جانب من الحاضرين للملتقى الثقافي للمجلس الأعلى

دعا زعيم الائتلاف العراقي الموحد عمار الحكيم الكتل الفائزة إلى تنازلات متبادلة للتوصّل الى وحدة ووفاق يعجلان بتشكيل الحكومة في وقت تغادر كتلة علاوي خلال الساعات المقبلة إلى إيران.

لندن: دعا زعيم الائتلاف العراقي الموحد عمار الحكيم الكتل الفائزة في الانتخابات الاخيرة إلى اجتماع عاجل وعدم التمترس وراء الاسوار والتخلي من عقدة الخوف من بعضها البعض وابداء تنازلات متبادلة للتوصل الى وحدة ووفاق يعجلان بتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد أنّ العراقيين لن يركعوا امام الارهابيين. بينما حث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن القوى العراقية على الاسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البلاد، في وقت بدأ وفد من الكتلة العراقية بزعامة أياد علاوي زيارة لإيران.

وانتقد الحكيم موقف بعض القوى السياسية التي ترى ان الوقت لم يحن لتلبية دعوته بالاجتماع حول طاولة مستديرة قبل التوصل الى اتفاقات ثنائية او ثلاثية بينها، في اشارة الى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ما زال يتحفظ على هذه الدعوة.

وقال quot;ايها القادة لماذا انتم خائفون او قلقون وكلكم فائزون، اننا بحاجة الى الاسراع للجلوس حول الطاولة المستديرة لأن ابقاء الامور على هذا النحو سيعطل تشكيل الحكومة في وقت تتعرض ارواح المواطنين للأستهداف، ان تصلب كل طرف ازاء الآخر سيعرقل الامور ويفوت الفرصة لتشكيل الحكومة بالسرعة المطلوبةquot;.

وخاطب الحكيم السياسيين في كلمة له أمام حشد من العراقيين خلال الملتقى القافي للمجلس الاعلى الاسلامي في بغداد قائلا quot;ليتنازل كل الى الآخر ونقلّب الخيارات ونقرب الفرص، فإننا بأمس الحاجة إلى تدعيم الوفاق والوحدة والانسجام الوطني وبحاجة الى تعزيز الثقة وتوسيع المشاركة لنضع يدًا بيد من اجل العراق، والى متى يجلس كل منا خلف اسواره، ان هذه انانية علينا ان نتخلص منهاquot;. وناشد المواطنين العراقيين الى رص صفوفهم والضغط على السياسيين من اجل توحيد مواقفهم.

واشار الحكيم الى الزيارات المكوكية التي تقوم بها بعض القيادات العراقية الى بعض الدول العربية والاقليمية قائلاً quot;نرحب بهذه الزيارات ونرى انه من الضروري إجراء الحوارات مع اشقائنا العرب، العراق جزء من المنظومة العربية كما انه جزء من المجتمع الدولي فكيف نقيم ونعمق العلاقات دون ان نستمع الى الآخرين او نسمعهم صوتنا ولكن الأهم من ذلك ان يكون القرار عراقيًا وبحلة عراقية وعلى ضوء المصلحة العراقية وعلينا ألا نقلق من مثل هذه الزياراتquot;.

واشار الى الانفجارات التي تشهدها بغداد ومناطق عراقية اخرى فقال quot;ان الانسان يتألم حين يرى الاشلاء تقطع عبر جرائم كبرى يرتكبها المجرمون الارهابيون اصحاب النظرة الظلامية والرؤية البائسة للوصول الى مآربهم الدنيئة بنوع من التشفيquot;.

واضاف quot;انهم يريدوننا ان نركع ولكن اقول للأرهابيين مهما اوغلتم في دمائنا فإن هذا الشعب العظيم الذي يمتلك كل هذا العمق الحضاري هو شعب صامد صلب وسيواجه التحدي وكلما ضربتموه بقوة كلما ازداد صلابة،واننا سنثأر للشهداء والجرحى من خلال بناء مجتمعنا ومن خلال وحدتنا وتماسكنا وسنطاردكم من خلال مؤسسات الدولةquot;.

وحول دور القوات الامنية قال quot;من حق العراقيين ان يتساءلوا لماذا تتكرر هذه الجرائم وهل انها اخطاء ام ثغرات وكيف يمكن السماح للثغرات او الاخطاء ان تتكرر وما هي الخطة او الرؤية الاستراتجية الامنية ومن الذي وضعها؟ فلا بد من تشخيص الخطأ والخلل لأن الآلاف من ابناء العراق يذهبون ضحايا لهذا الخطأ فمن هو المسؤول؟ ودعا الحكومة الى حماية اسر الشهداء والجرحى وتعويضها عما اصابها جراء التفجيرات التي تحصد عشرات الارواح في كل يوم.

وحذّر من الفراغ الحكومي الذي يعيشه العراق حاليًا وقال ان هذا الفراغ له دور في حالة التراخي ومسؤولية هذا الفراغ تقع على عاتق القوائم الفائزة. وشدد ازاء ذلك على ضرورة تحلي القوى السياسية الفائزة بالشجاعة الكاملة والجلوس حول طاولة مستديرة لتشرع في تشكيل الحكومة وقال quot;نحن بحاجة ماسة الى قرار جريء من كل هذه القوائم والقيادات العراقية ليسارعوا في الجلوس حول هذه الطاولة لأن ذلك هو المدخل الصحيح للوقوف بوجه الارهابquot;.

وكان الحكيم رفض الاسبوع الماضي وصف القائمة العراقية بأنها قائمة بعثية مؤكدًا على ضرورة تشكيل حكومة quot;شراكة وطنيةquot; تضم الكتل الأربعة التي تمكنت من حصد الأغلبية العظمى من الأصوات في الانتخابات، وقال quot;لن ندخل في حكومة مقبلة لا تكون فيها القائمة العراقيةquot;.

بايدن يؤكد ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية

اكد نائب الرئيس الاميركي جورج بايدن خلال مباحثات هاتفية مع الرئيس العراقي جلال طالباني على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية. وخلال المباحثات اعرب بايدن عن مواساته quot;لأرواح الشهداء الذين ذهبوا ضحية الأعمال الارهابية الأخيرة التي استهدفت المدنيين العزل، ومباني سفارات الدول الشقيقة والصديقة في بغداد. ودان هذه الأعمال الارهابية التي طالت الأبرياء في أماكن سكنهم متمنيًا للجرحى الشفاء العاجلquot; كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي الى quot;ايلافquot; اليوم.

وبحث طالباني وبايدن quot;مسار النقاشات والحوارات الجارية بين الكتل العراقية الفائزة في الانتخابات التشريعية الاخيرة حيث تمنى بايدن الاسراع في تشكيل حكومة شراكة وطنية تستطيع أن تواجه التحديات وتأخذ على عاتقها تنفيذ المهام الوطنية من استتباب الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الاساسية و توسيع علاقات العراق مع الخارج. وثمَّن quot;دور الرئيس طالباني المحوري في تقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات وجهوده الحثيثة من أجل توحيد المواقف للاسراع في تشكيل الحكومة المقبلةquot;.

بدوره عبَّر طالباني عن شكره وامتنانه الكبيرين لبايدن على مكالمته ومواساته لضحايا الجرائم الارهابية quot;مؤكدًا تصميم العراقيين على مواصلة النضال ضد فلول الارهابيين والقتلة المجرمينquot;. وأشار إلى أن القادة السياسيين في البلاد مصممون على المضي قدمًا في مسعاهم من أجل رص الصفوف وتوحيد المواقف وصولاً إلى تشكيل حكومة شراكة حقيقية تضطلع بدورها المنشود مشدّداً على أهمية تمتين العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات بما يؤمن المصلحة المشتركة.

وقالت الادارة الاميركية امس ان تصاعد التفجيرات الدموية في بغداد لن يعيق هدفها بسحب كافة قواتها القتالية من العراق بنهاية اب (اغسطس) المقبل. ولقي 35 شخصا مصرعهم واصيب 140 اخرون بجروح اثر تعرض سبعة مبان سكنية لعمليات تفجير في بغداد الثلاثاء في ثاني موجة من التفجيرات الدموية خلال ثلاثة ايام مع تزايد المخاوف من عودة التمرد بسبب الازمة السياسية في البلاد.

وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض quot;اعتقد ان العديدين توقعوا ان يستغل المسلحون هذه الاوقات لتقويض التقدم العسكري والسياسي الذي شهدناه في العراقquot;. واضاف ان البيت الابيض على اتصال بالسفير الاميركي في بغداد كريستوفر هيل والقائد الاميركي راي اوديرنو. واشار الى ان اوديرنو quot;يعتقد ان هذا لا يهدد قدرتنا على خفض عديد قوانا في وقت لاحق من هذا العامquot; الا انه اضاف ان واشنطن تركز على الخطوات التي يجب على القادة العراقيين اتخاذها لتشكيل حكومة.

ويرى مسؤولون عراقيون ان الجماعات المسلحة الراغبة في زعزعة استقرار البلاد تستغل فراغ السلطة وسط فشل الكتل السياسية الفائزة في الاتفاق على تشكيل الحكومة بعد شهر من اجراء الانتخابات التشريعية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما امر بسحب القوات الاميركية القتالية من العراق بنهاية اب وسحب جميع القوات من هذا البلد المضطرب بنهاية 2011.

وفد كتلة علاوي يزور إيران للقاء الصدر

إلى ذلك يبدأ وفد يمثل الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الفائزة في الانتخابات الاخيرة زيارة لإيران خلال الساعات المقبلةاليوم للاجتماع مع زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر ولقاء مسؤولين ايرانيين لم يكشف عن طبيعتهم.

ويترأس الوفد القيادي في الكتلة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي حيث يقوم بزيارته هذه بعد تلقي دعوة رسمية من السلطات الايرانية. وابلغ المتحدث بأسم الكتلة حيدر الملا في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot; من بغداد ان الوفد سيبحث التطورات السياسية على الساحة العراقية مع الصدر.

وفيما اذا كان الوفد سيلتقي مسؤولين ايرانيين قال quot;ان ذلك تحصيل حاصلquot; دون الكشف عن طبيعتهم او الموضوعات التي سيتم مناقشتها معهم وان كان يعتقد انها ستتناول علاقات الكتلة مع ايران ومتطلبات مرحلة مابعد الانتخابات واصرار العراقية على ان فوزها يمنحها الحق في تشكيل الحكومة المقبلة. ويقوم الوفد منذ ايام بجولة عربية واقليمية شملت لحد الان الاردن وسوريا ولبنان وسيغادر ايران غدا الى تركيا ومنها الى مصر.

وكان علاوي اتهم إيران بالتدخل بشؤون العراق بعد زيارة وفدين من الائتلاف الوطني بزعامة الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي إلا انه عاد وأبدى الاسبوع الماضي استغرابه من عدم دعوة إيران للقائمة العراقية لزيارتها كما حصل مع باقي الكيانات السياسية وقال إن quot;القائمة العراقية كانت تنتظر تلقي دعوة لزيارة إيران بعد الانتخابات إلا أنها لم تتسلم أي دعوة لحد الآن.

وحول هذه الزيارة قال زعيم جبهة الحوار صالح المطلك ان القائمة العراقية ستعمل على quot;تصحيحquot; العلاقة مع إيران خلال الأيام المقبلة. واضاف المطلك الذي اشتكى كثيرا من تدخل ايران في موضوع اجتثاث المرشحين وكان هو نفسه ابرزهم ان زيارة وفد العراقية المفاوض الى طهران quot;ستكون فرصة لاختبار نوايا الايرانيين وفرصة كي تقوم العراقية بتصحيح العلاقة مع طهران والتي بنيت على اسس خاطئة طيلة الاعوام الماضيةquot;.

واشار الى ان العراقية تريد ان تفهم ما اذا كانت ايران quot;جادة في تغيير تعاملها مع العراق الى النحو الايجابي، مطلبنا ان يكفوا عن التدخل، وأن يتحولوا الى لاعب يساعد العراق على النهوض من كبوتهquot; كما نقلت عنه صحيفة quot;العالمquot; البغدادية اليوم.

وعبّر المطلك عن اعتقاده بأن العراق بحاجة اليوم الى دور اقليمي يشترك فيه العرب مع ايران وتركيا لدعم العراق في quot;التماثل الى الشفاء بعد كل ما شهده من انهياراتquot;. وعن البديل للوضع الحالي يقول المطلك ان قائمته ستقدم مقترحات واضحة quot;لبحث ملفات خلافية كبيرة بين بغداد وطهران، وطلب ان يكون ذلك ضمن حوار جاد ندا لندquot; معربًا عن اعتقاده بأن الحوارات السابقة كانت تتم quot;على نحو خاطئ لم يحترم سيادة العراق ومكانته ولا بد ان يجري تصحيح المسارات السلبية وإفهام الايرانيين ذلكquot;.

وعما اذا كان لطموح العراقية بتشكيل الحكومة المقبلة دور ما في التأثير على مواقف الكتلة من ايران خلال حوارات طهران يقول المطلك quot;لن نستميل ايران ابدا ولسنا بحاجة الى استمالتها او تدخلها مع اي شريك عراقي والحوار في بغداد لتشكيل الحكومة وخارج بغداد للتفاوض وطرح تصوراتنا حول مستقبل العلاقة مع ايران وتركيا والعربquot;.

وشهدت الأشهر الماضية اشارات عديدة تفيد ان علاوي بعث وفدًا الى طهران واجرى محادثات سرية هدفها ترطيب الاجواء بينه وبين الجمهورية الاسلامية التي تعتبره خصمًا لها لكن علاوي نفى ذلك بشدة، على الرغم من اعترافه بأنه علم ان الايرانيين لن يضعوا خطًا احمر على ترشحه لرئاسة الحكومة.