عرض زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم جيشه quot;المهديquot; ليشكل سرايا ضمن القوات الامنية العراقية لمساعدتها على حفظ الأمن في أعقاب تفجيرات ضربت مصلين في بغداد امس وادت الى مصرع واصابة 250 عراقيا وسط مخاوف من عودة نشاط الميليشيات الطائفية .. في وقت بدأت القوات الاميركية عملية واسعة بحثا عن 21 مفقودا أجنبيا في العراق .

لندن:دعا الصدر العراقيين الى ضبط النفس وعدم الانجرار quot;خلف المخططات الاميركية الخبيثة التي تريد جر العراق الى حروب واقتتال لكي تجد ذريعة في البقاء في اراضيناquot; كما قال في بيان له اليوم بعد ساعات من تفجيرات ضربت مصلين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مساجد شيعية في بغداد ما ادى الى مصرع 70 شخصا واصابة 180 آخرين . واضاف quot;انا ادعو الجميع الى الالتزام بالهدوء لكي نبني وطننا وحكومته الجديدة على اسس وطنية واخلاقية تكون النواة الاولى للمطالبة بخروج المحتل من اروقة البرلمان وادارات الدولة الرسمية وان لاتكون حكومتنا مطالبة

ببقائه كما عودنا الكثير من افرادها الحاليين ممن تقربوا الى المحتل وابتعدوا عن شعبهم وتناسوا مسؤولياتهم في حماية الشعب وتوفير رزقه ولقمته وعيشه وهم خلف جدران محصنة متناسين عذاب الله ويوم الحساب تاركين شعبهم يعاني الامرين من جيش الظلام وجيش المؤمنينquot; .

وشدد على ضرورة انبثاق حكومة موحدة لا طائفية ولا عرقية ولا حزبية quot;بل عراقية تجمع كل اطياف الشعب ومكوناته بعيدا عن الاحتلال والبعث والارهاب والميليشياتquot; .

وقال الصدر quot;اقدم استعدادي لتوفير المئات من المؤمنين امام من اخلص لعراقه من الحكومة الحالية لكي يكونوا سرايا رسمية في الجيش العراقي او شرطته لكي يدافعوا عن مراقدهم وصلواتهم ومساجدهم واسواقهم وبيوتهم ومدنهم بما يحفظ للحكومة العراقية ماء وجهها ولكي لاتلجأ للمحتل في حماية شعبها ولكي يعيش العراقيون في عراقهم آمنين سالمين وان رفضت ذلك فهي حرة في ذلكquot; .

واثار عرض الصدر هذا الذي اعتبر محاولة لإعادة نشاط جيش المهدي المجمد منذ عامين، مخاوف من عودة الميليشيات المسلحة الى نشاطها الطائفي خلال عام 2006 وادى الى اقتتال شيعي سني ادى الى مقتل المئات وتهجير اربعة ملايين عراقي الى داخل البلاد وخارجها .

وقدم الصدر الى السياسيين العراقيين ما وصفها بالنصيحة قائلا quot; يجب ان لا تلهيهم تحالفاتهم وتناحراتهم عن شعبهم المظلوم الذي ما زال المحتل يرتع في مدنه بلا رادع والارهاب يتنامى في أزقته بينما اصوات الثكالى ترتفع من هنا وهناك والاهات في السجون تعلو منتشرة في كل مكان فأزيز الطائرات والدبابات والمفخخات ما زالت تدوي في الشوارع والساحات والمساجد .. فالحرية لمعتقلينا والسلامة لشعبنا والنصر لمجاهدينا وجيشنا وشرطتنا المخلصة والخذلان للمحتل ومن والاه ومن يريد بقاءه وامنهquot;.

ويأتي نداء الصدر هذا محاولة لاعادة النشاط الى جيش المهدي الذي يضم عدة الاف من الاعضاء بعد ان كان قد جمد نشاطه عام 2007 . وكان جيش المهدي قد تأسس اثر سقوط النظام السابق عام 2003 لكن تجاوزات مسلحيه ارغمت القوات العراقية والاميركية خلال العامين الماضيين على شن عمليات عسكرية ضده في بغداد ومحافظات الجنوب الشيعية أدت الى مقتل العشرات واعتقال المئات من عناصره حكم على عدد منهم بالاعدام . وفي حزيران (يونيو) عام 2008 أمر الصدر بتحويل جيش المهدي من ميليشيا مسلحة إلى مؤسسة ثقافية واجتماعية كما أبقى على بعض quot;الخلايا الخاصةquot; قال إنها ستتكفل بمقاومة quot;المحتلquot; إذا طلب منها ذلك.

وقد شهدت محافظتا بغداد والانبار امس الجمعة عدة تفجيرات ادت الى مقتل 70 مواطنا واصابة 180 اخرين واعتقال عدد من منفذيها.

وقد انفجرت اربع سيارات مفخخة في مناطق الحرية والأمين والصدر والرحمانية في بغداد استهدفت مصلي الجمعة فيما يعتقد انها رد من تنظيم القاعدة عقب اعتقال وقتل قياداتها .

يذكر ان القوات العراقية قد وضعت في حال تأهب مطلع الاسبوع الحالي اثر الاعلان عن قتل قائدي تنظيم القاعدة ودولة العراق الاسلامية وعدد اخر من قادة التنظيمين خشية ردود فعل وعمليات انتقامية لعناصر التنظيمين بتنفيذ تفجيرات دامية كتلك التي شهدتها بغداد خلال الاشهر الاخيرة وادت الى مصرع حوالى الفي شخص واصابة اكثر من ثلاثة الاف اخرين.

الجيش الاميركي يبدأ عملية بحث عن 21 أجنبيا مفقودا في العراق

باشرت القوات الاميركية عملية واسعة اطلق عليها quot;التحرير الثانيةquot; بحثا عن 21 اجنبيا مفقودا في العراق بين عامي 2004 و 2007 من جنسيات مختلفة بينهم بريطانيون واميركيون وافارقة خطفوا وتم اغتيالهم ولم يعثر عليهم.

وكانت القوات نفذت عملية التحرير الاولى في عام 2009 خلال الفترة بين 20 ايار(مايو) و 20 حزيران (يونيو) والتي اسفرت عن انجازين : الاول كان باستعادة بقايا اثنين من البريطانيين المفقودين في العراق .. والثاني استعادة بقايا النقيب الاميركي الطيار وهو اخر المفقودين في عملية عاصفة الصحراء واسمة النقيب سبيتشر.

واضافت القوات الاميركية في بيان عسكري تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه ان الجهود مستمرة في عملية التحرير الثانية هذه من قبل منظمات المجتمع الدولي والجيش الاميركي ووزارة الخارجية الاميركية للعثور على باقي المفقودين الاجانب في العراق . وقالت quot;في الوقت الذي تنسحب فيه القوات الاميركية من العراق (نهاية العام المقبل) فان هؤلاء المفقودين لن ينساهم احد في الولايات المتحدةquot; .

وقال ناطق اميركي quot;سنبحث عن المفقودين في اي زمان ومكان وكلمتنا السحرية هي اننا لن نترك رفيقاً مفقوداً ..انها مسؤولية مهمة بالعثور على المفقودين والعودة بهم الى الوطن بشرف ..

ان ايجاد المفقودين في العراق هو عمل فريق وان هؤلاء الذين يبلغون عن المفقودين يقدرون مكانة المفقودينquot; . ودعت القوات اي شخص يعرف معلومات تدل او توصل الى اماكن المفقودين الاتصال بمكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي على الموقع الالكتروني التالي : https://tips.fbi.gov ولمن لا يتكلم اللغة الانكليزية يمكنه الاتصال من داخل العراق بالرقم 130.

وتتزامن بدء عملية البحث عن المفقودين مع ارتفاع عدد القتلى الأميركيين في العراق منذ مطلع العام الحالي إلى 23 قتيلاً وذلك بمقتل جندي اميركي هو السادس الذي يقتل خلال الشهر الحالي . وكان يوم السابع من إبريل/نيسان قد شهد مقتل جنديين أميركيين خلال اشتباك بين دورية أميركية ومسلحين . وقال الجيش الأميركي في العراق في بيان له إنه إلى جانب القتيلين أصيب خمسة جنود آخرين وأنهم نقلوا إلى مركز طبي لتلقي العلاج.