق الاوسط عاما اخر ما لم يسقط الفلسطينيون مطالبتهم بتجميد تام للاستيطان. ونقل عنه متحدث قوله لنانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعماء بارزين في الكونغرس الاميركي خلال زيارته لواشنطن quot;ينبغي ألا نكون رهائن لمطلب غير منطقي وغير عقلاني.quot; واضاف عن المحادثات المعلقة منذ ديسمبر كانون الاول عام 2008 quot;هذا من شأنه أن يوقف مفاوضات السلام لعام اخر.quot; وقال quot;الفلسطينيون يثيرون مطالب جديدة. واذا أقرت مطالبهم فقد نفقد عامًا اخر.quot;
وقد رافق اللقاء بين اوباما ونتانياهو، اعلان بلدية القدس الاسرائيلية موافقتها على بناء 20 وحدة سكنية على انقاض فندق فلسطيني في القدس الشرقية. وحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة وكذلك حسب الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت، فان بلدية القدس وافقت على جميع الاجراءات الضرورية لهدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح الفلسطيني لاقامة 20 وحدة سكنية مكانه لعائلات اسرائيلية.
ويهدف هذا المشروع الذي اطلقه المليونير اليهودي ايرفينغ موسكوفيتس الذي يمول معظم المنظمات المتطرفة اليهودية، الى تشجيع اقامة اسرائيليين في الاحياء العربية بالقدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل.
وجاءت موافقة البلدية في وقت يحاول فيه نتانياهو في الولايات المتحدة تخفيف الازمة التي نشأت مع الاعلان عن انشاء 1600 وحدة سكنية في حي اخر بالقدس الشرقية خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها نائب الرئيس الاميركي جو ايدن للمنطقة في 9 اذار/مارس.
واوضحت الاذاعة العامة ان بلدية القدس اعطت في تموز/يوليو الماضي موافقتها المبدئية على مشروع سكني وان المتعهدين توصلوا الخميس الماضي الى حل مسالة التعويضات الضرورية للبدء بالاعمال.
ومن ناحيتها، نددت حركة السلام الان التي تعارض الاستيطان، بهذه العملية وقالت ان quot;بلدية القدس تنتهج سياسة مستقلة تترك نتائج كارثية على فرص التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، حسب ما قالت هاغيت اوفران، المسؤولة في هذه المنظمة. واضافت quot;بالواقع، بنيامين نتانياهو لن يستطع الاشراف على البلدية في حال استمر الاستيطانquot;.
اما البلدية فقد ندد متحدث باسمها بالمساعي التي وصفها بانها quot;استفزازيةquot; quot;للاساءة لزيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدةquot;. واضاف quot;بعد دفع كل الرسوم، فإن الاذن ببدء الاعمال يمنح تلقائيًّاquot;. واحتلت اسرائيل القدس الشرقية خلال حرب 1967 ثم ضمتها ولكن الاسرة الدولية لم تعترف بهذا الضم. ويريد الفلسطينيون ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.
وكان نتانياهو قد أكّد في وقت سابق في واشنطن ان اعمال البناء في القدس ستستمر متجاهلا على ما يبدو الاستياء الذي ابداه الرئيس باراك اوباما .
وكان نتانياهو قال مساء الاثنين في خطاب امام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك)، ابرز مجموعة ضغط موالية لاسرائيل في الولايات المتحدة، ان quot;الشعب اليهودي بنى القدس قبل ثلاثة الاف عام والشعب اليهودي يبني القدس اليوم. القدس ليست مستوطنة. انها عاصمتناquot;.
وردا على ذلك اعتبرت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء ان تصريحات نتانياهو هذه دليل على انه لا يريد العودة الى اي مفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان quot;تصريحات نتانياهو دليل قاطع على انه لا يريد العودة الى اية مفاوضات جادة فهي تتنافى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس عاصمة لدولتينquot;. واضاف ان quot;ما قاله نتانياهو لا يساعد الجهود الاميركية ولن يخدم جهود الادارة الاميركية لاعادة الطرفين لمفاوضات غير مباشرةquot;.
وقد اندلعت الازمة بين البلدين منذ اسبوعين عندما اعلنت الحكومة الاسرائيلية، في خضم زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل منتصف آذار/مارس، قرارها السماح ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.
واعتبرت واشنطن ان هذه الخطوة لا تؤثر فقط على عملية السلام وانما ايضًا على مصداقية الجهود الاميركية لاستعادة ثقة العالم العربي ولعزل ايران.
وكشف المحلل والتر راسل ميد الباحث في مركز العلاقات الخارجية الثلاثاء في صحيفة quot;بوليتيكوquot; ان اللجنة العمرانية للقدس لم تعلن منذ ذلك الحين عن عمليات بناء اضافية وخلص الى ان ضغوط اوباما ادت عمليا الى ثني حليفه الصعب.
وفي الجانب الاسرائيلي قال سكرتير مكتب نتانياهو ان رئيس الوزراء راض عن مباحثاته الاولى في واشنطن.
وقال زفي هاوسر ان quot;العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للتغييرquot;. وعن الخلاف بشان القدس اكد انه quot;يعود الى عام 1967 والامر لا يعدو كونه خلافات في وجهات النظر بين اصدقاءquot;.
من جانبها اعتبرت ميشال دون الباحثة في مؤسسة كارنيجي ان الخلاف بين الحليفين بشان القدس quot;جرى تفادي الخوض فيه لسنوات طويلة لكن ذلك لم يعد الحال اليومquot; مذكرة بالدعوة التي اطلقتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الجانبين بquot;التحاور بحسن نيةquot; بشان وضع المدينة.
كما اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي اليوم ان quot;الطريقة الوحيدة لحل مشكلة القدس هي العودة الى طاولة المفاوضاتquot;، مؤكدا انه quot;لا يمكن تسوية وضع القدس الا من خلال مفاوضات مباشرةquot;.
واضاف quot;سيكون في النهاية على الطرفين (الاسرائيلي والفلسطيني) التوصل الى تسويات بشان القدس واللاجئين والحدود وعدد اخر من الملفاتquot;، مؤكدا quot;عدم موافقةquot; الولايات المتحدة على فكرة ان البناء في القدس لا يختلف عن البناء في تل ابيب كما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤخرا. وقد حصل نتانياهو، الخبير بالسياسة الاميركية، صباح اليوم على دعم الكونغرس.
فقد قالت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي متحدثة في حضور زعيم الاقلية الجمهورية جون بونر لدى استقبالها نتانياهو في مبنى الكابيتول quot;نحن، في الكونغرس، نقف الى جانب اسرائيل. انها نقطة لدينا التزام بشانها بمعزل عن اي خلافات حزبيةquot;. واضافت ان quot;الصداقة القديمة بين الولايات المتحدة واسرائيل ترتكز على قيم مشتركة: الديمقراطية والتعددية الحزبية والحريةquot;.
التعليقات