بيروت: استمر الخلاف داخل مجلس النواب اللبناني حول مضمون اتفاق بين السلطات اللبنانية والسفارة الاميركية يتعلق بهبة اميركية الى قوى الامن الداخلي اللبناني من اجل تدريبها وتجهيزها، ويعتبر حزب الله انه يتضمن quot;مواد خطرةquot; ويشكل quot;انتقاصا من السيادةquot;.

واعلن رئيس لجنة الاتصالات النيابية حسن فضل الله المنتمي الى حزب الله بعد اجتماع في مقر البرلمان اليوم الاربعاء ان اعضاء اللجنة لم يتمكنوا من الوصول الى رأي موحد حول مضمون الاتفاق رغم سلسلة اللقاءات التي عقدوها خلال الاسابيع الاخيرة.

وقال ان الآراء توزعت خلال الاجتماعات التي شارك فيها مسؤولون امنيون ووزراء بين quot;من يرى ان الاتفاقية غير قانونية وغير دستورية وغير نافذة وباطلة وبالتالي كأنها لم تكن، وبين من يطالب بالغائها كليا لانها تمس السيادة والامن والثوابت الوطنية، وبين من يعتقد بوجود بنود اشكالية في الاتفاقية تحتاج الى تعديل يفترض ان يقوم به مجلس الوزراءquot;.

وقال ان اللجنة سترفع كل وجهات النظر المختلفة الى quot;رئيس المجلس النيابي (نبيه بري) وهو يتصرف ويطلب من الحكومة ما يراه مناسباquot;. واكد عدم التوصل الى quot;توصية محددةquot;، لان كل طرف quot;متمسك برايهquot;.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انتقد في الاول من نيسان/ابريل مضمون الاتفاق الذي ينص على مساعدة بقيمة خمسين مليون دولار مع ملحق قيمته 12 مليون دولار، معتبرا انه يتضمن quot;مواد خطرةquot; وquot;يبيح مؤسسة امنية للاميركيينquot;. وبدأ الجدل منذ اكثر من شهر حول الاتفاق الذي تقدم من خلاله الولايات المتحدة تدريبات لعناصر في قوى الامن على مكافحة الجريمة وتجهيزات لا سيما في قطاع الاتصالات.

وينص الاتفاق، بحسب النص الذي وزعه نواب في البرلمان، على ضرورة quot;التحقق من ان جميع افراد قوى الامن الداخلي متلقي التدريبات او مستخدمي المعدات المقدمة لا ينتمون، باي شكل من الاشكال، الى اي منظمة تعتبرها الحكومة الاميركية منظمة ارهابيةquot;.

ويعتبر حزب الله نفسه مستهدفا بهذه الفقرة، كونه مصنفا على لائحة المنظمات الارهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الاميركية، فيما يؤكد المدافعون عن الاتفاق ان الاطار العام الموضوع للاتفاق موجود في كل اتفاقات المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة.

وامتنعت السفارة الاميركية حتى الآن عن التعليق على الموضوع. وقال فضل الله ان حزب الله يعتبر ان لبنان quot;كان في غنى عن الحصولquot; على الهبة، وانه quot;لا يحتاج الى تدريب اميركي على مفاهيم سياسية من خارج دستورنا وميثاقنا وعيشنا المشترك وثوابتنا الوطنيةquot;.

كما اشار الى ان طلبات الحصول على معلومات عن مراكز شبكة الاتصالات التي تقدمت بها السفارة من ضمن الاتفاق quot;تمس بالسيادةquot;. واكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مقابلة مع صحيفة quot;الوطنquot; القطرية تنشر الخميس quot;لن نسمح، ولا احد في لبنان سيسمح او يريد، وخصوصا على مستوى المؤسسات والمسؤولين، ان يجلب الاذية للمقاومةquot; من خلال هذا الاتفاق.