A supporter of the British National Party (BNP) ...

لم يغط احتلال زعيم الليبراليين الديمقراطيين نِك كليغ صدارة الترتيب السياسي البريطاني، الضجة التي تحدثها الأحزاب الأقل حجماً، حيث أصدر الحزب الوطني البريطاني مانيفستو برنامجه القائم على ثلاثة أعمدة، أبرزها quot;حظر الهجرة من الدول الإسلاميةquot; باعتبارها quot;خطرا قاتلا على بريطانياquot;. أما العمود الثاني فهو سحب القوات من أفغانستان فورا، والثالث الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

لندن: تشهد الساحة السياسية البريطانية انصراف الاهتمام الى الترتيب السياسي الجديد الذي فرضه عليها زعيم الليبراليين الديمقراطيين نِك كليغ. فقد نقل الصراع على السلطة من جانب القطبين التقليديين quot;العمالquot; وquot;المحافظونquot; إلى آخر لا يشمل يشمل حزبه وحسب، بل يضعه كتفا لكتف مع المحافظين وربما بديلا لهم، مع العمال في المركز الثالث البعيد. وفي ما يتعلق بالقضايا الحاسمة، تشهد الساحة السياسية أيضا الانصراف الى الكيفية التي تنوي بها الأحزاب الرئيسية انتشال البلاد من إحدى أسوأ أزماتها الاقتصادية في التاريخ الحديث.

على أن كل هذا لا يغطي على الضجيج الذي تحدثه أحزاب أخرى أصغر حجما وشأنا، خاصة quot;الحزب الوطني البريطانيquot; الذي تأسس من أجل بريطانيا quot;بيضاءquot;. وفي خضم الحملة الانتخابة الحالية أصدر الحزب مانيفستو برنامجه قائما على ثلاثة أعمدة، أبرزها quot;حظر الهجرة من الدول الإسلاميةquot; باعتبارها quot;خطرا قاتلا على بريطانياquot;. أما العمود الثاني فهو سحب القوات من أفغانستان فورا، والثالث الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال زعيم الحزب، نِك غريفين، وهو يقدم بيانه: quot;لا جديد في هذا المانيفيستو عندما يتعلق الأمر بالهجرة. بريطانيا اليوم ممتلئة عن آخرها. ولهذا فلنوصد الأبواب أمام كل طالبي اللجوء المزيفين والمجرمين الأجانب، ولنجبر الموجودين منهم على أراضينا على مغادرتها الآن. ولنقنع بالحوافز المالية أبناء العرقيات الأخرى بالرجوع الى مواطنهم الأصليةquot;.

وأعلن غريفين أيضا أن حزبه سيخوض الانتخابات على أرضية إضافية وهي إعادة النظر في الجنسيات الممنوحة لأجانب منذ العام 1997 (تاريخ تسلم العمال السلطة) للتحقق مما إذا كانت تتواءم مع المعطيات الجديدة اليوم.

ومضى قائلا إن المانيفستو ينص على quot;فرض حظر تام ومطلق على دخول المهاجرين من أي دولة إسلامية كانت، لأن هذه الدول تشكل أكبر الأخطار القاتلة على أمتنا وبقائهاquot;. وكان ينطلق في هذا من مقولة الحزب القديمة وهي أن الإسلام quot;لا يتواءم مع الديمقراطية العلمانية الحديثةquot;. وأضاف إن الحزب يستثني quot;اولئك الذين استقروا في البلاد منذ زمن بعيد ويؤمنون بوجوب بقاء بريطانيا بريطانيةquot;.

ويذكر أن quot;الحزب الوطني البريطانيquot;، الذي تأسس في 1982 منشق عن quot;الجبهة الوطنية البريطانيةquot;، تبنى في أواخر العام الماضي، قرارا يعتمد تغيير ميثاقه بحيث يفتح باب عضويته لغير البيض. وكان ميثاق الحزب، قبل التعديل، ينص على ان عضويته quot;مفتوحة فقط للأفراد من العرق القوقازي أو المتحدرين منهquot;، أي البيض. على أن هذا التطور لم يتأت من قناعة آيديولوجية بخطأ نهج الحزب العنصري وإنما بعد أن خيّرته محكمة لندن الكبرى بين تغيير ميثاقه لينصاع الى لوائح العلاقات بين الأعراق، أو التصدي لدعوى قضائية من جانب quot;لجنة المساواة وحقوق الإنسانquot; شبه الحكومية في حال امتناعه عن تغيير سياسته هذه لأنها quot;تمييز يقوم على لون البشرةquot;.

ورغم أن قرار الحزب فتح أبوابه لغير البيض جاء فقط التفافا على القانون، فقد علم الشهر الماضي أن الشرطة ألقت القبض على مارك كوليت، مدير الدعاية في الحزب بتهمة تهديده بقتل نِك غريفين نفسه، وهو ما أوردته quot;إيلافquot; وقتها. وأوردت بعض الأنباء أن كوليت يتزعم جناحا في أقصى يمين الحزب أعرب عن امتعاضه إزاء ذلك التعديل. ومضت تقول إن كوليت نفسه لم يخف رأيه القائل إن حزبه quot;خان قضيته وصار ينحني لأولئك الساعين لتدمير البريطانيين البيض داخل بلادهمquot;.