فيما بات يعتبر أن إنجاح أي حركة ديمقراطية في مصر يتطلب الحصول على تأييد شعبي فعال، فإن إشراك الإخوان قد يكون مفتاح الوصول إلى الجماهير. هذه المعادلة تترك البرادعي في مواجهة امام خيار التعاون مع الحزب الذي يُنظَر إليه بريبة من قِبل الديمقراطيين العلمانيين.


إعتبرت مصادر اجنبية أن أي جهود يبذلها الآن محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لدفع نظام الرئيس مبارك على تقديم تنازلات ديمقراطية، لن تنجح على الأرجح، إلا إذ حصل على دعم قوة المعارضة الوحيدة في مصر التي تحظى بمؤيدين حقيقيين على المستوى الشعبي، وهي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

وترى quot;التايمquot; ان هذه الوضعية تترك البرادعي في مواجهة مع التساؤل الذي يدور حول ما إن كان له أن يتعاون مع حزب يُنظَر إليه بريبة من قِبل العديد من الديمقراطيين العلمانيين. وفي الوقت الذي يُنتظر أن يكشف فيه البرادعي عما إن كان سيسمح للإسلاميين بالانضمام إلى ائتلافه أم لا خلال الفترة المقبلة، تمضي المجلة لتشير في هذا الإطار (طبقًا لما يقوله بعضهم) إلى أن دعم جماعة الإخوان ككتلة واحدة سيكون من شأنه تقوية شوكة أي حركة إصلاح في ما يتعلق بوقوفها في وجه نظام يبدو مستعدًّا لاتخاذ موقف متشدد. وترى أن مثل هذا التحالف سيعمل بشكل كبير على توسيع نطاق القاعدة التنظيمية لائتلاف البرادعي على المستوى الشعبي.

وتلفت المجلة الأميركية في هذا السياق إلى أن أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين قد التقوا بالبرادعي خلال الأسابيع الأخيرة ndash; مثلما فعل ممثلون عن باقي أحزاب المعارضة المصرية ndash; وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حشد السياسيين والناشطين والمفكرين من مختلف الأطياف السياسية، للضغط من أجل إدخال تغييرات ديمقراطية على نصوص الدستور. وتشير المجلة أيضًا إلى أن تحالفه الموسع يتألف حتى الآن من أفراد وليس من أحزاب، ومع هذا، فإن تأثيره التنشيطي على المشهد السياسي المصري لم يسبق له مثيل، وذلك بالتزامن مع حالة التجاوب الملفتة التي أبداها قادة الإخوان تجاه ما يبذله البرادعي من جهود.

وتنقل المجلة في هذا الجانب عن جوشوا ستاكر، وهو خبير في الشؤون المصرية في جامعة كينت ستيت الأميركية، قوله :quot; لا يحتاج الائتلاف الوطني إلى حزب التجمع أو الناصريين، بل هو بحاجة إلى الإخوان. فلا يمكن أن تكون هناك حركة تدفع من أجل الإصلاح السياسي أو التغيير في مصر دون أن تكون جماعة الإخوان مشاركة فيهاquot;. وترى المجلة أن جماعة الإخوان تحظى من خلالها سياساتها الرامية إلى دعم الديمقراطية والدعوة إلى دولة تقوم على الشريعة الإسلامية، بقدر أكبر من الشعبية عن أي من جماعات المعارضة الليبرالية الصغيرة التي اتحدت العام 2005 تحت شعار كفاية أو أولئك الذين دَعَّمُوا حملة الانتخابات الرئاسية للمرشح السابق أيمن نور.

وعلى صعيد ذي صلة، تمضي المجلة لتنقل عن محمد مرسي، الناطق باسم جماعة الإخوان، قوله :quot; تعتبر جماعة الإخوان منظمة كبرى وقوية. لذا قد نقوم بطريقة ما ( كتحالف ) بخطوة ربما تتسبب في تعبئة الناس ndash; العلمانيين ndash; في المجتمع. وهو ما قد يؤدي إلى موقف أفضلquot;. ثم تلفت quot;التايمquot; إلى أن أي تحالف مع الحزب الإسلامي قد يعمل بشكل محتمل على إعاقة حركة البرادعي بما سيعمله نفسهعلى دعمها. وتبرر ذلك من منظور أن هذا التحالف قد يُعجِّل بقمع الدولة له: حيث يتعامل النظام بصرامة مع الإخوان منذ العام 2005، وهي بذلك تدفع ثمنًا باهظًا نظير مشاركتها في الحياة السياسية. بينما يشعر بعضهم بروح التعاون من جانب الإخوان ndash; بما في ذلك سلسلة المحاولات التي أطلقتها الجماعة مؤخرًا لفتح باب الحوار مع باقي جماعات المعارضة ndash; كرد على الضربات التي يتلقونها من جانب النظام.

وترى المجلة في نهاية حديثها أن تواجد الإخوان سوف يُصعِّب أيضًا من المحافظة على وحدة تحالف يشهد حالة من الامتداد الفعلي بفضل تنوعه. وهو الأمر الذي علَّق عليه زعيم المعارضة أيمن نور في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي للمجلة، وقال فيها :quot;هناك الكثير من الصراعات داخل هذا التحالف. ومع هذا، فلن نناقش المشكلات الداخلية؛ بل سنناقش ما نريد أن نحققهquot;. كما تلفت إلى أن النشطاء الليبراليين يشعرون بالقلق إزاء تطلعات الإخوان الإسلامية، في حين اعترف أحد مسؤولي الجماعة للمجلة بأن عددًا من مواقف جماعته في قضايا مثل حقوق المرأة وحقوق المسيحيين تشهد حالة من الانقسام، وهناك حاجة مُلِحة إلى تغييرها.

وعلى الرغم من اعترافه بقيمة التحالف مع ائتلاف البرادعي، إلا أن مرسي، المتحدث باسم الجماعة، عاد ليحذر من أن العقبات في هذا الجانب عقبات حادة، وخلص بقوله: quot;لا أعتقد أنه سيؤدي في المستقبل القريب إلى إصلاح حقيقي. ولا حتى في انتخابات الرئاسة العام 2011quot;. وتختم المجلة بالقول إنه إن كان يتطلب نجاح أي حركة ديمقراطية الحصول على تأييد شعبي فعال في مصر، فإن إشراك الإخوان قد يكون مفتاح الوصول إلى الجماهير.