أدان الفاتيكان وعدد من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الإتهامات التي إستهدفت البابا في إطار فضائح الإستغلال الجنسي .

الفاتيكان: ادان الفاتيكان والكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية السبت الاتهامات التي استهدفت البابا في اطار فضائح الاستغلال الجنسي للاطفال التي تعصف بالمؤسسة الكنسية في اوروبا منددين بquot;حملة شرسةquot;، بل بquot;مكيدةquot;.

وشجبت صحيفة الفاتيكان الرسمية quot;اوسيرفاتوري رومانوquot; في عدد الاحد quot;الهجمات الافترائية وحملة التشهير التي بنيت حول ماساة التجاوزات الجنسية التي ارتكبها قساوسةquot;. وتحت عنوان quot;دعاية شرسة ضد البابا والكاثوليكquot; اشارت الصحيفة الى quot;رسائل تضامن لبنديكتوس السادس عشر من جميع انحاء العالمquot; واكدت ان quot;الكثير من الاساقفة اعربوا عن دعمهم للبابا في عمله الحازم من اجل الحقيقة وفي الاجراءات التي اتخذت لمنع تكرار هذه الجرائمquot;.

واشارت الصحيفة خاصة الى الكاردينال اندريه فان تروا رئيس اساقفة باريس الذي ندد في قداس خميس الاسرار بquot;حملة هجومية تستهدف زعزعة وضع البابا، ومن خلاله الكنيسةquot; الكاثوليكية منددا خاصة بquot;وسائل الاعلام السمعي والمرئي التي تحتفل بالفصح بطريقتها بالتركيز خلال اسبوع الالام على انتقاد الكنيسة والعقيدة المسيحيةquot;.

كما نقلت صحيفة الفاتيكان عن الكاهن والشاعر المونسنيور برونو فورتي رئيس اساقفة شيتي (ايطاليا) تنديده بوجود quot;تصعيد لمعاداة المسيحية واحكام مسبقة وهجمات غير مبررةquot; على الكنيسة التي تجد نفسها quot;موضع انتقاد حتى عندما تتصدى بشجاعة لقضايا مثل التجاوزاتquot; الجنسية في حق اطفال.

واستنكر الكاردينال سيفرينو بوليتو رئيس اساقفة تورينو في تصريح لراديو الفاتيكان السبت quot;محاولة المساس بالشخصية العظيمة التي لا تمس (...) بنديكتوس السادس عشر الذي كان دائما واضحا ومتشددا بشان هذه المواضيعquot;. وقال quot;لا اريد ان تكون هناك دسيسة ضد الكنيسة. لكن الشيطان يعمل دائماquot;. واشارت وسائل اعلام الفاتيكان الى العديد من التصريحات الاخرى المشابهة ولا سيما من رئيس اسقفية اسبانيا واسقف ادنبره في اسكتلندا واسقفي مكسيكو وليما.

ثقة الاميركيين بالبابا تتراجع

إلى ذلك، افاد استطلاع للرأي بثته شبكة التلفزة سي بي اس السبت ان ثقة الاميركيين بالبابا بنديكتوس السادس عشر تتضاءل شيئا فشيئا . وكشف الاستطلاع الذي اجري هاتفيا بين 29 اذار/مارس والاول من نيسان/ابريل وشمل عينة من 858 راشدا في الولايات المتحدة، ان نسبة الاراء غير المؤيدة للبابا ارتفعت 20 في المئة خلال اربع سنوات (24% اليوم، مقابل 4% في 2006).

وبين الكاثوليك الاميركيين تراجعت الاراء المؤيدة للبابا بنسبة 13% منذ 2006 (27% مقابل 40%) بحسب الاستطلاع. واعتبر اكثر من ثلثي الاميركيين، 55% منهم من الكاثوليك، بحسب الاستطلاع ان بنديكتوس السادس عشر الذي يتبوأ سدة البابوية منذ نيسان/ابريل 2005، ادار بشكل سيء فضيحة الاتهامات المتعلقة بتعديات جنسية على اطفال من قبل كهنة. وراى 13% فقط من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع، وكاثوليكي من اصل خمسة، ان البابا قام بعمل جيد في مواجهة هذه الفضيحة.

يهود يرفضون تشبيه استغلال الاطفال بمعاداة السامية

وفي سياق متصل، وفي وقت تهز الكنيسة الكاثوليكية فضائح الاستغلال الجنسي للاطفال، يجد الفاتيكان نفسه مع حلول عيد الفصح في قلب جدل جديد ينذر بالاحتدام، بعدما شبه واعظ القصر الرسولي الانتقادات الموجهة الى الكنيسة والبابا بنديكتوس السادس عشر بحملات معاداة السامية. وان كان الفاتيكان حرص على التشديد على ان هذا الموقف لا يطابق خط الكنيسة، الا ان التشبيه اثار موجة استنكار شديد بين المجموعات اليهودية في اوروبا والولايات المتحدة واحتجاجات حادة من جمعيات ضحايا التعديات الجنسية من قبل كهنة.

واعلن الامين العام للمجلس المركزي ليهود المانيا شتيفان كرامر متحدثا quot;هذه وقاحة واساءة الى ضحايا تعديات جنسية والى ضحايا المحرقة في آنquot;. وكان واعظ القصر الرسولي الاب رانييرو كانتالاميسا تلا الجمعة خلال احتفال ديني بمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان امام البابا بنديكتوس السادس عشر، رسالة quot;تضامنquot; موجهة الى البابا والكنيسة قال انه تلقاها مؤخرا من quot;صديق يهوديquot;.

وندد كاتب الرسالة كما تلاها الاب كانتالاميسا في نهاية عظة طويلة حول العنف بحق المرأة بquot;الهجوم العنيف والمركز على الكنيسة والباباquot; معتبرا ان quot;استخدام الصورة النمطية ونقل المسؤولية والخطأ من الطابع الشخصي الى الطابع الجماعي يذكرانني بالجوانب المشينة لمعاداة الساميةquot;. واعلن المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب لومباردي فيما بعد لاذاعة الفاتيكان ان quot;التشبيه بين الهجمات على البابا بشأن فضيحة استغلال الاطفال جنسيا ومعاداة السامية لا يمثل الخط الذي يتبعه الكرسي الرسوليquot;.

واذ اوضح ان الاب كانتالاميسا quot;اراد فقط ان يظهر التضامن الذي عبر عنه يهودي تجاه البابا على ضوء التجربة الاليمة الخاصة التي عانى منها شعبهquot;، اقر بان quot;ذكر (الرسالة) كان من شأنه ان يثير سوء فهمquot;. غير ان كرامر استبعد ان يكون الواعظ البابوي قام بمبادرته بدون موافقة الفاتيكان واعتبر quot;انها محاولة على مستوى رفيع للتقليل من خطورة معاداة السامية والمحرقةquot;. حتى حاخام روما ريكاردو دي سينيي المعروف باعتداله، وصف كلام الاب كانتالاميسا بانه quot;قلة لياقةquot; وquot;تشبيه غير ملائمquot;. واضاف متحدثا لصحيفة لا ستامبا quot;ان المقارنة التي جرت في كاتدرائية القديس بطرس لا اساس لها. انه كلام في غير محله تماماquot;.

ويقوم هذا الجدل الجديد في وقت يستعد البابا (82 عاما) لاحياء احتفالات عيد الفصح السبت في كاتدرائية القديس بطرس. وشهدت بابوية بنديكتوس السادس عشر تاجيجا للتوتر بين الكاثوليك واليهود، ولا سيما في كانون الاول/ديسمبر حين استأنف البابا اجراءات تطويب البابا بيوس الثاني عشر المتهم بالتغاضي عن المحرقة، وقبل ذلك في مطلع 2009 حين رفع الحرم الكنسي عن الاسقف ريتشارد ويليامسون الذي ينفي واقع المحرقة.

وطالب الحاخام مارفن هاير مؤسس مركز سيمون فيزنتال لمكافحة معاداة السامية بquot;اعتذاراتquot; من البابا عن هذه quot;الملاحظات الجارحةquot; معتبرا ان كلام الاب كانتالاميسا quot;معيب وفي غير محله وهو تحريف تام للتاريخquot;. ورفض اي تشبيه بين قرون من معاداة السامية قادت الى quot;مقتل عشرات ملايين الابرياء، وافعال مجرمين ينكرون ايمانهم ودعوتهم بالتعدي جنسيا على اطفالquot;.

كما صرح ديفيد كلويسي رئيس مجموعة quot;سنابquot; للدفاع عن ضحايا كهنة ارتكبوا تعديات جنسية على اطفال quot;من المؤلم ان نرى مسؤولا رفيع المستوى في الفاتيكان، شخصا متبصرا، يدلي بملاحظات بهذه القسوة تشكل اهانة سواء لضحايا التعديات الجنسية او لليهودquot;.

من جهته قال الحاخام غاري غرينباوم المكلف العلاقات بين الاديان في اللجنة اليهودية الاميركية quot;نتفهم ان تشعر الكنيسة بانها تحت الضغطquot; لكن على المسؤولين الكاثوليك ان quot;يحرصوا على تفادي المغالاةquot;. واسف حاخام روما بهذا الصدد لورود quot;شائعات بان الهجمات على الكنيسة قد يكون مصدرها اللوبي اليهوديquot; مضيفا quot;قيل حتى في بعض الاوساط الكاثوليكية ان الصحافة الايطالية يسيطر عليها اليهودquot;.