بقي quot; السيف الاجربquot; وهو سيف الامام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية، لاكثر من 150 عاما في البحرين، ومن المقرر أن يقدمه ملك البحرين للعاهل السعودي في الزيارة المرتقبة للملك عبدالله بن عبد العزيز إلى المنامة.
المنامة: من المقرر حسب المعلومات التي حصلت عليها ايلاف من مصادر سعودية وبحرينية ان يقدم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي يزور المنامة الاحد في زيارة تاريخية هي الاولى منذ توليه مقاليد الحكم quot; السيف الاجربquot; وهو سيف الامام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية (1238 - 1249ه) بعد ان ظل لاكثر من 150 عاما في البحرين.
ويعد السيف الاجرب سيف الامام تركي بن عبدالله آل سعود المعروف بشجاعته ورجاحة عقله وحسن تصريفه للامور ، وهو من أسرة مباركة شهد لها التاريخ بالمجد والسؤدد، احد ابرز السيوف في تاريخ الدولة السعودية والتي تشير مصادر تاريخية متعددة إلى انه سيف قوي استطاع الامام به محاربة العثمانيين وهزيمتهم في اكثر من واقعة، وتطهير الاراضي السعودية من المعتدين، ويشير للسيف دائما مع عظام السيوف في التاريخ كسيف الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (ذو الفقار) ، وسيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود (الأجرب) ، وسيف الملك ريشارد قلب الأسد ، وسيوف أخرى لعظماء التاريخ.
وقد ورد ذكر مسمى السيف في احدى قصائد الامام تركي التي ارسلها لابن عمه مشاري الموجود أسيرا في مصر عند إبراهيم باشا سنة 1235هـ ، وهي من القصائد المشهورة في الحكمة والحماسة وجاء فيها:
طار لكرى من موق عيني وفرّا
وفزيت من نومي طرالي طواري
يوم (ن) كل (ن) من عميله تبرّا
حطيت الاجرب لي خوي (ن) مباري
كما يؤكد التاريخ السعودي ان لصاحب هذا السيف دورا عظيما في توطيد دعائم الدولة السعودية ونشر الامن والاستقرار في وقت عمت فيه الفتن والقلاقل ارجاء الجزيرة العربية استطاع ذلك بشجاعته المتناهية وحكمته المتنامية، وقال البليهد في صحيح الاخبار (2:193) quot; الاجرب سيف تركي بن عبدالله الذي قتل به اعداءه وهو باق الى هذا العهد في خزانة آل سعود. وللإمام تركي ابيات اخرى اشار فيها الى هذا السيف وذكرها منديل الفهيد في كتابه من آدابنا الشعبية (6/15) منها:
جلست في غار على الطرق كشاف
على طريق نايف في عليه
وطويق غرب وكاشف كل الاطراف
وخذيت به وقت وله قابليه
مع الخوي (الاجرب) على كل خواف
في يد شجاع ماتهبى ضويه
اما مسمى السيف فقد اختلفت الروايات والمعلومات التي حصلت عليها إيلاف على الشبكة العنكبوتية وهناك من يرجح التسمية إلى وجود صدأ على بعض اجزاء السيف.
اما قصة الامام الامير تركي فحسب موقع وزارة الخارجية السعودية فإنه على الرغم من الانتصار العسكري الذي حققته قوات محمد على باشا على الدولة السعودية الأولى ، فإنها لم تتمكن من القضاء على مقاومات الدولة السعودية ، حيث ظل الأهالي في المنطقة على ولائهم لأسرة آل سعود وللدعوة السلفية ، وتجلى هذا واضحا عندما علم أهالي نجد بنجاح الأمير مشارى بن سعود في الهرب من قوات إبراهيم باشا ووصوله إلى الوشم عام 1235هـ / 1820م ، حيث لقي تأييدهم و لقي منهم كل عون و مساعدة و انضم إليه أهالي القصيم و الزلفى و ثرمداء ، و اتجه إلى الدرعية حيث بايعه أميرها محمد بن مشارى ابن معمر ، الذي سرعان ما نقض البيعة ، و تمكن من دخول الدرعية ، و قبض على الأمير مشارى بن سعود و سلمه للحامية العثمانية ، حيث توفى بالسجن في عنيزة عام 1236هـ 1820م .
ويشير الموقع إلى انه عقب القبض على الأمير مشارى بن سعود فر الأمير تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود من الرياض التي كان أميرا عليها ، و بدأ في الإعداد لتأسيس الدولة السعودية وبنائها من جديد على الأسس نفسها التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى ، و شهد عام 1238هـ 1822م استئناف الأمير تركي بن عبد الله إعادة تأسيس الدولة السعودية و جعل الرياض عاصمة لها ليعود الاستقرار إلى المنطقة مرة أخرى ، حيث ابتدأ حكمه سنة 1240هـ 1824م عقب استسلام الحامية العثمانية المصرية في الرياض له . و في عام 1249هـ / 1834م اغتيل الإمام تركي بن عبد الله بمؤامرة من ابن أختـه مشارى بن عبد الرحمن بن حسن بن مشارى و كان قبل ذلك قد نجح في الهروب من مصر حيث كان ضمن أفراد أسرة آل سعود الذين نقلوا إلى القاهرة مع القوات العثمانية المصرية بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى وهدم الدرعية ، و لم يستمر حكم الأمير مشارى سوى أربعين يوما ، حيث استرد الحكم منه فيصل بن تركي بن عبد الله الذي بدأت فترة حكمه الأولى عام 1250هـ/ 1834م.
التعليقات