تعتزم السعودية أكبر بلد مصدّر للنفط في العالم إنشاء مركز علمي للطاقة النووية والمتجددة، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. وقد أمر الملك عبد الله بإقامة مجمّع علمي يحمل اسمه، وسيتولى رئاسته وزير التجارة السابق هاشم بن عبد الله يماني.

الرياض: أمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مدينة للطاقة الذرية والمتجددة تحمل اسمه وذلك للأغراض السلمية، ووفقًا لما جاء في البيان الملكي بما نصه أن quot;المملكة تشهد نموًّا مضطردًا وبمعدّلات عالية للطلب على الكهرباء والمياه المحلاة وذلك نتيجة للنمو السكاني والأسعار المدعومة للمياه والكهرباء. ويقابل هذا الطلب المتنامي على الكهرباء والماء طلب متزايد على الموارد الهيدروكربونية الناضبة لإستخدامها في توليد الكهرباء وتحلية المياه التي ستستمر الحاجة لتوفيرها بشكل متزايد ولذلك فإن استخدام مصادر بديلة مستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة يقلل من الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية وبالتالي يوفر ضمانًا إضافيًا لإنتاج الماء والكهرباء في المستقبل، ويوفر في الوقت ذاته الموارد الهيدروكربونية، الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة عمرها وبالتالي إلى إبقائها مصدرًا للدخل لفترة أطولquot;.

وفي ضوء ما ورد في محضر اللجنة المشار إليها، من أن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية سيمكن الدولة من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل دقيق ومدروس يزيد من معدل التنمية، ويعطي المملكة القدرة المعرفية حسب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة ويوفر المواد الضرورية للاستخدامات الطبية، أما في المجال الزراعي والصحي فيوفر الاحتياجات الوطنية.
ورغبة في إيجاد هيئة علمية متخصصة تعنى بوضع وتنفيذ السياسة الوطنية للطاقة الذرية والمتجددة أمرنا بإنشاء مدينة علمية تسمى ( مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة)quot;.

الطاقة الذرية هي المستقبل
وقال الاقتصادي خلف الشمري في تصريح quot;لإيلافquot; إنّ الطاقة الذرية والمتجددة هي المستقبل، وهي الطاقة التي تختلف عن النفط كثيرًا كونها الطاقة التي لا تنضب، وامتدح الشمري التوجيه الملكي لإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة حيث أنها ستؤدي الدور المستقبلي للطاقة الذرية السلمية كونها مصدرًا للكهرباء وكافة الأمور الحيوية التنموية. وأضاف أن السعودية هي مركز مهم للطاقة المتجددة والتي تنتج من الشمس والرياح والمياه والتي تتميز بها السعودية عن مثيلاتها من الدول.

السعودية تعمل وفق المعاهدات
وسبق أن أعلنت السعودية في قمة الأمن النووي التي أقيمت في واشنطن خلال الأيام الماضية في كلمتها التي ألقاها رئيس استخباراتها الأمير مقرن بن عبدالعزيز quot; أن المملكة العربية السعودية أعطت اهتمامًا كبيرًا لمسألة انضمامها إلى جميع الاتفاقيات التي تسعى إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليينز كما عملت على حث جميع الدول المحبة للسلام لاتخاذ المبادرة من خلال الانضمام إلى مثل تلك الاتفاقيات، إضافة إلى تعاونها مع المجتمع الدولي لبناء مجتمع خال من أسلحة الدمار الشامل، تماشيًا مع سياساتها الداعية إلى ضرورة التعايش السلمي والتعاون بين الدول لما فيه مصلحة الجنس البشري والحفاظ على الانجازات والإمكانات البشرية.

وأفاد مقرن بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية دعمت كذلك جميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل التي اعتمدت في كل عام من قبل الجمعية العامة مثل قرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم مشروعية التهديد أو استخدام الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي وقرار اعتماد التدابير اللازمة لمنع الإرهابيين من حيازة أسلحة الدمار الشامل وقرار خارطة الطريق من أجل الإزالة الكاملة للأسلحة النووية.

التنمية المستدامة
وفي هذا السياق يبدو أن السعودية تعمل على تحقيق مبدأ التنمية quot;المستدامةquot; والتي تهدف إلى حفظ حق الأجيال القادمة وعلمها بمبدأ أن النفط وحده لن يكفي للتنمية والتطور على غرار الدول المتقدمة، وربما أنه سينضب والتاريخ خير شاهد على تداول الأزمات والأحداث، وكذلك أن النفط يتسبب بالعديد من المشاكل البيئية والتي ينافي ما تم التوقيع عليه من قبل الحكومة السعودية على تقليل مصادر الاحتباس الحراري والتلوث البيئي. وفي الوقت الذي أعلن فيه العاهل السعودي عن إنشاء مدينة تعنى بالطاقة الذرية والمتجددة على غرار مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وتأتي الدول الخليجية في مقدمة الدول العربية لتأسيس كيان نووي مستقل لكل دولة لأغراضها السلمية حيث جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي بتأسيس لإنشاء مفاعلات نووية مع كوريا الجنوبية بمبلغ يفوق 20 مليون دولار، والتي صنفت كأكبر صفقة نووية على مستوى العالم بحيث تكون جاهزة ببداية العام 2020، وتبعتها البحرين والكويت أخيرًا بتوقيع اتفاقيات مع الجمهورية الفرنسية.

اتفاقية سعودية ndash; فرنسية
وكانت السعودية والجمهورية الفرنسية قد أحرزتا تقدمًا للتوقيع اتفاقية للشراكة في مجال الطاقة النووية وجاء ذلك الإعلان بعيد لقاء وزيرة الاقتصاد الفرنسية كراستين لاجرد بالملك عبدالله في نيسان/ابريل من العام الماضي، والذي أكدت فيه على قرب الانتهاء من إجراءات توقيع الاتفاقية وفق الشروط الدولية للاستخدام السلمي، وكذلك تم التوقيع على اتفاق آخر تم التوقيع عليه بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية،‮ ‬خلال الزيارة التي‮ ‬قام بها الرئيس الأميركي‮ ‬السابق جورج بوش إلى الرياض حيث التقى الملك عبدالله بن عبد العزيز في‮ ‬16‮ ‬أيار‮/ ‬مايو‮ ‬2008‭.‬‮ ‬هذا الاتفاق كان عبارة عن مذكرة تفاهم حول التعاون بين البلدين في‮ ‬مجال الطاقة النووية المدنية‮.

وجاء في البيان الملكي كذلك تعيين الوزير السابق للتجارة والصناعة السابق هاشم يماني مديرًا للمدينة، والدكتور وليد أبو الفرج نائبًا لها والدكتور خالد السليمان نائبا للمدير لشؤون الطاقة المتجددة وسيكون مقر مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالعاصمة السعودية الرياض.