لندن: أعلنت السلطات العراقية اليوم إعتقال quot;والي بغدادquot; في تنظيم القاعدة الذي وصف بأنه quot;كنزquot; معلومات التنظيم التي تمكن القوات العراقيّة حاليًا من ملاحقة قادته وخلاياه وأشارت إلى أن القوات المسلحة قد وضعت في حال تأهب تحسبًا لعمليات إنتقاميّة يقوم بها تنظيم القاعدة وصدرت تعليمات لها باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر.

وقال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن السلطات العراقية تمكنت من اعتقال والي بغداد في تنظيم القاعدة واسمه مناف عبد الرحيم الراوي الملقب quot;فلاح أبو حيدرquot; ووصفه بانه كنز معلومات القاعدة ومفجر السفارات المصرية والألمانية والإيرانية. وأشار إلى أن الراوي من مواليد موسكو عام 1975 وانتمى لتنظيم القاعدة العام 2003 ونصبه قائد تنظيم القاعدة ابو عمر البغدادي واليًا على بغداد العام 2008. وأوضح ان مسرح عمليات الراوي الارهابية كانت في المناطق بين العاصمة ومحافظة الانبار (100 كم غرب بغداد).

وأضاف أن الراوي مسؤول عن عمليات التخطيط والتنفيذ لعمليات التفجير الدامية التي شهدتها بغداد خلال العامين الاخيرين. وقال انه كان مسؤولاً عن اغتيال النائب حارث العبيدي ومحاولة اغتيال وزير التخطيط علي بابان بوسط بغداد... اضافة الى تفجير مقرات وزارات الخارجية والمالية والعدل والمعهد القضائي ومحكمة التمييز صيف العام الماضي كما خطط لتفجير مقر قناة العراقية الفضائية الرسمية.

وأشار عطا إلى أن الراوي كان مسؤولاً عن تنفيذ عمليات التفجير التي تعرضت لها مراكز انتخابية خلال عملية الاقتراع العام التي شهدها العراق في السابع من الشهر الماضي.. كما انه مسؤول عن التخطيط والتنفيذ لعمليات تفجير اماكن العبادة الشيعية والسنية والمسيحية العام الماضي من خلال انتحاري يمني واخر سعودي لم يذكر اسميهما.

وأوضح عطا انه سيتم قريبًا عرض اعترافات الراوي الذي اظهر صورته على شاشة كبيرة على الرأي العام... وقال ان المعلومات التي ادلى بها مكنت القوات العراقية من تعقب قيادات القاعدة وكشف اهدافها وخططها الاستراتيجية في العراق. وحول اجراءات القوات الامنية لمواجهة عمليات انتقام محتملة لمقتل قادتها قد تقوم بها القاعدة اكد عطا ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي قد اصدر تعليمات الى الاجهزة الامنية بان تكون في اعلى حالات اليقظة والحذر لمواجهة اي تطورات امنية. واشار الى ان قتل واعتقال قادة القاعدة خلال الايام الاخيرة في عملية quot;وثبة الاسدquot; التي تم البدء بتنفيذها مؤخرًا قد اربكت التنظيم وخلاياه، مشيرًا إلى أن حالة من الهستيريا تسود عناصره حاليًا.

كما اتخذت القوات الأمنية إجراءات احترازية لحماية الكنائس في بغداد بعد ورود تهديدات من جماعات مسلحة باستهدافها حيث تشهد العاصمة بغداد انتشارًا كثيفًا للقوات الأمنية التي قامت بتطويق الطرق المؤدية إلى الكنائس وتفتيش المركبات. يشار إلى أن المسيحيين في العراق كغيرهم من الاقليات تعرضوا في وقت سابق إلى حملات قتل وتهجير كان آخرها ما جرى في مدينة الموصل في شهر فبراير (فبراير) الماضي الذي أدى إلى نزوح العديد من أبناء هذه الطائفة إلى مناطق خارج محافظتهم.

ويأتي الاعلان عن اعتقال والي بغداد اليوم بعد ايام قليلة من تأكيد السلطات العراقية والقوات الاميركية قتل كل من أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق وأبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف quot;بدولة العراق الإسلاميةquot;. وقال الملكي إن عملية عسكرية نفذتها قوات أمنية عراقية وأميركية في منطقة quot;الثرثارquot; شمالي بغداد استهدفت منزلاً كان البغدادي والمصري متواجدين فيه وأشار إلى أنهما حاولا الاختباء في حفرة داخل المنزل حيث عثرت القوات عليهما داخل الحفرة وقد فارقا الحياة.

كما أكد الجيش الأميركي امس الاول أن قوات الأمن العراقية تمكنت من قتل أحد أبرز القادة العسكريين بتنظيم quot;القاعدةquot; في شمال العراق خلال عملية مشتركة بمدينة quot;الموصلquot; شمالي بغداد. وقال مسؤولون أميركيون إن القوات العراقية قامت بالاشتراك مع مستشارين عسكريين أميركيين، بحملة تفتيش واسعة في الموصل بحثًا عن أحمد علي عباس العبيدي المعروف أيضًا باسم quot;أبو صهيبquot; والذي يُعتقد أنه مسؤول العمليات المسلحة للتنظيم في شمال العراق.

وأفادت المصادر بأن قوات الأمن عثرت على المشتبه به في أحد المباني وطلبت منه تسليم نفسه، إلا أنه رفض الخروج من المبنى وبدأ بإطلاق النار على القوات فقام الجنود بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلاً على الفور مشيرةً إلى أن أحد الجنود أُصيب بجروح طفيفة خلال تبادل إطلاق النار. ومن جهته اكد اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع ان quot;المعلومات التي اوصلت للبغدادي والمصري هي نفسها اوصلت الى العبيديquot;. وقال ان quot;السلطات وضعت يدها على الكثير من المعلومات والاتصالات للتنظيمات حيث باتت معروفة للقوات الامنيةquot;.

وكان المالكي اعلن quot;ضبط اجهزة الحاسوب وعلى كل المراسلات بينهم وبين ارهابيين في العالم ومنهم ايمن الظواهري واسامة بن لادن خلال العمليةquot;. وقال المالكي ان quot;القاعدة بعد هذه الضربة اصبحت باضعف حالاتهاquot;. واضاف quot;عندما تنزف القاعدة وتسقط قياداتها بهذا الشكل وتكون جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكتهم وامتداداتهم تحت ايدينا تصبح في اضعف حالةquot;.

لكنه اكد انه quot;لا بد ان نكون اكثر حذرا ويقظة واستمرارا بالعملية تصاعديا، وحتى نضمن نهاية لاجتثاث القاعدة في العراق نحتاج الى ترابط اكثرquot;. ورأت واشنطن ان القاعدة تلقت quot;ضربة كاسحةquot; بمقتل زعيمي القاعدة وقال نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الذي كلفه الرئيس باراك اوباما الاشراف على الانسحاب الكامل للقوات الاميركية من العراق قبل نهاية العام المقبل ان quot;مقتلهما قد يعني توجيه ضربة كاسحة للقاعدة في العراقquot;.

واعتبر بايدن ان هذه العملية العسكرية تؤكد quot;قوة وقدراتquot; القوات العراقية مشددا على ان quot;هذه العملية هي الدليل بنظري على ان مستقبل العراق لن يقرره اولئك الذين يريدون تدمير البلادquot;. واضاف quot;خلاصة الامر ان العراقيين اكدوا بقتل هذين الشخصين، انهم تسلموا زمام فرض الامن في العراق وضمان سلامة سكانهquot;.

وبرز البغدادي للمرة الاولى في نيسان/ أبريل عام 2006 بعد قيادته مجموعة اعلنت انها تقاتل الاميركيين قبل ان يتولى قيادة تنظيم القاعدة في العراق. وكان تنظيم القاعدة قد أعلن في حزيران (يونيو) من ذلك العام عن تعيين ابو ايوب المصري خلفا للاردني ابو مصعب الزرقاوي بعيد مقتل الاخير في غارة جوية اميركية. لكن اسامة بن لادن زعيم القاعدة دعا في 30 كانون الاول (ديسمبر) العام 2007 في تسجيل صوتي الاسلاميين في العراق الى مبايعة الشيخ ابو عمر البغدادي quot;اميرًا على دولة العراق الاسلاميةquot; وهاجم مجالس الصحوة. واعتبر القادة الاميركيون حينها ان الدعوة لمبايعة البغدادي ما هي إلا خدعة تهدف الى وضع التنظيم تحت قيادة اسم عراقي.