الحكيم مجتمعاً مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز

لندن: قال زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز قد أكد له حرصه الشديد على وحدة العراق وعدم تدخل بلاده بشؤونه الداخلية ونبذه للعنف والطائفية اللذين يتعرض لهما، وأشاد بالمرجع السيستاني.. ودعا الحكيم إلى مسؤولين جدد قادرين على اعادة العراق إلى حاضنته العربية والاسلامية وطالب بإشراف دولي على عمليات اعادة عد اصوات الناخبين في بغداد وفرزها،مجدّدًا الدعوة إلى القادة السياسيين لحضور اجتماع طاولة مستديرة لبحث استحقاقات مرحلة ما بعد الانتخابات الاخيرة وتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي إن الزيارات التي قام بها قادة من العراق إلى دول المنطقة وخاصة المجاورة منها جاءت خطوة متطورة في العلاقات العراقية العربية وهي رسالة مهمة بأن العراق يسعى إلى إقامة أفضل العلاقات معها. وقال إن quot;ما سمعته من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله كان شيئًا جيّدًا فقد عبر عن حرصه على العراق ووحدته ونبذه للطائفية والعنف وأشاد بدور المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني. وأشار إلى الرغبة في تبادل المصالح مع العراق إلى جانب عدم رغبة المملكة في التدخل في الشؤون الداخلية للعراقquot;.

وأضاف أن هذا الموقف جاء ليعزز من الموقف السعودي في إبداء quot;الاعتذارات التي صدرت من قبل علماء الدين في المملكة عن الاساءات التي وجهت ضد المرجعية الدينية إلى جانب الفتوى التي صدرت والتي تحرم العنف واراقة الدماء في العراقquot;. ووصف الحكيم زيارة وفد من الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي إلى طهران بأنها خطوة مهمة لتطمين دول الجوار العراقي وقال quot; اننا معتزون بهويتنا العربية والاسلامية وذلك يتطلب منا المزيد من الانفتاح في هذا المجالquot;.

وكان الحكيم قد قام مؤخرًا بزيارة إلى السعودية حيث اجتمع مع عاهلها الملك عبد الله وبحث معه آخر التطورات على الساحة العراقية والعلاقات بين البلدين وهي زيارة جاءت ضمن اخريات قامت بها وفود تمثل مختلف القوى العراقية إلى دول المنطقة لبحث علاقات العراق معها بعد اجراء الانتخابات التشريعية في السابع من الشهر الماضي.

وحول اجتماع الطاولة المستديرة التي وجه الحكيم الدعوة إلى قادة القوى السياسية للمشاركة فيها لبحث متطلبات مرحلة ما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، قال في كلمة بالملتقى الثقافي للمجلس الاعلى في بغداد بحضور جمع غفير من المواطنين ان بعضهم فهم ان الطاولة المستديرة جاءت لتعويم الاستحقاقات الانتخابية، بينما الواقع ان المطلوب منها تحديد رؤية ووضع معايير للمرحلة المقبلة.

الحكيم يتحدث خلال الملتقى الثقافي للمجلس الأعلى ببغداد

وقال quot;ان الحديث عن الاشخاص سيفسد عمل الطاولة لاننا نتطلع في المرحلة المقبلة لحكومة تحقق الشراكة الحقيقية وتشعر الجميع بأنهم حاضرين في القرار حيث اننا نميز بين المشاركة والشر اكة.. فالمشاركة هي ان تكون حاضرًا في هذه الوزارة او تلك اما الشراكة فهي ان تكون حاضرًا فيصناعة القرار وان المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة شراكة وطنية وان نتجاوز المشاركة. وعلينا ان ننظر في عملية توزيع الادوار حينما نرشح اناس للمواقع السيادية المهمة ان ننظر إلى المواصفات... الكفاءة والقدرة على الاداء والتخصص وان تتوفر في المسؤول المقبولية الوطنية، فهو لن يكون رئيسًا لحزب او لطائفة بل هو لجميع العراقيين لذا لا بد ان يحظى بمقبولية جميع الاطراف. كما ان العراق يسير نحو الانفتاح الاقليمي والدولي فكيف يتم الانفتاح ما لم تكن هناك شخصيات تتمتع بالمقبولية لدى دول الاقليم والعالم خاصة وان العراق يريد أستعادة دوره الاقليمي ويريد العودة إلى حاضنته العربية والاسلامية وهو معتز بهويته العربية والاسلامية مع كامل الاحترام لباقي القوميات والطوائف والاقليات وهذه ليست قضية بسيطة بل نحن نحتاج إلى رجال بهذه المواصفاتquot;.

وكان ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي قد رفض حضور اجتماع الطاولة المستطيلة قبل الاتفاق على رئيس الوزراء المقبل واعلان تحالف مع الائتلاف الوطني.وأضاف الحكيم ان الحل للاوضاع العراقية الحالية وكسر حالة الجمود التي تشهدها الساحة السياسية العراقية هو السير بمسارين: الاول هو عقد الطاولة المستديرة لجمع الاطراف للتحاور وتحديد ملامح صورة العراق في السنوات الاربع المقبلة والاولويات والمسارات والضمانات لعدم الوقوع في أخطاء الماضي.. والثاني هو الاتفاق على تشكيل الحكومة. وقال إن على القائمة التي ترى نفسها قادرة على تشكيل الحكومة ان تتحرك لاقناع الاطراف الاخرى.

وحول قرار المفوضية العليا للانتخابات بإعادة فرز الاصوات يدويًّا في محافظة بغداد اوضح الحكيم قائلاً quot;اننا في الوقت الذي نحرص فيه على تطمين جميع الاطراف علينا ألا نثير القلق لدى الاخرين ونتمنى اجراء عمليات اعداة الفرز بحضور مراقبين محليين واعلاميين ومراقبين دوليينquot;. ودعا إلى quot; تحمل المسؤولية وسعة الصدر بعد اعلان النتائج ايًا كانت فإن الشعب العراقي يتطلع إلى تشكيل حكومة منسجمة متواضعة همها الانطلاق بالبلد إلى الامامquot;.

ومن المنتظر أن تبدأ عمليًا إعادة فرز وعد أكثر من مليونين ونصف المليون ورقة إقتراع خاصة بمحافظة بغداد السبت حيث يتوقع ان تستغرق العملية اسبوعان. وفيما يتعلق بالتطورات الامنية الاخيرة وقتل قائدي القاعدة في العراق ابو حمزة المصري والبغدادي وابو صهيب العبيدي قال الحكيم quot;في الوقت الذي نشد فيه على ايدي رجال الاجهزة الامنية فاننا ندعو إلى الحيطة والحذر من اي ترهل او تخفيف في الاجراءات بعد هذه العملية بل يجب تكثيف الجهود حتى يتم تفكيك جميع الخلايا وتعقب كل المجرمين في داخل العراق خارجهquot;.

وأشار إلى ان عملية التصدي للواجب وتحمل المسؤولية من قبل كل أبناء الشعب واجب شرعي وقال quot;ان هنا لا نعني ان يكون في موقع رئيس جمهورية او رئيس وزراء وانما على مختلف المستويات في التجارة والاسرة والمجتمع والعلاقات الاجتماعية لذلك يكون المطلوب تسليم الراية لأهلها وتسليم المهمة لمن هو أهل لها وان لا ينظر إلى هذا الشخص على اساس القومية او الدين او الطائفةquot;.