أجرت ايلاف استطلاعًا للرأي توقفت خلاله على آراء المواطنين العراقيين من الشخصية الأفضل لتولي منصب رئاسة الحكومة الجديدة، وذلك بالتزامن مع المشاورات الجارية لهذا الغرض بعد إعلان نتائج الانتخابات التي حقق فيها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي فوزاً.

بغداد: توزعت رغبات المواطنين العراقيين حول اختيار رئيس جديد لحكومتهم من بين الأسماء التي برزت مرشحة من قبل كتلها، منهمرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي بعد أن طافت quot;إيلافquot; على عدد من البغداديين لمعرفة مواقفهم من المرشح الأنسب للمنصب الرفيع هذا وأسباب اختيارهم له.

المواطنة رشا عبد الواحد(28 عاماً) حاصلة على الماجستير في الإحصاء، تقول: quot;إذا تمت عملية المفاضلة بين الأشخاص الستة المرشحين لرئاسة الوزراء فانا أرى السيد باقر جبر الزبيدي (القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي) هو الأجدر لرئاسة الوزراء لأننا لمسنا الشيء الجيد خاصة عندما تولى وزارة المالية حيث قلص ديون العراق من خلال الحنكة الاقتصادية التي يتمتع بها، إضافة لما قام به من تعديل لرواتب الموظفين، ما أسهم في إنعاش الحالة الاقتصادية للموظف ولأغلب طبقات الشعب العراقيquot;. وتساءلت: quot;فلماذا لا يكون رئيسا للوزراء خصوصا والمرحلة القادمة تعتمد على البناء الاقتصاديquot;؟

في حين ترفض إزهار علي عبد الحسين موظفة في قطاع البريد أن يتولى إياد علاوي (زعيم القائمة العراقية) رئاسة الحكومة الجديدة، quot;لان قائمته لا تضم إلا البعثيين الذين عاثوا في الأرض فسادا واكبر دليل على ذلك عندما أعلن فوزه بالانتخابات ظهر أنصار قائمته وهم يحملون صورة صدام المقبور والعلم العراقيين فهو ممر أكيد لعودة البعثيين ولكن بصور وأشكال جديدةquot;.

ولكن المواطن احمد فائق (42 عاماً) ويعمل سائقاً، يرى بخلاف ما ترى المواطنة إزهار حيث قال: quot;علاوي هو الشخصية المطلوبة للمرحلة المقبلة لأنه رجل علماني مع أنه شيعي المذهب ويستطيع أن يصلح ما لم تقم الحكومة الحالية بإصلاحهquot;. مضيفا: quot;أن علاوي سيتمكن من إعادة العراق إلى المجتمع العربي والدولي ويعيد مكانته التي أصبح مهددا بان يفقدها بتأثير الدول الإقليمية المجاورةquot;.

وتحدث المواطن جاسم حسين فرهود (33 عاما) عن الأصلح إلى رئاسة الوزراء، فقال إنه عادل عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي) لان له باعا طويلا في العمل السياسي، وهو شخصية سياسية واقتصادية، ويتمتع بقبول من معظم القوى السياسية.

أما علي البهادلي صاحب محل، فقال إن إبراهيم الجعفري (زعيم تيار الإصلاح رئيس الوزراء السابق) شخصية سياسية مثقفة وحكيمة، ولكنه ليس رجل هذه المرحلة لأن هذه المرحلة تحتاج إلى شيء من القوة في مواصلة مسيرة البلد بعد عشر سنوات، عندما يستقر البلد ممكن أن يكون الجعفري رئيسا للوزراءquot;.

ومن جانبها، تقول الفتاة نوال صادق، وهي تعمل ممرضة: quot;إن الجعفري شخصية متطرفة في ثياب معتدل ولا احد ينسى كيف كانت الطائفية في فترة حكمه، وكيف باتت الجثث على الطرقات وأصبحت من المناظر المألوفةquot;. مضيفة quot;لا اعتقد أن يكون مؤهلا لرئاسة الوزراءquot;.

من جانب آخر، قالت المواطنة أمل عبد القادر موظفة في قطاع المصارف إن عادل عبد المهدي شخصية سياسية، ولكن الحادث الأخير لمصرف الزوية الذي ألصق به ومشاركة بعض من أفراد حمايته في عملية السطور جعلت شعبيته تتراجع.

الحاجة أم حسين (60 عاما) ترى أن علاوي هو الأفضل لأن في فترة حكمه أعطى للموظفين 100 ألف دينار زيادة على مرتباتهم، وهو ما قاد لإنعاش حالة الموظف الاقتصادية، وهو بهذا حسّن وضع المواطنين ورفع المعاناة عن الفقراء والطبقات المستورة، كما لم نشهد في عهده عمليات القتل التي ملأت جثثها الشوارع بعدهquot;.

أما محمود الاسدي (54 عاما) متقاعد، فيرشح نوري المالكي رئيسا للوزراء في الحكومة المقبلة معللا ذلك، بالقول: quot;مرت أربع سنوات على حكم المالكي ولا نستطيع أن نقول إنه لم ينجز شيئا، وخاصة من الناحية الأمنية فقد جعلنا ندخل المناطق التي كان محظورا علينا دخولهاquot;.

ويتابع الأسدي: quot;كما أن المالكي جعل بغداد تبدو متألقة إلى أوقات متأخرة من الليل بعد أن أصبحت في فترة ما مدينة يسكنها الموت، هذا أهم انجاز كما انه لا يمكن أن يوصف بأنه رجل طائفي، فقد قام بضرب جميع المليشيات التي تعتمد على ترويج الإرهاب دون أي استثناء، فمن الظلم أن يبخس حق هذه الشخصية ولا بد أن تعطى الفرصة لتكمل ما بدأته، وهو بخلاف ما كان يقال عنه انه انفرد بالسلطة، ولكن الرجل كان يمارس صلاحيته الدستورية.

ومن ناحيته، يقترح الطالب في كلية التربية، احمد فاضل حمزة (21 عاما) أن تلغى هذه الشخصيات الخمس وان يؤتى برجل من الفضاء له مؤهلات غير عادية قادرة على حكم العراق حتى يرضى عنه الجميع ولا يتهم بالطائفيةquot;.

أما بخصوص شخصية جعفر محمد باقر الصدر، فقد أشار إليها المواطن حسين الفضلي كاسب (55 عاما)، حين قال: quot;إنه شخصية معتدلة وتحظى بقبول اغلب القوى السياسية، فهو ابن المرجع محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة هذه الشخصية التي خدمت العراق وما زالت شعاع من يستنار به للعالمquot;.

زينب حسين مدرسة، قالت إن المالكي لا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء مرة ثانية، ليس لأنه غير كفوء بل العكس، ولكن الولايات المتحدة الأميركية لا تقبل أن تكون هناك شخصية وطنية يلتف عليها الشعب، ولا بد أن يتوقف إلى هذا الحد وكفى حتى لا يشكل خطرا على أميركا ومصالحها.

ويرفض فائق العبيدي (60 عاما) معلم أن يكون باقر جبر الزبيدي رئيسا للوزراء لأنه مشهور بالطائفية وولائه المطلق لإيران، ذاكرا أنه في السنوات السابقة، عندما كان وزيرا الداخلية كان يعمل لحساب طائفة دون اخرى.

محمد الربيعي، قال: quot;إن شخصية جعفر محمد باقر الصدر رغم عدم وجود غبار عليها، ومقبولة من الجميع، ولكن الرجل لا يملك باعا كبيرا في السياسة ودهاليزها، ولا يمكن أن يعول عليه في قيادة البلد حتى وإن كان ابن المرجع محمد باقر الصدر قدس سره، ذاكرا قول الشاعر (ليس الفتى من قال هذا أبي أن الفتى من قال ها انذا)quot;.

وبدوره يرى فارس نوري، طالب في كلية الهندسة (25عاما) أن الحل يكمن في استقدام شخص بعيد عن هؤلاء الخمسة من طائفة مسيحية أو صابئية أو شبكية حتى لا يتهم بالطائفية أو الموالاة لإيران أو السعودية او البعثيين وغيرها، يحب البلد ومصلحة الشعب ولا يبحث عن مصلحته الخاصة ويرى انه الخيار الأفضلquot;..

يذكر أن التيار الصدري طرح في الاستفتاء الذي يجريه حاليا خمس شخصيات لاختيار احدها رئيسا للحكومة المقبلة، والشخصيات هي: رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي، ونائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته عادل عبد المهدي، ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، وعضو ائتلاف دولة القانون جعفر الصدر.