أشارت تقارير صحفيّة أن واشنطن تطوّر سلاحًا جديدًا بديلاً عن الأسلحة النوويّة التي تعمل على تخفيض عددها.

واشنطن: قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه في الوقت الذي تخفض فيه الولايات المتحدة ترسانتها من الأسلحة النووية فإن البنتاغون يعكف على تطوير سلاح جديد لملء الفراغ الناجم عن فقدان الأسلحة النووية. وأضافت الصحيفة عبر موقعها على الانترنت اليوم أن هذا السلاح يمكن استخدامه لضرب أي هدف في الكرة الأرضية خلال أقل من ساعة واحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلاح الذي يعمل البنتاغون على تطويره منذ سنوات يثير قلق المسؤولين الروس الذين يؤكدون أن تطوير مثل هذه الأسلحة سيؤدي إلى سباق تسلح غير نووي وأنه سيؤثر سلباً على كل الجهود الرامية إلى تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل.

وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن هذا السلاح سيثير الكثير من المشكلات وأهمها المخاطرة الكبيرة التي ينطوي عليها استخدام هذا السلاح حيث يصعب التمييز بينه وبين شن هجوم نووي. ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن دول العالم لن تقبل عالماً خالياً من الأسلحة النووية مع استحواذ بعض الدول على أسلحة لا تقل قوة وتأثيراً عن الأسلحة النووية.

ولفتت واشنطن بوست إلى أنه رغم أن نشر مثل هذه الأسلحة لن يستكمل قبل عام 2015 كحد أدنى إلا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تضخ الكثير من الأموال لإتمام المشروع في أقرب وقت ممكن مضيفة أن الإدارة طلبت من الكونغرس مبلغ 240 مليون دولار لتمويل المشروع في العام المقبل وهو ما يشكل زيادة بنسبة 45 بالمئة على ميزانية العام الماضي إذ يتوقع أن تصل القيمة الإجمالية للمشروع إلى نحو ملياري دولار أميركي. وقالت الصحيفة إن سلاح الجو الأميركي يستعد لإجراء تجربة لإحدى وحدات هذا السلاح الشهر القادم.

وفي سياق متصل، أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية أن معاهدة ستارت الثانية حول تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية التي وقعها الرئيسان الروسي ديميتري ميدفيديف والأميركي باراك أوباما في العاصمة التشيكية براغ في الثامن من الجاري تحدد السقوف العامة للأسلحة الإستراتيجية غير النووية.

وقال لافروف في تصريح: إن توقيع المعاهدة يعد الخطوة الأولى فقط ويتعين مواصلة العمل في هذا الاتجاه مؤكدا أن هذه الأسلحة ذات قدرة عالية على تقويض الاستقرار وتعمل الولايات المتحدة على تطويرها ضمن أطر نظرية الضربة العالمية الفورية التي تصنع واشنطن بموجبها أسلحة قادرة على تدمير أي هدف في أي بقعة من بقاع العالم بعد ساعة واحدة فقط من إطلاقها من الأراضي الأميركية.

وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه من المهم بالنسبة لموسكو التأكد من أن منظومات الدرع الصاروخية الأميركية لا تشكل خطرا على القوى النووية الإستراتيجية الروسية وليس الأماكن الجغرافية التي يحتمل نصب هذه المنظومات فيها مؤكدا أن المعاهدة الجديدة تنص على الترابط بين الأسلحة الهجومية والدفاعية الإستراتيجية.

وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي سيرصد بانتباه فائق تطور المؤشرات الكمية والنوعية لمنظومات الدرع الصاروخية الأميركية ومدى تأثيرها على المصالح الإستراتيجية لروسيا موضحا أن موسكو احتفظت لنفسها بالحق في الانسحاب من المعاهدة في حال المساس بمصالحها الإستراتيجية والأمنية. وأعرب وزير الخارجية الروسي عن استعداده للدفع باتجاه إبرام المعاهدة أمام نواب مجلس الدوما ومجلس الاتحاد في روسيا لافتا إلى أن المعاهدة تتجاوب مع مهمات توطيد الأمن الروسي.

إلى ذلك، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى ترك الخلافات جانبا والتصديق على اتفاقية ستارت الجديدة لخفض الأسلحة النووية التي وقع عليها الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف قبل أيام في براغ.

واعتبرت كلينتون في كلمة أمام تجمع طلابي في جامعة لوسفيل بولاية كنتاكي الليلة الماضية أن الاتفاقية تشكل الفصل الأخير من تاريخ المسؤولية الأميركية عن الانتشار النووي في العالم وهي ستجعل الولايات المتحدة في الوقت نفسه قادرة على الحفاظ على قوة ردع قوية ومرنة .

وأشارت كلينتون إلى أن الاتفاقية تلقى الدعم الكبير من رئيسي الحزبين و غالبية أعضاء الكونغرس الأميركي وهي تصب في المصلحة الكبرى للولايات المتحدة معربة عن ثقتها انه حالما تتاح الفرصة لأعضاء مجلس الشيوخ لدراستها فانها ستلقى دعم الحزبين بنفس القوة التي تلقت فيها الاتفاقيات التي بنيت على أساسها الاتفاقية الأخيرة الدعم.

وأضافت وزيرة الخارجية الأميركية أن الجانبين الروسي والأميركي مصممان على ألا يتم استخدام الأسلحة النووية على الإطلاق في المستقبل لافتة إلى أن الاتفاقية ستمكن الولايات المتحدة وروسيا من بناء الثقة وتعزيز التفاهم بين الجانبين و إلغاء أي فرص في المستقبل لاحتمال حدوث أخطاء أو سوء الفهم بين البلدين.

وفي محاولة لتهدئة مخاوف النواب المعارضين للاتفاقية اعتبرت كلينتون أن الولايات المتحدة لن تتنازل في حال المصادقة عليها عن أهميتها وثقلها الاستراتيجي في العالم ولكنها وفي المقابل ستحصل على منافع هامة وكبيرة. وأضافت أنها ستعزز من جديد مصداقية الولايات المتحدة وأمنها القومي. وفي السياق نفسه أعربت كلينتون عن ثقتها بإمكانية استئناف المحادثات السداسية بشأن الملف النووي الكوري الديمقراطي.

وكان السناتور ميتش ماكونيل النائب عن كنتاكي قد انتقد الاتفاقية واعتبر أنه لابد من أن تتضمن ثلاثة معايير حتى يقبل الكونغرس بدراستها وهي الحفاظ على الدفاع القومي الأميركي والمحافظة على ترسانة أسلحة نووية قوية ومتواصلة في الولايات المتحدة وقدرة الولايات المتحدة على التأكد من التزام الدول الأخرى بالاتفاقية.

وتنص الاتفاقية على أن تقوم كل من الولايات المتحدة وروسيا بخفض الرؤوس النووية الاستراتيجية لديها بمقدار الثلث إلى 1500 رأس نووي وعدد الصواريخ والغواصات والقاذفات التي تحملها إلى أكثر من النصف. ولابد للاتفاقية الجديدة التي حلت مكان اتفاقية quot;ستارت 1quot; التي تعود إلى عام 1991 من الحصول على دعم ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي على الأقل ليتم المصادقة عليها رسمياً.