بدأ وفد يمثل كتلة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، الفائزة في الانتخابات التشريعية الاخيرة، جولة في عدد من الدول العربية والاقليمية تشمل سوريا والاردن ولبنان ومصر وتركيا ثم ايران للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كما ابلغ quot;ايلافquot; متحدث باسمها مرحبًا بقمة سياسية يتوقع ان يدعو لها الرئيس جلال طالباني لقادة القوى السياسية في البلاد .في حين اقدم رئيس الوزراء نوري المالكي على خطوة تستهدف اعادة علاقاته المقطوعة مع التيار الصدري الرافض للتجديد لولايته بزيارة غير مسبوقة الى مقر التيار في بغداد حيث بحث مع قادته تشكيل الحكومة الجديدة .

لندن: قال المتحدث الرسمي باسم كتلة العراقية حيدر الملا في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot; من بغداد اليوم ان وفدا يتراسه القيادي في الكتلة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي قد بدأ جولة عربية واقليمية تشمل الاردن وسوريا ولبنان ومصر وتركيا وايضًا ايران للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هناك لبحث استحقاقات مرحلة مابعد الانتخابات ومتطلبات تشكيل الحكومة الجديدة . واوضح ان الجولة تستهدف ايضًا تهيئة اجواء من الارتياح والانفتاح بين هذه الدول والحكومة العراقية الجديدة لما لذلك من تأثير ايجابي على الاوضاع العراقية بشكل عام .

وحول موقف quot;العراقيةquot; من دعوة توقعت مصادر ان يوجهها الرئيس جلال طالباني الى قادة الكتل السياسية لعقد اجتماع قمة تجمعهم بشكل مباشر اوضح الملا ان كتلته لاتعارض هذه الفكرة وترحب بها وستتفاعل معها بأيجابية . وفي تصريح له اليوم قال القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي جلال الدين الصغير ان الاطراف السياسية تنتظر من الرئيس طالباني الدعوة الى لقاء quot;قمةquot; بين الكتل الاربع الفائزة في الانتخابات والتشاور بشأن الحكومة المقبلة وجها الى وجهquot;. وقال في تصريح نشرته صحيفة العالم ان من شأن هذه القمة quot;ان تذيب الجليد بين جميع الاطرافquot; وليس فقط الحساسية التي ظهرت المالكي وعلاوي الذي حصلت كتلاته على اكبر عدد من الاصوات في الانتخابات .

وعن مدى صحة ما يتردد من قرب اعلان تحالف بين كتلة العراقية وائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني اشار الملا الى ان اي تحالفات لن تشكل او تعلن قبل موافقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات الاخيرة وهي موافقات يتوقع ان تعلن خلال النصف الثاني من الشهر الحالي . وحول طبيعة المفاوضات التي تجريها العراقية مع بقية الكتل وخاصة مع ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي اكد الملا ان اي مفاوضات بين الكتل لم تجر،موضحًا ان ما تشهده الساحة هو حوارات تمهيدية مؤكدا انها ماتزال في اطوار ايجابية لكن من دون الدخول في التفاصيل .

وفيما اذا كان تم تحديد موعد لانعقاد الطاولة المستديرة لممثلي القوائم الانتخابية التي دعا اليها السيد عمار الحكيم زعيم الائتلاف الوطني اشار الملا الى ان اي موعد لها لم يحدد بعد بانتظار المصادقة على نتائج الانتخابات .. لكنه اكد استعداد الكتلة العراقية للمشاركة فيها والتفاعل معها . وفيما اذا كانت كتلته قد تسلمت من مفوضية الانتخابات ما يفيد بالغاء فوز عدد من مرشحيها في الانتخابات لشمولهم بقرارات هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث اكد الملا ان الكتلة لم تستلم اي اشعار رسمي بهذا الصدد وقال انه اذا اعترضت هيئة المساءلة على رفض مفوضية الانتخابات لقراراتها بهذا الصدد فعليها الذهاب الى المحكمة الاتحادية .

وحول تقييمه لطروحات الحكيم الاخيرة بعدم المشاركة في اي حكومة جديدة لاتشارك فيها الكتلة العراقية ودفاعه عن زعيمها علاوي وصف الملا ذلك بالموقف الجيد الذي يعبر عن مشتركات اساسية في العلاقات بين العراقية والائتلاف الوطني واتفاق الرؤى حول العديد من القضايا . ونفى الملا وجود خلافات في صفوف الكتلة العراقية حول منح المقعدين التعويضيين لاثنين من اعضائها مؤكدًا ان نقاشات حول الامر لا تزال جارية لاختيار الشخصين اللذين سيذهب اليهما المقعدين متوقعًا حسم الامر خلال ايام قليلة .

علاوي يحمل الحكومة مسؤولية الحفاظ على امن المواطنين
ومن جهته حمل علاوي في تصريحات للصحافيين اليوم اثر تنظيم كتلته حملة للتبرع بالدم لضحايا التفجيرات السبعة التي شهدتها بغداد اليوم وادت الى مصرع 40 مواطنا واصابة حوالى 150 اخرين .. حمل الحكومة مسؤولية الحفاظ على ارواح المواطنين . واضاف ان هذه التفجيرات هي من فعل ارهابيين لكن الحكومة مسؤولة عن حماية المواطنين متسائلاً عما فعلته الحكومة الحالية خلال السنوات الاربع الماضية اذا لم تتمكن حتّى الان من حفظ ارواح المواطنين . وشدد على ضرورة الاستعجال بتشكيل الحكومة الجديدة موضحا ان التفجيرات تهدف الى عرقلة مساعي تشكيل هذه الحكومة .

ودعا علاوي لحكومة قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة في حفظ امن واستقرار البلاد وتعزيز قدرات العائلة العراقية وتقديم الخدمات الضرورية لها . واوضح ان كتلته منفتحة على جميع القوى الاخرى وقال ان اي مفاوضات لم تجر حتى الان فيما بينها وان هذا الامر سيتم بعد اعلان النتائج الرسمية للانتخابات معربا عن امله في ان تستطيع القوى السياسية الاتفاق على برامج تؤدي الى خدمة المواطنين وتحسين الاوضاع الداخلية بمختلف مجالاتها .

وعلى صعيد اللقاءات بين القوى السياسية فقد بحث رئيس الوزراء السابق رئيس تيار الاصلاح احد مكونات الائتلاف العراقي ابراهيم الجعفري في بغداد اليوم مع القيادي في القائمة العراقية نائب رئيس الوزراء السابق سلام الزوبعي quot;مجمل سير العملية التحالفية الجارية بين الائتلافات فضلا عن تبادل وجهات النظر من اجل الإسراع بتشكيل الحكومة بعيدا عن سياسة الإقصاء والتهميش للمكونات السياسيةquot; كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع .

وأكد الجعفري على quot;ضرورة الانفتاح على جميع مكونات الشعب العراقي من الكيانات المشاركة والمؤمنة بالعملية السياسية والابتعاد عن الأفكار الشوفينية والطائفية التي تختنق بالآخر فضلا عن اختيار الشخصيات الكفوءة والمؤهلة لتطبيق البرامج التي طرحت في الانتخابات من اجل إحداث فرق على الصعيد السياسي و الأمني والخدمي إضافة إلى فك الاختناقات الدولية والإقليمية وهذه البرامج لا يمكن أن تطبق ما لم تعتمد المعايير الوطنية وفق مبدأ لا فرض مسبق ولا رفض مسبقquot;.

من جانبه، شدّد الزوبعي على quot;ضرورة احترام الاستحقاق الانتخابي وسط إرهاصات العملية التحالفية ولا ينبغي أن تكون هناك شروطا بين الفصائل الفائزة في الانتخابات وإنما من الضروري تفعيل مبدأ المشاركة الوطنية لتشكيل الحكومة التي تمثل ميثاق شرف تحقق من خلاله مطالب الشعبquot; وفقا للبيان .

المالكي يتقرب للتيار الصدري بزيارة مقره في بغداد
قالت الهيئة السياسية للتيار الصدري ان وفدا من ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي قد زار مقرها في بغداد حيث عقد اجتماعا مع كرا ر الخفاجي رئيس الهيئة والشيخ وليد الكريماوي نائب رئيس الهيئة بحضور القياديين في التيار قصي عبد الوهاب ونصار الربيعي . واضافت انه تم خلال الاجتماع مناقشة طبيعة التحالفات واليات تشكيل الحكومة والنتائج الاخيرة للانتخابات . وعقب الاجتماع قال المالكي في تصريح صحافي quot; أن الحراك السياسي والعملية السياسية واجواء الانتخابات والحوارات التي تجري بين مختلف الكتل والقوائم والمكونات التي تشكل منها الشعب العراقي تقتضي ان تكون مثل هذه اللقاءات للتداول سيما وأنه يكون بين كتل لها حضورها ولها امتدادها ولها جماهيريتها ويمكن أن تشكل ضوابط أساسية في عملية تشكيل الحكومة وفق الثوابت التي ترعى المصلحة الوطنية العلياquot; .

واشار المالكي الى ان النقاش خلال الاجتماع تناول تشكيل الحكومة حيث تم الاتفاق على ان تكون quot;حكومة شراكة وطنية تشترك فيها جميع مكونات الشعب العراقي ووفق قواعد وثوابت وطنية يلتزم فيها الجميع حيث نريد بعد السنوات التي مضت أن ننطلق في عملية البناء والاعمار وادامة هذه العملية لفك الاختناقات لمعالجة العلاقات التي تربط العراق مع المحيط الدولي والعربي والاسلامي واستثمار قدرات العراق المالية والكفائات لتطوير البنى التحتيةquot; . واضاف ان هذه الاجواء عموما هي التي سادت بيننا وبين الاخوة في التيار الصدري لايجاد الفرصة والمناخ الايجابي للتعامل والانطلاق سوية في عملية بناء العراق على اسس من العدالة والدستورية وتحقيق طموحات الشعب العراقي ومن خلال هذه الدعوة الكريمة تم مناقشة الكثير من القضايا التي هي محط اهتمام مشتركquot; .

ومن جهته قلل نصار الربيعي من اهمية الزيارة او توصلها لاتفاقات قائلا quot;انها مسألة طبيعية جدا وبعد كل انتخابات أن تكون هناك حركة بين السياسيين من أجل تشكيل حكومة ومن أجل التفاهمات المتبادلة وهذه التفاهمات لم ترتق الى مستوى الاتفاقات النهائية والمكتوبة بسبب عدم اعلان النتائج النهائية للانتخابات وسنسعى الى حكومة شراكة وطنية ونأمل أن نؤسس حكومة قوية وبرلمان قوي من اجل خدمة أبناء الشعب العراقيquot; .

معروف ان التيار الصدري الذي يتقاطع مع المالكي ويرفض بشدة عودته لتشكيل الحكومة الجديدة يأخذ عليه العمليات التي امر بتنفيذها ضد مسلحي التيار في عدد من المحافظات الجنوبية خلال العامين الماضيين والتي ادت الى مقتل العشرات واعتقال وسجن المئات منهم بينهم محكومون بالاعدام . وخلال الايام القليلة الماضية هاجم قياديون في التيار المالكي ووصفوه بأنه رجل ناكث لوعوده. وقال القيادي حازم الاعرجي ان المالكي اسوأ من صدام حسين quot;الرئيس العراقي السابقquot; في استهدافه لعناصر ومؤيدي التيار الذين هاجم منازلهم بالطائرات .

وظهر التيار الصدري بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة التي شهدها العراق في السابع من الشهر الماضي قوة لايستهان بها حيث حصل على 40 مقعدًا نيابيًا من بين 70 فاز بها الائتلاف الوطني العراقي الذي يشكل التيار احد مكوناته وذلك من بين 375 مقعدا هي العدد الاجمالي لاعضاء مجلس النواب الجديد . ومن جهتها عقدت اللجنة التحضيرية للائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم اجتماعا ً اليوم لبحث التطورات الامنية والتحالفات المقبلة . وقال بيان عن الائتلاف ان الاجتماع الذي ترأسه القيادي. همام حمودي بحث التطورات الأمنية الأخيرة وملف التحالفات المقبلة واليات تشكيل الحكومة.

واضاف ان الائتلاف شكل ثلاث لجان الأولى لكتابة مسودة برنامج حكومي يضع كل المشتركات في برامج القوى الفائزة وضوابط لرئيس الوزراء والوزراء ونظام داخلي لمجلس الوزراء. واشار الى ان مهمة اللجنة الثانية ستكون ضع آليات لاختيار رئيس الوزراء المرشح عن الائتلاف الوطني في ما تقوم اللجنة ثالثة بوضع هيكل مؤسسة الائتلاف .

من جهته، اوضح النائب عن الائتلاف كريم اليعقوبي إن الاتفاق تم على وضع آليات ومعايير محددة لاختيار رئيس الوزراء المقبل مبينًا أن الشخصية التي سيختارها الصدريون بموجب الاستفتاء الشعبي الذي نظموه تمثل رأيهم. وأضاف أن الائتلاف اتفق على وضع آليات داخلية خاصة به لاختيار رئيس الوزراء المقبل قبل عرض اسمه على الكتل التي يتم التفاوض معها، ولاسيما ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي. وأوضح اليعقوبي أن الائتلاف سيرشح الشخص الذي يختاره الصدريون إذا ما انطبقت عليه المعايير التي سيعتمدها بهذا الشأن .. وقال إنّ العقبة الرئيسة الآن هي وضع المعايير الخاصة باختيار رئيس الوزراء وبرنامج الحكومة المقبلة والضوابط التي تحكم عملها، مشيرًا إلى أن هذه العقبة إذا ما تم تجاوزها فلا توجد عراقيل أخرى لتشكيل الحكومة المقبلة.